رياضة

غرائب الكأس السمراء

| خالد عرنوس

تحفل كرة القدم بالكثير من الغرائب ولاسيما في بطولة كأس الأمم الإفريقية التي نتابع أحداث نسختها الحادية والثلاثين هذه الأيام، فبعد جولتين ستكون الفرصة أمام منتخبين فقط للحصول على النقاط الكاملة وهو الشيء الذي سبق لـ14 منتخباً أن فعلها سابقاً (عندما يتعلق الأمر بدور المجموعات وخوض كل فريق 3 مباريات) ولم تنته أي مجموعة بانتصارات كاملة مثلما حدث في 8 مجموعات فقط عبر تاريخ الكرنفال الأسمر (حسب الشروط السابقة).
الغريب أن المنتخب العاجي بطل النسخة الفائتة لم يحقق الفوز للمباراة الثانية على التوالي، وهو الذي تعادل في نصف مبارياته 2015 وما يطمئن عشاق خلفاء يايا توريه أن فريقهم بدأ البطولة السابقة بالطريقة ذاتها، ولم يكن غريباً أن نشاهد 7 تعادلات في 14 مباراة أي نصف المباريات، فقد سبق أن عشنا هذه الأجواء في بعض النسخ ودليلنا أن البطولة الفائتة انتهت 16 من مبارياتها الـ32 في وقتها الأصلي بالتعادل، لذلك فإن 13منتخباً مازالت آمالها قائمةً مع نهاية الجولة الثانية وإن بنسب متفاوتة بالطبع بعدما ضمن منتخبا السنغال وغانا التأهل وخروج أوغندا من السباق.
الأغرب حقاً هو ما قدمه المنتخب الجزائري الذي لم يحصد سوى نقطة واحدة وهذا أمر مقبول، ومازال بإمكان محاربي الصحراء تحقيق التأهل في حال حقق الفوز على الأفيال، إلا أن الفريق الأخضر لم يظهر في وضع يؤهله للمنافسة على اللقب حتى لو فعلها وهزم البطل، ووجه الغرابة يكمن في أن الفريق يضم أفضل تشكيلة (نوعية) على صعيد البطولة ويتفوق على الكبار (الكاميرون وساحل العاج وغانا ومصر) الذين عودونا على تشكيلات مثالية في تاريخ البطولة، وبالطبع فإن الفريق الشقيق يضم نجوماً ربما يتفوقون (بالأسماء) والشهرة حتى على الجيل الذهبي للكرة الجزائرية في عقد الثمانينيات وحتى ذلك المنتخب الذي صعد إلى منصة التتويج الإفريقية عام 1990، ويذكرنا حال المحاربين الخضر بمنتخبات كبيرة دخلت بطولات عالمية وقارية بسمعة كبيرة جداً لكنها خذلت عشاقها أولاً والمراقبين بشكل أكبر، والأمثلة أكثر من أن نسردها في هذه العجالة ومنها منتخب البرازيل 1982 و1986 و2006 وأيضاً المنتخب الإنكليزي طوال العقد الأول من الألفية الجديدة وكذلك منتخب الأرجنتين في كل بطولات الألفية الثالثة ومنتخب فرنسا في مونديال 2002 ولعل المنتخب البلجيكي في يورو 2016 آخرها.
ربما نرى الجزائريين على منصة التتويج لكننا سنتأكد ساعتها أن زمن المعجزات الكروية لم ينته بعد، فالمنطق يقول إن المحاربين مجهدون ولن يقدروا على الصمود كثيراً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن