سورية

اعتبرت دعوة واشنطن «صائبة».. والأمم المتحدة ستشارك … موسكو: مشاركة الولايات المتحدة في «أستانا» يتيح الشروع بزيادة فعالية محاربة الإرهاب في سورية

| وكالات

أكدت روسيا أن المفاوضات السورية المرتقبة في العاصمة الكازاخية «أستانا» ستستهدف تعزيز نظام الهدنة في سورية، إضافة إلى ضمان المشاركة «كاملة الحقوق» لقادة التنظيمات المسلحة المنخرطة في المحادثات، في عملية التسوية السياسية. وأعربت عن أملها في ألا تحاول بعض الدول الغربية، زعزعة هذه الاتفاقات، معتبرة أنه من الصائب توجيه الدعوة لحضور اللقاء إلى ممثلي الأمم المتحدة والإدارة الأميركية الجديدة، على حين قررت الأمم المتحدة أن يشارك نائب المبعوث الأممي الخاص إلى سورية رمزي عز الدين رمزي في «أستانا». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمره الصحفي السنوي المخصص للحديث عن نتائج عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2016، أمس، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن المفاوضات السورية المرتقبة في «أستانا» ستستهدف تعزيز نظام الهدنة بسورية، إضافة إلى ضمان المشاركة كاملة الحقوق للقادة الميدانيين في التسوية السياسية.
وأضاف: «بإمكان أي فصائل مسلحة أخرى (إضافة إلى الفصائل التي وقعت على اتفاق الهدنة) أن تنضم لعملية المصالحة في سورية»، مضيفاً إن الجانب الروسي «قد تلقى طلبات بهذا الشأن من عدد من مجموعات المعارضة المسلحة». ولفت إلى أن ما كان ينقص المفاوضات السورية حتى الآن، هو مشاركة أولئك الذين يؤثرون فعلا على الوضع الميداني.
واستطرد قائلاً: «أما الآن، عندما طرحت روسيا وتركيا مبادرة لإشراك أولئك الذين يحملون السلاح في وجوه بعضهم البعض، ما فتح الطريق أمام توقيع الحكومة السورية على اتفاقيات بهذا الشأن مع القادة الميدانيين للجزء الرئيسي من المعارضة المسلحة، فتمكنا من التقدم خطوة مهمة جداً إلى الأمام».
وتابع: «أحد أهداف اللقاء في «أستانا» يكمن في التوصل إلى اتفاق حول مشاركة هؤلاء القادة الميدانيين في العملية السياسية».
واعتبر لافروف، أن «مشاركة هؤلاء القادة الميدانيين في العملية السياسية يجب أن تكون كاملة الحقوق، بما في ذلك دورهم في صياغة الدستور الجديد وملامح المرحلة الانتقالية».
وأضاف: «أعتقد أنه لا يجوز اقتصار نطاق المشاركة على تلك الفصائل التي وقعت يوم 29 كانون الأول على اتفاقية وقف إطلاق النار. بل يجب أن تكون لأي تشكيلات مسلحة تريد الانضمام لهذه الاتفاقيات إمكانية لذلك».
وقال لافروف: إن «موسكو تتلقى معلومات حول محاولات لنسف الاتفاقات الخاصة بالهدنة في سورية، محذراً الغرب من الانجرار وراء الرغبة في الانتقام وزعزعة الهدنة».
وأوضح قائلاً: «عندما وصل موقف الدول الأوروبية التي كانت تغازل ما يسمى الهيئة العليا للمفاوضات، إلى طريق مسدود، تمكن ممثلو الجيش السوري والمعارضة المسلحة من التوصل إلى اتفاق حول الهدنة. ولقد تبنى مجلس الأمن الدولي هذه الاتفاقات، ويجب تنفيذها». وأعرب عن أمله في «ألا تحاول بعض الدول الغربية التي تحس بأنها مهمشة، زعزعة هذه الاتفاقات، «نكاية» بالجميع.. نحن نتلقى مثل هذه المعلومات، لكننا نأمل في تغلب الموقف المسؤول على الرغبة في التذكير بوجودهم والرغبة في الانتقام».
وذكر أن العملية السياسية التي بدأت في شباط الماضي في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، كانت حتى الآن، تشمل المعارضة السياسية فقط، لكن هذه العملية تم تجميدها لأن «الهيئة العليا للمفاوضات» رفضت بحث أي مواضيع قبل رحيل الرئيس بشار الأسد.
وبشأن المشاركة الدولية المحتملة في «أستانا»، قال لافروف: إنه «من الصائب توجيه الدعوة لحضور اللقاء إلى ممثلي الأمم المتحدة والإدارة الأميركية الجديدة»، معيداً إلى الأذهان أن اللقاء سيعقد في 23 كانون الثاني الحالي، أي بعد تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب. وأضاف: «نأمل في أن تتمكن الإدارة الأميركية الجديدة من قبول هذه الدعوة، وفي أن يكون لخبرائها تمثيل على أي مستوى مناسب بالنسبة لهم».
واعتبر أنه إن وافقت إدارة ترامب على حضور المفاوضات، فسيكون ذلك أول اتصال رسمي بين موسكو والإدارة الأميركية الجديدة بشأن سورية، وسيتيح الشروع في زيادة فعالية محاربة الإرهاب في سورية.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو تأمل في أن يكون التعاون مع فريق ترامب فيما يخص الملف السوري، أكثر فعالية، مقارنة بالتعاون مع إدارة باراك أوباما.
ولفت إلى أن تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب وفريقه تدل على رغبتهم في التخلي عن الكيل بمكيالين في مجال محاربة الإرهاب.
وذكّر لافروف بهذا الشأن بتصريحات مسربة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري لوح فيها باستعداد إدارة أوباما لاستغلال ليس تنظيم جبهة النصرة الإرهابي فحسب، بل تنظيم داعش أيضاً المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية في الحرب ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضح قائلاً: «ما نسمعه حالياً من دونالد ترامب وفريقه يدل على تبنيهم مواقف مختلفة، وعلى أنهم لن يلجؤوا إلى الكيل بمكيالين واستغلال ذريعة محاربة الإرهاب لتحقيق أهداف أخرى لا علاقة لها بهذا الهدف المعلن».
وأعاد لافروف إلى الأذهان أنه سبق لروسيا والولايات المتحدة أن شكلتا «المجموعة الدولية لدعم سورية». واعتبر أن هناك إمكانية واقعية لتفعيل الآليات التابعة لهذه المجموعة، نظراً لكون الإدارة الأميركية الجديدة عازمة على محاربة الإرهاب بصورة جادة.
من جانبه، قال مصدر مقرب من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب: إن «الإدارة ستدرس الدعوة لحضور المحادثات السورية في أستانا بعد تسلمها رسمياً». في الإطار ذاته، أكد مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين، أن المنظمة الأممية ستشارك في أستانا.
وأوضح، وفق ما نقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء، أن الوفد الروسي لدى مقر المنظمة في جنيف وجه دعوة لمكتب المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، مشيراً إلى أنه «تم اتخاذ قرار بأن يشارك نائبه، رمزي عز الدين رمزي، في أستانا».
كما أكد بورودافكين أن يوم 8 شباط ما زال موعداً لاستئناف المفاوضات السورية السورية في جنيف، مبيناً أن «اجتماع أستانا يمثل مرحلة مهمة» لاستئناف العملية التفاوضية برعاية الأمم المتحدة في المدينة السويسرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن