سورية

موسكو وصفت الوضع بأنه «صعب».. والمنظمة الأممية «قلقة» … الجيش وبإسناد جوي يكثف استهدافه لداعش في دير الزور

| الوطن – وكالات

كثف الجيش العربي السوري بتغطية من الطيران الحربي الروسي والسوري، ضرباته المكثفة على مواقع وتجمعات تنظيم داعش الإرهابي في مدينة دير الزور ما دفع مسلحيه إلى إشعال الإطارات وبراميل النفط للتشويش على حركة الطائرات الحربية.
واعتبرت روسيا أن الوضع في المدينة «صعب للغاية»، محذرة من «إبادة جماعية» في حال سيطرة التنظيم على المدينة، في حين أعربت الأمم المتحدة عن قلقها مما يجري في دير الزور.
وحسب وكالة «سانا»، فإن الضربات «دمرت آليات مزودة برشاشات ومدفعاً ثقيلاً وعربة /بي إم بي/ ودبابتين على مختلف محاور الاشتباكات التي دارت مع إرهابيي داعش وتحركاتهم في منطقة المقابر وأحياء الحويقة والرشدية والصناعة والجبيلة ومحيط كل من البانوراما والمطار وجبل الثردة وقرى البغيلية والحسينية والجنينة».
وأشارت الوكالة إلى أن حامية مطار دير الزور «دمرت عربة مفخخة بكميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار يقودها انتحاري من تنظيم داعش الإرهابي قبل وصولها إلى إحدى النقاط العسكرية في محيط المطار».
ولفتت إلى أن وحدة من الجيش «أحبطت محاولة تسلل التنظيم باتجاه النقاط العسكرية في منطقة تل بروك شمال غرب مدينة دير الزور وقضت على 5 من إرهابييه وأصابت آخرين».
ونقلت «سانا» عن مصادر أهلية من مدينة دير الزور، أن تنظيم داعش «قام بتهريب عائلات متزعميه من الجنسيات الأجنبية من أحياء المدينة باتجاه الريف القريب».
إلى ذلك، أقر داعش بتكبده خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد ونشر على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي، أسماء العديد من قتلاه من بينهم ابراهيم علي شلاش وحمود الناصر. وأشارت مصادر أهلية من مدينة الميادين وبلدة العشارة وقرية البوليل بالريف الشرقي إلى أن عناصر المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية «أحرقوا عدداً من مراكز تنظيم داعش وسيارات بعضها تابع لما يسمى الحسبة وقضوا على 9 إرهابيين».
وأطلق مقاتلو التنظيم ظهر أمس قذائف هاون وقذائف صاروخية على حي الجورة ما تسبب بإلحاق «أضرار مادية بعدد من المنازل من دون وقوع إصابات بين المدنيين».
من جهة أخرى، أوضح رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي، في بيان أمس، وفق ما نقل الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن «مسلحي تنظيم داعش يشنون حالياً هجوماً واسعاً ومستمراً على مواقع القوات السورية في دير الزور، التي تقوم بحمايتها مجموعة من الجيش السوري منتشرة في المدينة من قبل ومدعومة من القوات الجوية الروسية».
وأضاف: «هناك وضع صعب للغاية يمر به محيط مدينة دير الزور، التي لا تزال محاصرة من قبل إرهابيي داعش منذ نحو 3 سنوات، ويشن المسلحون، مستغلين تفوقهم العددي الكبير، هجوماً مستمراً على مواقع الجيش السوري». وشدد المسؤول العسكري على أن سكان دير الزور سيواجهون «إبادة جماعية حقيقية في حال سيطرة داعش على المدينة».
وأشار إلى أن القوات الجوية الفضائية الروسية «تتخذ جميع الإجراءات الضرورية لدعم الوحدات التي تدافع عن دير الزور ولإحلال استقرار الوضع في المدينة ومحيطها».
ونقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي عن مصدر عسكري، أن «سلاحي الجو السوري والروسي يوجهان ضربات مركزة على تجمعات داعش في منطقة المعامل – تلة التأمين – الصالة – المقابر – تلة بروك بدير الزور ما أدى لمقتل عدد كبير من الإرهابيين وتدمير عشرات الآليات والعربات».
وحسب تلك الصفحات، فإن وحدات من الجيش «صدت هجوماً عنيفاً لتنظيم داعش في محيط لواء التأمين ومحطة الكهرباء وأوقعت في صفوفهم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن «معارك عنيفة على محاور عدة في مدينة دير الزور (شرق) تترافق مع قصف جوي لطائرات حربية على مناطق الاشتباكات». وتمكن تنظيم داعش الذي بدأ السبت هجوماً هو الأعنف على مدينة دير الزور منذ عام، من فصل مناطق سيطرة قوات الجيش في المدينة إلى جزأين وعزل المطار العسكري عن المدينة.
ولفت المرصد إلى أن «أعمدة الدخان تتصاعد في سماء مدينة دير الزور، نتيجة قيام تنظيم داعش بإضرام النيران بالإطارات وبراميل النفط في ساحات المدينة»، مشيراً إلى أن الهدف هو «التشويش على الطائرات الحربية السورية والروسية التي تستهدف المدينة بضربات مكثفة منذ بدء الهجوم». وأحصى المرصد منذ بدء الهجوم استشهاد «30 مدنياً و46 عنصراً» من قوات الجيش العربي السوري ومقتل «75 مقاتلاً جهادياً» خلال المعارك وجراء الغارات.
ووفق ما ذكر المرصد، فإن التنظيم «تمكن من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على محطة الكهرباء» الواقعة غرب مطار دير الزور العسكري، عقب «اشتباكات عنيفة» مع قوات الجيش والقوى الرديفة لها، ترافق مع «استهدافات وقصف مكثف» بين الجانبين وانفجارات إحداها ناجم عن تفجير عنصر من تنظيم داعش لنفسه بعربة مفخخة، فيما تشهد جبهات المدينة ومحيطها «اشتباكات مستمرة بشكل عنيف» بين الطرفين، وتتركز الاشتباكات في شارع بورسعيد من جهة حيي العمال والرصافة بمدينة دير الزور وفي محور المقابر السكن الجامعي ومحاور بغرب مطار دير الزور العسكري.
وفي سياق آخر، أعرب نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، فرحان حق، في المؤتمر الصحفي اليومي الذي نشرت تفاصيله على موقع الأمم المتحدة، أمس، وفق ما نقلت وكالة «سمارت» المعارضة للأنباء، «عن قلق الأمم المتحدة إزاء ما يحصل في دير الزور ومن سقوط ضحايا مدنيين نتيجة القتال هناك»، مؤكداً أن برنامج الأغذية العالمي «سيتابع عمليات إسقاط المساعدات عندما يسمح الوضع الأمني».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن