رياضة

بداية مخيبة لتونس ومتواضعة للجزائر بأمم إفريقيا … مباراتا اليوم بين الثأر والتأكيد

| محمود قرقورا

يبدو أن هذه النسخة من كأس الأمم الإفريقية ستحتفظ بإثارتها حتى الجولات الأخيرة من دور المجموعات ويزيدها جمالاً الشهية التهديفية من خلال تسجيل عشرة أهداف مع انتهاء المباريات الأربع الأولى بمعدل هدفين ونصف الهدف في المباراة الواحدة، والأهم من كل ذلك أن أنصاف المفاجآت حضرت بقوة كتعادلي المجموعة الأولى بين الغابون وغينيا بيساو 1/1 وبوركينا فاسو مع الكاميرون بالنتيجة ذاتها وفي الإطار ذاته يمكن اعتبار تعادل الجزائر مع زيمبابوي 2/2 ووحده منتخب السنغال حقق فوزاً مريحاً على تونس بهدفين مقابل لا شيء.
أمس لعب ضمن المجموعة الثالثة منتخب المغرب مع جمهورية الكونغو الديمقراطية بعدما سبقتها مباراة ساحل العاج وتوغو.

اليوم سنتعرف على الجولة الأولى في المجموعة الرابعة من خلال لقاءي غانا مع أوغندا بتمام الساعة السادسة ومصر مع مالي بتمام الساعة التاسعة، والشعار الأمضى لهاتين المباراتين الثأر والتأكيد ذلك أن تصفية الحسابات تفرض نفسها بين مصر ومالي على خلفية اللقاء الوحيد الذي جمع بين المنتخبين خلال النهائيات القارية وحدث ذلك في الدور ربع النهائي عام 1994 عندما فازت مالي بهدف مقابل لا شيء، وتشير كتب الأرشيف إلى أن اللقاء الوحيد في الكرنفال الأسمر بين غانا وأوغندا كان في النسخة التي استضافتها أوغندا 1978 وتحديداً في المباراة النهائية عندما فاز الغانيون بهدفين مقابل لا شيء، ووفق هذه الرؤية فإن غانا ومالي ينشدان التأكيد وأوغندا ومصر تريدان الثأر، وإذا كان المنتخب الأوغندي يحتاج إلى الكثير من القدرات للإطاحة بمنتخب النجوم السوداء فإن منتخب مصر يمتلك كل المقومات للفوز على مالي وخصوصاً أنه صاحب الحضور المؤثر والفاعل وغيابه ثلاث بطولات متتالية يعطيه الدافع ليعود من بوابة البطل وخاصة أنه لم يخسر أي مباراة في النسخ الثلاث التي فاز بلقبها 2006 و2008 و2010 وهذه السلسلة لا يمتلكها منتخب إفريقي آخر.

خيبة أمل عربية
لم يكن المنتخب التونسي الذي لم تغب شمسه عن البطولة منذ 1994 على قدر المسؤولية عندما واجه السنغال، فخسر بهدفين سجلا خلال الشوط الأول عن طريق ماني لاعب ليفربول من ركلة جزاء وهو هدفه الدولي الحادي عشر في 38 مباراة دولية وزميله مبودجي لاعب أندرلخت البلجيكي وهو هدفه الدولي الثالث ولم يستطع نسور قرطاج الرد في الشوط الثاني فكتب على الأشقاء الخسارة الأولى، وهذا سيجعل مباراتهم الثانية بمواجهة جيرانهم الجزائريين أشبه بالمباريات النهائية.
بدوره المنتخب الجزائري المرشح للفوز باللقب وجد نفسه بموقف لا يحسد عليه وكل ما خرج به نقطة إثر التعادل مع زيمبابوي بهدفين لمثلهما، ولولا تألق الحارس الجزائري مبولحي في أكثر من لقطة لشاهدنا السيناريو الأسوأ مع الأخذ بالحسبان أن الأخشاب عاندت الأشقاء في أكثر من كرة.
رجل المباراة لم يكن غريباً فهو الجزائري رياض محرز نخب إفريقيا الأول عام 2016 من خلال تسجيله هدفين في الدقيقتين 12 و82 وعلى الجانب المغاير سجل لزيمبابوي ماهاشي في الدقيقة 17 وموشيكوي في الدقيقة 29 من ركلة جزاء، وبذلك يخفق المنتخب الجزائري في رد الدين لمنتخب زيمبابوي الذي يشارك للمرة الثالثة عندما هزم الأشقاء في الدور الأول عام 2004 وتلك الخسارة لم تكن مؤثرة في الأشقاء بشأن العبور وحينها لم يستفد المنتخب الفائز.
رياض محرز هو أول لاعب جزائري يسجل ثنائية في النهائيات القارية منذ سلفه علي مصابيح صاحب هدفي الفوز على سيراليون خلال دور المجموعات عام 1996.

عودة الزعيم
يعد منتخب مصر فخر الصناعة العربية في البطولة الإفريقية فهو ميزان حقيقي، وكل الأرقام القياسية تحوم حوله مجموعة ولاعبين، فهو الأكثر مشاركة بـ23 مرة، ولاعبه دياب العطار أول هداف وأفضل لاعب عام 1957 ومحمود الجوهري أول من فاز باللقب لاعباً ومدرباً، وحسن الشاذلي هو الوحيد الذي سجل الهاتريك مرتين، وحسام حسن هو الوحيد الذي فاز بلقبين يفضل بينهما عشرين عاماً، وحسن شحاتة هو المدرب الوحيد الفائز باللقب ثلاث مرات متتالية، وأحمد حسن هو اللاعب الوحيد الذي اختير أفضل لاعب في بطولتين، وعصام الحضري هو الحارس الوحيد الذي فاز باللقب ثلاث مرات.
ومن الحضري نبدأ حيث سيكون ضمن تشكيل المنتخب المصري وهو الذي خاض 147 مباراة دولية وما زال مصدر ثقة وإلهام لزملائه، غير أن الآمال معقودة بشكل كبير على محمد صلاح الذي سجل 27 هدفاً دولياً في 46 مباراة دولية بينما جميع لاعبي منتخب مالي سجلوا 33 هدفاً، كما أن أحمد المحمدي ومحمد النني دعامتين كبيرتين في تشكيلة المدرب الأرجنتيني كوبر وهما اللذان فرضا نفسيهما بقوة في ميادين الدوري الإنكليزي، ولكن لا يمكن الاستهانة بأي منتخب إفريقي ومنتخب مالي بالذات حضر في تسع نسخ وكان في إحداها قريباً من الزعامة كما وصل للمربع الذهبي خمس مرات أخرى ويعول في هذه البطولة على بكاري ساخو لاعب كريستال بالاس وموسى دومبيا لاعب روستوف الروسي.

الخطوة الأولى
يستهل منتخب غانا مشواره بمواجهة أوغندا سعياً نحو اللقب الخامس الذي أعياه منذ تتويجه في ليبيا عام 1982 فانتقلت الزعامة لمنتخب الفراعنة وحقيقة يمتلك منتخب النجوم السوداء الكثير من المفاتيح المهمة كأسامواه جيان والكابتن أندريه أيو وكريستيان أتسو أفضل لاعب في البطولة السابقة 48 هدفاً دولياً في 97 مباراة ومبارك واكاسو أحد هدافي 2013 ولا ننسى الخبرة الكبيرة مقارنة مع منتخب أوغندا الذي شارك خمس مرات فقط ولاشك أن الترشيحات تميل كل الميل لمنتخب غانا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن