رياضة

كذبة بالتراضي..!

| مالك حمود

الواضح أننا نعيش موسماً كروياً متميزاً في أشياء كثيرة، ولكنه استثنائي في ظاهرة جديدة وفريدة.
فالحلم الطويل بعودة جمهورنا الجميل ها قد تحقق، مع عودة جماهير كرة القدم في محافظتي حمص وحماة إلى الملاعب، وهل هناك أحلى من ذلك الكرنفال الرائع الذي شهده ملعب حماة الذي رقص فرحاً في ديربي أبي الفداء.
وشتان بين الجمال والخيال.
فالجمال يفرض نفسه بالظهور والتباهي، والخيال يخبئ حاله بالتستر واللعب من على المخفي.!
من حق اتحاد كرة القدم أن يسعى للنهوض بالواقع التدريبي في الأندية وذلك من خلال فرض مستوى معين من الشهادات لتدريب الأندية المحترفة بالدوري السوري (اللهم إذا كان لدينا احتراف).! ومن حقه إعطاء أصحاب الشهادات العليا من المدربين حقهم في فرص التعاقد من الأندية المحترفة على اعتبارها قادرة على دفع المال. ولكن ثمة نقاط مهمة يمكن أن تؤخذ بعين الاعتبار حيال تلك الخطوات.
فهل كان قرار اتحاد الكرة في وقت مناسب ويسمح للأندية بالخيارات البديلة عن المدربين الذين تعاقدت معهم مسبقاً وأعدوا الفرق؟!
وإذا كان الاتحاد قد أبلغ الأندية بخطوته القادمة فلماذا لم تتحرك الأندية حيال تلك المرحلة الجديدة والمنسجمة مع خطوات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وإن كان السؤال: هل بالضرورة أن المدرب الحاصل على الشهادة (A) هو أفضل فنياً من بقية المدربين في بقية الدرجات، فهل كل من حفظ قانون كرة القدم صار حكماً ناجحاً.؟!
فالتدريب موهبة ورؤية وإحساس وسرعة بديهة واتخاذ قرار وتكتمل هذه المواصفات بالعلم والشهادات، وتذكروا الكابتن نزار محروس عندما استلم تدريب فريق الوحدة (بأيامه الذهبية) وكان لاعباً بالفريق في الوقت نفسه، وبالطبع فإن نجاحاته لم تكن مبنية على دورات وشهادات، وإنما على خبرة وشخصية ورؤية، ورغم ذلك تبقى لمواصلة التحصيل العلمي أهميتها فكسب المعارف الجديدة والأكاديمية من المسلمات، وإن كان التنفيذ على أرض الواقع بعيداً نوعاً ما عن المبتغى.! وإذا كان المدرب الأكاديمي الأكفأ بالتدريب في دوري المحترفين، فكيف لبعض الأندية التعاقد مع (شهادات مدربين) وليس مع المدربين وذلك لمجرد تقديم عقودهم وإبراز شهاداتهم أمام اتحاد اللعبة للموافقة على مشاركتهم بالدوري، رغم معرفة الطرفين بوهمية الكلام..!
فماذا يدفع للكذبة بالتراضي.!!!

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن