سورية

مع قرب تسلم ترامب لمهامه الرئاسية … قلق «إسرائيلي» من توصّل موسكو وواشنطن إلى تفاهمات بشأن سورية

| وكالات

يتابع كيان الاحتلال الإسرائيلي عن كثب دخول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في العشرين من الشهر الجاري، وسط قلق من أن يتوصّل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتفاهمات بشأن سوريّة تتناقض مع «مصالح إسرائيل الأمنية»، على حين تأمل «إسرائيل» في أن يساعد الرئيس الأميركيّ في التأثير في روسيا من أجل أخذها بالحسبان.
وفي هذا السياق، رأى سفير إسرائيل الأسبق في الأردن، عوديد عران، الذي يعمل باحثاً في مركز أبحاث الأمن القوميّ بـ«تل أبيب»، وفق ما نقلت جريدة «رأي اليوم» الإلكترونية، أنه في «المثلث الإسرائيلي الروسي الأميركي لن تكون الأمور سهلة، على الرغم من أن الأجواء الجيدة التي تسود بين ترامب ونظيره الروسي بوتين تبعث على الأمل بأن يساعد الرئيس الأميركيّ في التأثير في روسيا من أجل أخذ مصالح إسرائيل الأمنية في الحسبان. لكن من جهة أخرى من المحتمل أن يتجاهل صانع الصفقات من واشنطن وجهة النظر الإسرائيلية ويتوصل مثلاً إلى تفاهمات مع بوتين بشأن مستقبل سورية لا تتلاءم مع مصالح إسرائيل السياسية والأمنية».
وأشار عران إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُحافظ على حوار دائم مع بوتين وسيفتح صفحة جديدة من العلاقات مع الرئيس الأميركي الجديد، لكن هذا لا يضمن أن الطرفين الآخرين في المثلث، ترامب وبوتين، سيعتبرانه «شريكاً مساوياً» في القوة يمكن أن يعطيا مواقفه «أهمية» بشأن موضوعات مثل إيران أو سورية.
لكن، برأي عران، فإن الأكثر إشكالية سيكون المثلث الإسرائيلي الصيني الأميركي. مضيفاً: إن ترامب لم يترك مجالاً للشك في أنه يعتبر الصين خصماً اقتصادياً وسياسياً، ويشير تبادل التلميحات بينه وبين بكين الذي بدأ قبل دخوله إلى البيت الأبيض، إلى علاقات متوترة وعلى درجة عالية من العداء المتبادل. يجري هذا كله على حين أن نتنياهو يعتبر الصين رصيداً إستراتيجياً واقتصادياً، وبينما يعاقب أوكرانيا والسنغال أو بريطانيا على دعمهم قرار مجلس الأمن الذي يدين المستوطنات، فإنّه يغض النظر عن تصويت الصين مع القرار. واعتبر عران أنّ كل محاولة لتقدير كيف ستتطور علاقات «إسرائيل» مع الإدارة الأميركيّة الجديدة يجب أن تبنى على معرفة شخصية الرئيس الجديد في البيت الأبيض، وعلى دراسة تصريحاته السابقة بشأن مختلف الموضوعات المعقدة، وعلى معرفة الأشخاص الذين سيشكلون الطاقم الرفيع المستوى من حوله، وفهم حسابات الولايات المتحدة في الساحة الداخلية والعالمية، وتحديد القوى التي تؤثر في الرئيس الجديد في المجال الإسرائيلي الأميركي.
وشدّدّ عران على أنه في الماضي كان هذا بسيطاً نسبياً، لكن مقدار عدم اليقين الذي ستحمله معها إدارة ترامب في ما يتعلق بهذا كلّه غير معهود.
ومضى قائلاً في دراسةٍ جديدة، نقلتها مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة في بيروت: إنه «بعد هذا التوضيح والتحذير نخاطر بالقول: إنه من المعقول افتراض أن الرئيس ترامب سيساعد في المحافظة على قوة «إسرائيل» العسكرية وسيؤيد المعونة التي تقدمها بلاده للبرامج الأمنية التي تتكوّن منها علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة». وأردف: من المتوقع، أن يتجدد اليقين حيال فرض الولايات المتحدة «الفيتو» في مجلس الأمن في الأمم المتحدة على القرارات المعادية لـ«إسرائيل». وهذه مكونات حيوية في المغلّف الأمني الشامل لـ«إسرائيل»، لكنها ليست الوحيدة. ففي موضوعات حيوية أخرى من الممكن أن تشكل رئاسة ترامب تحدياً لـ«إسرائيل» ولقدرة زعامتها على المناورة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن