رياضة

معسكر منتخب السلة: الواقع تنك والمطالَب ذهب .. الخياطة: الاتحاد قصّر.. والنقرش: المشكلة مالية وليست إدارية

| مهند الحسني

إذا كان تأمين معسكر خارجي لمنتخب وطني بات بحاجة لندوات وورشات عمل ومحاضرات كلامية وتوجيهات وموافقات، فالأفضل لنا ألا نشطح بتطلعاتنا، ونقف عند تخوم أحلامنا، ونرضى بالواقع المفروض علينا ونضع حلم المعسكرات الخارجية خلف ظهورنا، ولا نطالب بأدنى بديهيات التحضير المثالي لمنتخب سيشارك في بطولة قوية، وسيرفع علم سورية عالياً.
ويبدو أن مسلسل تبادل التهم والمسؤوليات بين المكتب التنفيذي واتحاد السلة من أجل تأمين معسكر خارجي ما زال في أوجه، فالاتحاد سعى حسب إمكاناته لتأمين معسكر مجاني لكن لم تثمر جهوده لأسباب خارجة عن إرادته، والمكتب التنفيذي الذي بدأ بالهروب خلفاً تنصل من مسؤوليته في تأمين معسكر، وراح يلقي اللوم والتقصير على الاتحاد، لكن وراء الأكمة ما وراءها، فالمكتب التنفيذي صحيح أنه يطالب بتأمين معسكر للمنتخب ويتهم الاتحاد بالتقصير غير أنه يقصد أن يسعى الاتحاد لتأمين معسكر مجاني، لأن مثل هذه المعسكرات باتت عرفاً في رياضاتنا الوطنية بحجج عدم وجود سيولة مادية، بينما اتحاد السلة يؤكد أن المشكلة في تأمين المعسكر ليست إدارية فالمعسكرات المدفوعة موجودة في حال توفرت الأموال.
حتى كتابة هذه السطور لم تتضح صورة معسكر منتخب رجال السلة الذي يتحضر للمشاركة في بطولة غرب آسيا، ومازالت صورته ضبابية، ويبدو أننا نقف مجدداً أمام سيناريو مكرر عن البطولة قبل الماضية عندما شاركنا بلا معسكرات ولا لقاءات.
«الوطن» ومن إيمانها العميق بإماطة اللثام عن خفايا الموضوع، وبيان على من تقع مسؤولية تأمين هذا المعسكر، وعلى من يقع التقصير واللوم، أجرت هذا الحوار مع الدكتور ماهر خياطة نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام وفي الوقت نفسه استطلعت رأي رئيس اتحاد كرة السلة جلال نقرش:

زيارة وموافقة
دكتور ماهر: مضى على إقامة معسكر المنتخب أكثر من عشرين يوماً ولم نر أحداً زاره واطمأن على سير التحضيرات؟
هذا الأمر يتم من خلال الاتحاد الذي يقدم لنا كل مستلزمات هذا المعسكر ويضعنا بصورته بكل صغيرة وكبيرة، والاطمئنان على سير التحضيرات، وعدم وجودنا بالحصص التدريبية لا يقلل من مستوى المنتخب، ولا من عزيمته، كل ما يطلب من هذا التحضير أن يحظى هذا المعسكر بكل وسائل التحضير المناسب، ونحن على تواصل يومي مع أمين سر الاتحاد الذي يضعنا بصورة الأمور وتفاصيلها، وقبل أيام قليلة طلب منا ضرورة الموافقة على إقامة مباريات في لبنان بعد تعثر إقامة معسكر بإيران ومصر، وقد وافقنا لإيماننا بضرورة هذه اللقاءات للمنتخب قبل البطولة، ونحن لا نقف أمام رغبة أي اتحاد لعبة بإجراء لقاءات ودية لمنتخباته، طبعاً نحن نمر بضائقة مالية، ورئيس الاتحاد هو عضو في المجلس المركزي، ويعرف كل التفاصيل ودائماً نحن على تواصل، ويعلم أننا ضمن وضع مالي لا يسمح أن ندفع حالياً بالعملة الصعبة، رغم أن لدينا أموالاً محجوزة في الاتحادات الدولية، ويتم تأمينها بصعوبة بالغة.

مسؤولية
على من تقع مسؤولية تأمين معسكر للمنتخب على المكتب التنفيذي أم اتحاد السلة؟
هذه المسؤولية تقع على عاتق اتحاد السلة، المكتب التنفيذي لا يتدخل في معسكرات اتحادات الألعاب، الاتحاد هو الوحيد القادر على التواصل مع الاتحادات الصديقة عبر علاقاته الطيبة معها، ونحن كجهة تنفيذية يتقدم إلينا الاتحاد بطلب المعسكر وفق دراسة وجدوى منطقية، وهذه معسكرات اتحاد كرة القدم يتم تأمينها من الاتحاد وكذلك المباريات الدولية الودية.

معسكرات مجانية
لو قدم الاتحاد حالياً دراسة لإقامة معسكر فهل ستوافقون عليها؟
سوف نوافق عليها فوراً من دون أي تردد، اتحاد السلة مشكور يعمل ضمن إمكاناته لتأمين معسكر بطريقة الاستضافة، ولمس قبولاً إيجابياً لهذه الفكرة لكنه فوجئ بعدم الاستضافة من الجانب الإيراني، وطلبنا منه أن يتواصل مع الجانب المصري والموافقة موجودة.

أنتم تطلبون من الاتحاد تأمين معسكرات مجانية لا أكثر؟
لا هذا الكلام غير صحيح.

رئيس الاتحاد أكد أن المشكلة ليست إدارية وإنما مالية فماذا تقول؟
أنا أقول له إن المعسكر في إيران ليس كما هو في مصر أو روسيا، لأن هذا يرتبط بالوضع المالي ضمن الدولة، ولا يمكن أن نقيم معسكراً لا يتناسب مع الإمكانات المادية المتاحة، ويجب أن نعترف بأننا في أزمة وعلينا ترشيد الإمكانات ووضعها في مكانها المناسب، وعندما يصرح رئيس الاتحاد بأنه لن يكون لدينا نتائج جيدة في أي بطولة، فهل سيغير إقامة معسكر ودفع تكاليفه المادية شيئاً، لذلك من الأجدى أن نبحث عن معسكرات ولقاءات في لبنان بأقل تكلفة.

تقصير ولوم
هذا يعني أنك تضع اللوم والتقصير على الاتحاد؟
كان حرياً بالاتحاد أن يعد العدة قبل فترة مناسبة من الوقت، وأن يضع خطة معسكراته ويضعنا بصورتها، وفي هذا الجانب اتحاد السلة قصّر، ولم يعمل قبل فكرة إعداد المنتخب بوقت كاف.
لو لم ينجح رئيس الاتحاد بإعفائنا من دفع رسوم المشاركة البالغ عشرة آلاف دولار فهل كنتم ستدفعون؟
طبعاً كنا سنلتزم وندفع رسم المشاركة، لأننا لا يمكن أن نعزل كرة السلة عن المشاركات الخارجية أبداً.

منتخب
ما رأيك بطريقة عمل المعسكر الحالي للمنتخب؟
نحن أكدنا رؤية الاتحاد بضرورة العمل على بناء منتخب شاب وواعد، وأتمنى من كل قلبي أن يتم انتقاء اللاعبين بعيداً عن أي محسوبيات ومصالح ضيقة كما يشاع عبر بعض وسائل الإعلام، وأن يتم انتقاء اللاعب الأجدر لارتداء قميص المنتخب.
«الوطن» حيال هذه التصريحات لنائب رئيس الاتحاد الرياضي العام ومن إيمانها بالرأي والرأي الآخر استفسرت عن بعض الأمور والنقاط من رئيس اتحاد السلة جلال نقرش وإليكم ما قاله:

تأمين معسكر
لماذا لم تسعوا إلى تأمين معسكر خارجي للمنتخب؟
نحن اليوم كاتحاد يطلب منا تأمين معسكرات مجانية، وهذا النوع من المعسكرات قد يتحقق أو يفشل، والمعسكرات التي تتطلب دفع أموال، ففي المرحلة السابقة المكتب التنفيذي لم يوافق بسبب قلة السيولة المادية، نحن اجتهدنا كاتحاد، وأقمنا علاقات طيبة مع كل الاتحادات، وعلى أساس أن يتم استضافة جميع منتخبات السلة هذا العام في إيران بشكل مجاني، وتم ذلك بحضور رئيس الاتحاد الآسيوي والأمين العام السيد آغوب، وقد أرسلنا العديد من الكتب والاتصالات للجانب الإيراني لكنه لم يتجاوب معنا، ولا مع توجيهات الاتحاد الآسيوي بشكل ايجابي وقدم اعتذاره عن استضافة المنتخب، يذكر أننا نجحنا في إلغاء رسم المشاركة للبطولة لجميع منتخباتنا الوطنية.

معسكرات مدفوعة
هل أنتم قادرون كاتحاد على تأمين معسكر خارجي لو توافرت لكم الأموال؟
مثل هذه المعسكرات المدفوعة موجودة وباستطاعتنا أن نقيم معسكراً في بعض الدول الصديقة أو حتى إيران فهي قادرة على استضافتنا لو توافرت السيولة، فهل المكتب التنفيذي قادر على أن يغطي تكاليف هذه المعسكرات؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يوجه له، لأننا كاتحاد لا نجد صعوبة في تأمين معسكر مدفوع، وإنما الصعوبة تكمن في تأمين معسكرات مجانية.

تقصير ومسؤولية
نائب رئيس الاتحاد العام أكد أن هناك تقصيراً من قبلكم في تأمين المعسكر فماذا تقول؟
مشكلة تأمين المعسكر هي مشكلة مالية وليست إدارية، والمشكلة ليست في إلقاء اللوم والمسؤولية على أي طرف، هناك ضعف في السيولة المادية بشكل عام في مؤسسات الدولة، وهذا الوضع يجب أن نتأقلم معه، لكن اتحاد السلة قادر على تأمين معسكر خارجي في حال تم تأمين السيولة المالية، ولا يوجد تقصير من الاتحاد بهذا الخصوص.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن