عربي ودولي

بطريرك الكلدان في العراق: حان الوقت لاستثمار الانتصارات على «داعش» … القوات العراقية تحرر حي العربي بالكامل وتعثر على «وثائق أمنية» مهمة لـ«داعش»

دعا بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس روفائيل الأول ساكو إلى مصالحة مجتمعية حقيقية بسبب تركيبة العراق الفسيفسائية بثقافات وحضارات ولغات وديانات متعددة.
على حين حررت القوات العراقية حيّ العربيّ شرق الموصل بالكامل وتكمل تحرير القوسيات شمال شرق الموصل، صدت قوات الحشد الشعبي هجومين لتنظيم داعش غرب الموصل وتلعفر، بالتزامن مع عثور الشرطة الاتحادية على مركز أمني للتنظيم يضم وثائق أمنية مهمة.
وقال ساكو في بيان صحفي أمس الأحد: إن هذا الأمر يستوجب تطبيق المصالحة المجتمعية الحقيقية كما طبقتها الجزائر وجنوب إفريقيا بعيداً عن الاصطفاف الطائفي الذي لم يجن منه العراق سوى الانفجارات والموت والخراب. وأضاف ساكو: حان الوقت لاستثمار الانتصارات على تنظيم «داعش» للتقدم في بناء دولة مدنية ديمقراطية عابرة للطوائف تعتمد المواطنة الكاملة لكل شخص، وتتعامل معه كإنسان مواطن بغض النظر عن الدين أو القومية.
كما أكد البطريرك أن المرحلة التي يعيشها العراق والمنطقة تستدعي تحركاً إسلامياً مسيحياً مكثفاً لتدارك خطر الخطاب التحريضي، مشيراً إلى أن مرحلة ما بعد «داعش» تتطلب تنوير الناس ووضع العقل والمنطق فوق التفسيرات الخاطئة والممارسات الغريبة وبناء الاعتدال وتعزيز السلم الأهلي من خلال قبول الآخر وحماية الخطاب الديني والوطني وإشاعة تعاليم المسيحية والإسلام في المحبة والرحمة والخير والسلام واتخاذ تدابير حاسمة لمكافحة الإرهاب والتجريم الفعلي والمحاسبة القانونية لأنواع التحريض على البغضاء والكراهية والقتل والاستحواذ على ممتلكات المواطنين.
ميدانياً، أحبطت قوات الحشد الشعبي في العراق هجوماً لتنظيم داعش على منطقة تل الزلط غرب الموصل وقتلت 20 من عناصره، كما تصدت لهجوم لـ«داعش» على محور «نقطة سينو» غرب تلعفر. ودمر الحشد أيضاً مفرزة لما تسمى «كتيبة الاقتحامات» التابعة للتنظيم في الموصل.
بدوره كشف قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أن استخبارات الشرطة الاتحادية عثرت على ما يسمى المركز الأمني لتنظيم «داعش» في الساحل الأيسر وسط حي دوميز، وسيطرت على وثائق أمنية مهمة لعناصر «داعش» كاشفة أسماءهم وعناوينهم وألقابهم.
وأضاف: «لقد عثرنا في المركز على كتب تستخدم كمناهج لغسل عقول الأطفال وتنمي غريزة القتل والإجرام والذبح والتفجير لديهم».
كما استولت القوات على وثائق تكشف عن مراكز التدريب والمقاتلين ومذكرات اعتقال المواطنيين والمركز يحوي على شعبة خاصة تتولى إصدار ما تسمى صحيفة «النبأ» الأسبوعية وتوزيعها.
وحرّرت القوات العراقية حيّ العربيّ شرق الموصل بالكامل وأكملت تحرير القوسيات شمال شرق المدينة.
إلى ذلك استشهد 3 أشخاص وأصيب 11 من أبناء العشائر بانفجار عبوة ناسفة بمضيف عشائري في الكرمة شرق الأنبار على حين أحبطت القوات العراقية هجوماً لانتحاريّ بحزام ناسف من خلال كمين نصب له شمال بغداد. وكانت القوات المشتركة استعدت السبت لبدء المرحلة الثانية من تحرير مناطق غرب الأنبار.
يأتي هذا بالتزامن مع توقع بدء قوات الشرطة الاتحادية في اقتحام مواقع داعش في مطار الموصل جنوب المدينة، تمهيداً لتقدّم قريب في هذا المحور، ويتوقع أيضاً استئناف العمليات في محور سهل الحويجة ومحور حديثة جنوباً.
وفي السياق أكد شهود عيان أمس تفجير تنظيم «داعش» لأكبر فندق في غرب الموصل لأجل منع القوات العراقية من استخدامه كنقطة إنزال أو قاعدة في هجومها لاستعادة المدينة.
وقال الشهود لوكالة «رويترز»: إن فندق «الموصل» المصمم على شكل زقورة (وهي عبارة عن معبد على شكل مدرجات، كانت تبنى في بلاد ما بين النهرين) بدا مائلاً على أحد جوانبه بعد التفجير.
وطلب الشهود، وهم من الجانب الغربي للموصل، من الوكالة عدم الكشف عن هوياتهما، إذ إن التنظيم يعاقب بالقتل من يضبطون وهم يتصلون بالعالم الخارجي.
(رويترز – روسيا اليوم – وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن