قضايا وآراء

محور المقاومة ينتظر تطورات مهمة

باسمة حامد : 

 

لم يكشف علي أكبر ولايتي عن طبيعة التطور «المهم» الذي ستشهده العلاقات السورية العراقية الإيرانية الأسبوع القادم، لكن من الواضح أن مستشار قائد الثورة الإسلامية وأحد أبرز صناع السياسة الخارجية الإيرانية يربط إتمام تلك الخطوة بتاريخ الثلاثين من شهر حزيران الجاري أي موعد الحدث العالمي المرتقب: توقيع الاتفاق النهائي حول الملف النووي الإيراني.
فمع وصول المفاوضات بين إيران والسداسية الدولية إلى خواتيمها من المفترض أن تكون الخيارات الإيرانية قد أصبحت أكثر حسماً وفاعلية من ذي قبل، وإذا تم الاتفاق (وهذه النتيجة هي الأكثر ترجيحاً) سيتاح لطهران التحرر من صيغة العقوبات المالية والحصار الاقتصادي والضغوط السياسية الكثيرة التي كانت تمنعها من أداء دورها الإقليمي بالشكل المطلوب، وهذا الإنجاز سيعيد رسم المشهد الإقليمي وفق التالي:
– تعميق مستوى التنسيق والتعاون الإستراتيجي بين محور دمشق بغداد طهران لمواجهة المشاريع الغربية وخصوصاً في مجال محاربة الإرهاب باعتباره أداة الغرب المتوحشة لتشويه الإسلام وحماية الكيان الصهيوني وأكثر التحديات الراهنة خطورة. واللافت في هذا الإطار، أن وزارة الداخلية الإيرانية كانت قد أعلنت عن اجتماع سوري عراقي إيراني سيُعقد في بغداد قريباً للعمل على «تعزيز التعاون بينها، وتمهيد الفرص للنشاطات المشتركة». حيث سيمهد الاجتماع الثلاثي لاستقطاب دول إسلامية أخرى تسعى للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة بالوحدة وتبادل المعلومات والخبرات فيما بينها انطلاقاً من نجاح التجربتين السورية والعراقية بالحد من المد الإرهابي، ما يعني اعتراف معظم دول المنطقة بأهمية ما يقوم به البلدان لدحر التنظيمات المتطرفة «كداعش» و«النصرة» وغيرهما من التنظيمات التي باتت تمثل تهديداً وجودياً لدى الكثير من الدول. ولهذا الاعتراف تبعات سياسية وأمنية إيجابية – خاصةً إذا اتخذ طابعاً دبلوماسياً- على الوضع العام في سورية رغم محاولات القوى الداعمة للإرهاب التشويش مسبقاً على هذه الحقيقة بإعادة الحديث عن «سقوط النظام» تارة، والإشارة إلى وجود مفاوضات مع أطراف منه تحضيراً لحل سياسي «يستبعد الرئيس الأسد» تارة أخرى!!
– التفاهم الأميركي والغربي مع إيران وروسيا سيلقي بظلاله على العلاقات الدولية، حيث سيتم التعامل مع محور المقاومة كقوة راسخة لا يمكن تجاهلها وكشريك أساسي في مواجهة الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية وتهريب الآثار والمخدرات والجريمة المنظمة.
– توجه «المجتمع الدولي» نحو محاسبة الأنظمة الراعية لهذه الآفة السرطانية، وفي وقت يشهد فيه المحور السعودي القطري التركي «الإسرائيلي» مزيداً من التفكك والفشل والعزلة على خلفية حساباته الخاطئة المتراكمة، ثمة مؤشران مهمان يؤكدان أن زمن الحساب قد بدأ فعلاً وهما: تسريب مقاطع فيديو تدين أردوغان وحزبه بدعم المسلحين في سورية بالتزامن مع السقوط المدوي لمشروعه «الإخواني»، ونشر وثائق الويكيليكس السعودية التي تثبت تورط العائلة المالكة في أحداث 11 أيلول وفساد وبشاعة ووحشية العقيدة الوهابية للحليف الخليجي الأبرز للغرب والذي وصفه (جوليان اسانج) بعبارة: «نظام ديكتاتوري إلغائي يشكل خطراً على نفسه وجيرانه».
وكل ما سبق يؤكد أن المنطقة – مع بقاء خيار الحرب قائماً في ظل التعنت «الإسرائيلي» حيال القضية الفلسطينية ودخول الكيان الصهيوني على خط الأحداث في سورية – ستدخل مرحلة التسويات السياسية للأزمات الشائكة في كل من (سورية، اليمن، العراق، البحرين، لبنان)، وهذه التسويات سيدفع ثمنها التحالف السعودي التركي القطري «الإسرائيلي» لكونه أخفق بإحداث التغييرات المطلوبة أميركياً في سياق مشروع الشرق الأوسط الكبير، وأخفق أيضاً برشوة روسيا لتغيير موقفها من الملف السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن