سورية

بدء توافد المشاركين.. وواشنطن لن تشارك.. وإيران: هدفه إحلال الاستقرار … قبيل «الأستانا».. الكرملين: تسوية المشكلة السورية بشكل بناء مستحيل بمعزل عن مشاركة الولايات المتحدة

| الوطن – وكالات

قبيل يومين من انعقاد اجتماع «أستانا»، اعتبر الكرملين أن «صعوبة الوضع على المسار السوري بلغت حداً يحول دون تحقيق الانسجام الكامل بين مواقف الأطراف المعنية، ما يقلل من احتمال إبرام صفقات الحل نظراً لتعدد الأطراف المنخرطة في هذه العملية»، في وقت بدأت الوفود المشاركة في الاجتماع بالوصول إلى العاصمة الكازاخية، على حين أعلنت الخارجية الأميركية أن واشنطن لن ترسل موفدا إلى الاجتماع.
وفي حديث أدلى به لـ«بي بي سي» نشر نصه السبت قال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «مما لا شك فيه أنه ما كان لنا ألا نرحب بالمشاركة الأميركية، بينما الوضع غاية في التعقيد في ظل وجود إيران لاعباً مهماً في المسألة السورية وعدم ترحيب الإيرانيين بالولايات المتحدة».
وأضاف: «هذه المسألة غاية في الأهمية في إطار لعبة حذرة للغاية»، معتبراً «أن تسوية المشكلة السورية بشكل بناء مستحيل بمعزل عن مشاركة الولايات المتحدة». وأضاف: «الإيرانيون أعربوا عن رفضهم مشاركة واشنطن في لقاء أستانا، وذلك بعد أن وجه الجانب الروسي الدعوة إلى واشنطن» لحضور هذه المفاوضات، وهذا ما أكده وزير الخارجية سيرغي لافروف.
ولفت بيسكوف إلى أن هذه النقطة، قد أثارت نوعاً من الخلاف في وجهات النظر بين موسكو وطهران، معيداً إلى الأذهان أن «صعوبة الوضع على المسار السوري بلغت حداً يحول دون تحقيق الانسجام الكامل بين مواقف الأطراف المعنية، ما يقلل من احتمال إبرام صفقات الحل نظرا لتعدد الأطراف المنخرطة في هذه العملية».
وسبق لإيران أن أعربت عن معارضتها لحضور الولايات المتحدة اجتماع «أستانا»، وأعلنت في الـ17 من الشهر الجاري على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف رفضها القاطع لحضور واشنطن.
وزير الخارجية الروسي من جهته، أعلن في وقت سابق من اليوم نفسه أنه من الأجدى دعوة الأمم المتحدة وممثلين عن الإدارة الأميركية المنتظرة، معيدا إلى الأذهان أن الاجتماع سينعقد في أعقاب تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
ومن المنتظر أن يلتئم في العاصمة الكازاخية غداً الإثنين الاجتماع بين الوفد الحكومي الرسمي ووفد الإرهابيين، كما جرى توجيه الدعوة لحضور هذا الاجتماع إلى إدارة الرئيس الأميركي ترامب ومنظمة الأمم المتحدة. وتعود مبادرة اجتماع «أستانا» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث حظيت بدعم وترحيب الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والكازاخي نورسلطان نزارباييف وخلصت إلى الإعلان عن اجتماع سوري سوري برعاية روسية تركية إيرانية تسبق العودة إلى مفاوضات جنيف ومقرراتها للتسوية في سورية.
وسيترأس الوفد الحكومي الرسمي إلى اجتماع «أستانا» الذي سيعقد في فندق ريكسوس، مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، على حين يترأس الجانب الآخر القيادي في ميليشيا «جيش الإسلام» محمد علوش.
ووفق وكالة «أ ف ب»، ستشارك كل من فرنسا وبريطانيا في المؤتمر على مستوى السفراء، وفق مصدر دبلوماسي أوروبي. كما سيُمثل الاتحاد الأوروبي بوفد رسمي.
ويأتي الاجتماع بعد نحو ست سنوات من مبادرات دبلوماسية عدة باءت بالفشل، آخرها ثلاث جولات مفاوضات غير مثمرة في جنيف في 2016.
وقال بوريس دولغوف الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات الشرقية في موسكو: إن «نجاح أو إخفاق مؤتمر أستانا ليس مقرراً سلفاً».
وأضاف: «إذا حصل تقدم فأعتقد أن جزءاً من المعارضة المسلحة سيشارك في مفاوضات جنيف» المقبلة، إلا أن عملية السلام برمتها تبقى «هشة جداً».
ووفق تقارير تلفزيونية فقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن لن ترسل موفداً إلى الاجتماع، وذلك بعد يوم واحد من تسلم الرئيس ترامب لمقاليد السلطة في الولايات المتحدة الأميركية. وأول من أمس قال لافروف: إن روسيا تأمل أن توفد إدارة الرئيس ترامب خبيراً في شؤون الشرق الأوسط إلى الاجتماع.
رحب رئيس مجلس الأمن الدولي أولاف سكوغ، الجمعة بالجهود التي تبذلها روسيا وتركيا لوقف نزيف الدماء في سورية، معتبرا اجتماع «أستانا» خطوة مهمة لاستئناف المفاوضات السورية.
وبعيد وصول الوفد الإيراني إلى «أستانا»، أكد رئيس الوفد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابري أنصاري في تصريح للصحفيين، أن هدف الاجتماع هو إحلال الاستقرار فيها وتوفير الظروف اللازمة لانطلاق الحوار الجاد الساعي إلى حل دائم للأزمة فيها.
وقال، حسب وكالة «سانا»: «إننا نشارك في هذه المحادثات في أتم الاستعداد باسم الحكومة الإيرانية التي أعلنت منذ بداية الأزمة في سورية أن الحل لن يكون عبر الطرق العسكرية بل عبر الطرق السلمية والحوار السياسي والجاد بين السوريين». واعتبر أن استمرار الأزمة في سورية لا يجلب إلا القتل والتدمير فيها.
من جهة أخرى أعلنت سفارة إيران في كازاخستان أن الاجتماع سيجري بمراقبة روسيا وتركيا وإيران خلال يومي الـ23 و24 من كانون الثاني. وقال مصدر في السفارة «إن أهداف جدول أعمال المحادثات تتضمن تعزيز وقف الأعمال القتالية ومكافحة الإرهاب بشكل فعال وعقد الحوار السوري المشترك بين الحكومة والمعارضة لإيجاد حل سياسي للأزمة».
وأكد المصدر، أنه قبيل بدء الاجتماع ستعقد مشاورات مع الوفدين الروسي والتركي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن