سورية

مسلحو حلب: ليس بالإمكان أفضل مما كان

 حلب- الوطن : 

الهدوء الذي شهدته جبهات حلب كافة على مدار الأسبوع الجاري بعد أسبوع من التصعيد ليس له ما يفسره سوى عجز المجموعات المسلحة عن تحقيق أي خرق أو تقدم أو حتى القيام بمبادرة هجومية من شأنها أن تقنع الداعمين بجدوى الاستمرار في عملياتهم بحيث غدا حال المسلحين ينطبق عليه القول الشائع: ليس بالإمكان أفضل مما كان.
مصادر معارضة متطابقة أكدت لـ«الوطن» أن ما يمكن أن يفعله المسلحون فعلوه قبل الشهر الفضيل وفي أول يوم منه وفق المخطط الذي أعدوه وسبقته تحضيرات غير مسبوقة لتغيير خريطة السيطرة بشكل كبير ومفاجئ، ولذلك شنوا هجمات مكثفة على جبهات عدة في آن واحد على أمل أن يفوا بعهودهم التي قطعوها أمام تركيا والسعودية وقطر بقلب موازين القوى لمصلحتهم من دون فائدة.
وبينت المصادر أن المسلحين سبقوا هجماتهم بحرب نفسية ضارية وعمدوا إلى تسريب شائعات مغرضة وضربوا مواعيد لدخول المدينة بهدف خلق وهن في نفوس الجيش العربي السوري والقوى المؤازرة له والسكان، لكن ذلك انعكس عليهم سلباً أمام ما تبقى من حاضنتهم الشعبية وأمام الرأي العام الذي أدرك زيف ادعاءاتهم وأوهامهم التي جرت عليهم الوبال وخيبة الأمل.
مصادر ميدانية أوضحت لـ«الوطن» أن يقظة الجيش العربي السوري على جميع الجبهات وإدراكه لما يرمي إليه المسلحون أفشل كيدهم في نحرهم وأحبط مخططاتهم في مهدها وفي وقت مبكر من فورتهم التي كلفتهم ما لا يقل عن 500 قتيل ما تزال جثث الكثير منهم مطمورة تحت الركام في جبهة الراشدين الأولى وعلى خط تماس الخالدية معامل الليرمون.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش استوعب هجمات المسلحين بسرعة وانتقل من حال الدفاع إلى الهجوم وبادر إلى شن هجمات مضادة على جهة معامل الليرمون التي استولى فيها على مصانع وكتل بناء عدة في بدء عمليته العسكرية التي ستتوسع وتمتد أهدافها إلى حي بني زيد مصدر القلاقل والمخاطر على أحياء حلب الغربية الآمنة وسكانها المدنيين الذين قدموا قوافل من الشهداء بقذائف الإرهاب التي لا تتورع عن حصد المزيد من الأرواح.
ويمكن القول إن المشهد الميداني تغير في حلب لمصلحة الجيش الذي رفع الروح المعنوية للأهالي المتعاونين معه والمنحازين لأمن بلدهم ضد آلة الإرهاب والداعمين الذين فشلت مخططاتهم وانكسرت شوكة مسلحيهم عند أسوار المدينة الصامدة التي ترفض الرضوخ لمشيئة الإرهابيين وإملاءات الخارج وأجندته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن