سورية

شدد على أن رفع الحظر عن مطار صنعاء شرط للقبول بالمبادرة الأممية .. السفير اليمني المعين: اجتماع «أستانا» هو الانطلاقة الحقيقية للتأسيس للسلام وأتوقع نجاحه .. قطر نقلت إرهابييها من سورية إلى اليمن بالتعاون مع تركيا

| سامر ضاحي

اعتبر السفير اليمني المعين بدمشق نايف القانص، أن اجتماع «أستانا» هو الانطلاقة الحقيقية للحوار السوري السوري والتأسيس للسلام، وتوقع نجاحه.
وأكد القانص أن السلطات اليمنية في صنعاء مستعدة لقبول مشاركة مصر في إدارة مضيق باب المندب، داعياً «السعودية ودول الخليج والتحالف العربي» إلى صرف 5 إلى 10 بالمئة من إمكانياتهم التي تدفع على حرب اليمن لبنائه ودعم البنية التحتية فيه، ومبدياً استعداد سلطات صنعاء للاعتذار من الشعب اليمني ومسامحة دول «التحالف العربي» عن كل الجرائم والمجازر التي ارتكبوها بحق الشعب اليمني، إذا وجهوا «5 بالمئة مما وجهوه ضد اليمن نحو إسرائيل»، بعدما أبدى استغراباً من تشكل «تحالف عربي في ظرف لم يتجاوز أسبوعين في حين لم نر تحالفاً عربياً ضد الكيان الصهيوني منذ عام 1948».
توقعات بنجاح «أستانا»
وفي مقابلة مع «الوطن» اعتبر القانص أن محادثات أستانا هي الانطلاقة الحقيقية للحوار السوري السوري والتأسيس للسلام وأضاف: بعد أن حقق الجيش العربي السوري الانتصارات الكبيرة على الأرض خصوصاً تحرير حلب وبعد إخفاق المشاريع التي كانت تعطل كل الحوارات السابقة في جنيف المتمثلة بالمشروع السعودي القطري ووراءهم الولايات المتحدة الأميركية وأيضاً سياسة روسيا التي استطاعت ترويض ذلك الجنون الذي اتخذته سياسة أردوغان تجاه سورية، فأصبح الجميع أمام انطلاقة للسلام في هذا المؤتمر وما عليهم إلا أن يسلموا جدلاً بالتأسيس للسلام في سورية وإلا فسيصطفون مع القوى الإرهابية التي سيجمع العالم بأسره لقتالها، متوقعاً «نجاح أستانا وعندي أمل كبير بأنه ناجح قبل أن يبدأ».

4 أسباب للحرب على اليمن
وحول الأزمة اليمنية ومصير مبادرات الحل، أوضح القانص أن الحرب على اليمن لها 4 مرتكزات أساسية، الأول أن هناك تسابقاً حول الغاز الموجود في السواحل اليمنية تطمع به قطر ومن ورائها أميركا وبريطانيا، والثاني أن الإمارات تطمع في ميناء عدن وجزيرة سقطرى فتاريخياً ميناء عدن ميناء أساسي للتجارة الدولية وإذا تم إعادة تأهيله لن يحتاج العالم أن يخوض 1000 كيلو متر للوصول إلى موانئ دبي ويعتبر أوسع من موانئ دبي لكنه يحتاج لإعادة التأهيل، والثالث وهو (مضيق) باب المندب وحضرموت وحوض النفط الموجود في الجوف وهي أطماع سعودية أيضاً خلفها البريطانيون والأميركان، والرابع والأهم هو البنية البشرية اليمنية وطبيعة المواطن اليمني كمقاتل قبل الحديث عن الجيش اليمني الذي حاولوا إنهاءه على اعتبار أنه يهدد الكيان الإسرائيلي الذي يشارك في العمليات الجوية ضدنا ويوجد له خبراء ومخططون على الأراضي السعودية وإسرائيل اعترفت بهذا التدخل، وحاولوا إفقار الشعب اليمني وبعد إخفاق كل أهدافهم يعملون جاهدين على تعطيل أي مبادرة.
واعتبر القانص، أن المبادرة الخليجية هي أساس العلة والأزمة في اليمن كونها شرعت للتدخل الخارجي وعطلت الدستور وأعطت عشر دول دوراً بأن يكونوا رعاة لهذه المبادرة وأعطت (الرئيس) عبد ربه منصور هادي عامين يتم خلالهما تعديل الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، مشيراً إلى أنه أخفق بذلك وجاء بعدها الحوار الوطني الذي كنا نعلم أن نتائجه ستكون مفروضة من خارج طاولة المتحاورين ومع ذلك مدد الحوار لهادي عاماً كاملاً وفشل في ذلك أيضاً.
وأضاف: حصلت الأحداث واندلعت أحداث 21 أيلول والتقى اليمنيون من جديد وتم التوصل إلى اتفاق «السلم والشراكة الوطنية» وهذا اتفاق يمني يمني أيدته الأمم المتحدة، وهو ما أقلق مملكة بني سعود وشعرت أن القرار اليمني سيخرج من يدها فحركت مرتزقتها من جديد واستخدمت ورقة اللواء علي محسن الأحمر الإخواني فحركتها وافتعلت الأحداث بعدما اتفق اليمنيون على حل سياسي وتشكيل مجلس رئاسي تتمثل فيه المكونات الرئيسية الأربعة ويضم خمسة أعضاء، لكل من «المؤتمر الشعبي العام»، و«أنصار الله»، و«الحراك الجنوبي»، و«اللقاء المشترك» والرئيس توافقي من الجميع ولم يبق إلا أن تقدم هذه الأطراف الأسماء وفي اليوم الثاني مباشرة كان العدوان على اليمن، بعد أن هرب هادي إلى عدن.
وأبدى القانص استغرابه من «تشكل تحالف عربي في ظرف لم يتجاوز أسبوعين في حين لم نر تحالفاً عربياً ضد الكيان الصهيوني منذ عام 1948 رغم مبررهم «إنقاذ الشعب اليمني» ممن لا نعرف! هل إنقاذ الشعب اليمني من أبناء الشعب اليمني؟ وهل إنقاذ الشعب اليمني بتدمير بنيته التحتية واستهداف النساء والأطفال؟»
وشدد على أن المبادرات التي جاءت بعد ذلك تعاملنا معها بمسؤولية كاملة رغم أنها كانت مجحفة وخضنا حوارات جنيف أول وجنيف ثاني وأفشلوها ومن ثم الحوارات المكوكية التي استمرت شهرين في الكويت، وبعد ذلك كانت المبادرات تتحرك كلما تقدم الجيش واللجان الشعبية وصار هناك قوة صاروخية تستهدف المواقع السعودية فتأتي المبادرات وتأتي طلبات الهدن ومجرد أن يستعيدوا أنفاسهم تتبخر هذه المبادرات.
وحول المبادرة الأخيرة التي جاءت من الرباعية (أميركا وبريطانيا والسعودية والإمارات) ومشروع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، اعتبر القانص أنها لم تكن إلا تغطية لجريمة الصالة الكبرى (8 تشرين الأول الماضي) لأن العالم لا يهتم بما يحصل في اليمن من قتل وتدمير، وعندما استدركت شعوب العالم (وليس أنظمتها التي تدعم آل سعود) جراء المجزرة التي ذهب ضحيتها أكثر من 300 شهيد و645 تحركت المبادرة ووجهوا الأنظار نحو المبادرة والهدنة إلى أن حققوا هذا الغرض فجاءت التداعيات بعد التوغل اليمني داخل الأراضي السعودية، معتبراً أن مبادرة كيري (في 25/8/2016) جاءت لإنقاذ السعودية من جديد والتي تنص على هدنة وتفاهمات ومن ثم اللقاء في مسقط برعاية السلطان قابوس الذي نقدر مواقفه وسلطنته التي نأت بنفسها عما تفعله دول الخليج.
وأضاف: اتفق كيري مع السعوديين والإمارات فدفعوا بهادي إلى رفضها كي يعطل هذه المبادرة وهنا تحرك «الموظف السعودي» ولد الشيخ عندما اتهمنا في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن بأننا وجهنا صاروخاً إلى مكة في حين أكد البريطانيون والأميركيون أن هذا الصاروخ كان موجهاً إلى موقع للجيش السعودي في مطار عبد العزيز في جدة.

رفع الحصار عن مطار صنعاء
شرط أساسي
وحول تصريحات كيري التي اتهم فيها هادي صراحة بإفشال الخطة، أكد القانص أن أميركا مثلما أعلنت الحرب على اليمن ودعمتها، كان بإمكان إدارة أوباما أن تعلن نهايتها في نفس المكان الذي أعلن بدئها على لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، فهي مناورة ومقدمة لتحميل هادي مسؤوليات وتبعيات الحرب كاملة ومثلما حمل كيري هادي مسؤولية إخفاق الحل وتنفيذ المبادرة في نهاية خدمته وتركه البيت الأبيض سيكون هناك موقف مماثل في السعودية لتحميل هادي ومرتزقته المسؤولية ونحن نعرف هذا السيناريو بالكامل.
وعن مصير تلك المبادرات قال القانص: اليوم من جديد هناك تعديلات والتقى ولد الشيخ مع الفار هادي في عدن ولكننا طرحنا شرطاً أساسياً وهو أن يتم رفع الحصار عن مطار صنعاء وإيقاف الحرب ورفع الحصار لأنه عندنا آلاف الجرحى ونحتاج لنقلهم خارج البلد فقد انعدمت الأدوية ودمرت المستشفيات وعليه التحلي بالنزاهة لأنه ليس وسيطاً بل محامٍ وغريم.
وعن توقعاته بعد وصول ترامب أعرب القانص عن تفاؤله بحملة ترامب الانتخابية، مستشهدا بما قاله ترامب في إحدى جولاته للجماهير: «هل تعلمون ماذا يجري خلف حدود السعودية في اليمن؟.. وعن الحرب على ذلك البئر النفطي خلف الحدود؟»، مشيراً إلى أنه ومن خلال ما طرح أكد أن بلاده لن تتدخل في شؤون الآخرين وأولويات إدارته الجانب الاقتصادي والحرب على الإرهاب، ومضيفاً: «لا نستبق الأحداث ولكن نحن نوعاً ما مطمئنون لأن ترامب أظهر الوجه الحقيقي لأميركا، وأنا متفائل بأن تكون سياسته عقلانية وإن اتجه إلى الحرب على الإرهاب فنحن نتفق في نقطة.
وعن دور القوى الإقليمية قال القانص: إن الحرب على اليمن سببها أنه ضمن محور المقاومة وعندما تتوفر هذه الظروف فسوف تفشل كل المشاريع الصهيوأميركية في المنطقة والواقع الإقليمي والحرب المنسية في اليمن لم تستدرك خطورتها القوى الإقليمية وخاصة محور المقاومة وعلى رأسهم إيران وأيضاً الحليف لهذا المحور الروسي أو أن القضية السورية أخذت كل اهتمامهم نظرا للتحدي القائم وهي حرب عالمية داخل سورية وكان مرتكز الرحى فيها حلب.
وأضاف «رداً على الذين يتهموننا بأن إيران معنا نقول لهم: أنتم تدعون أن إيران تحتل جزراً لكم فلماذا لا تقاتلونها لاستعادة هذه الجزر ولماذا تتبادلون السفارات ولماذا تحرمون علينا العلاقات مع إيران وهي بلد مسلم يدعم حق الشعب الفلسطيني وأنتم تطبعون مع العدو الإسرائيلي!

قطر نقلت كل إرهابييها من سورية إلى اليمن بتعاون تركي
واتهم القانص قطر بنقل كل إرهابييها من سورية إلى اليمن بالتعاون مع تركيا، وهدفها الأكبر الغاز وإقامة دولة في حضرموت تكون إلى جانب الخليج والسيطرة على مضيق باب المندب ولذلك دخلت تعز في معارك طاحنة.
واعتبر القانص أن وجود مصر بقي شكلياً في «التحالف العربي» ضد اليمن «وليس لها وجود في الميدان وإن كانت مشاركتها رمزية في البحر».
وأضاف: أوجه رسالة إلى المصريين، ونقول لهم إن الأمن القومي المصري هو أمن قومي لليمن وإذا كان عندهم اعتقاد بأننا نهدد أمنهم القومي من خلال مضيق باب المندب فليأتوا وليكن باب المندب تحت إدارة مشتركة بيننا وبينهم وعندما يرون حسن النية من الممكن أن يقبلوا في المقابل بمشاركتنا في إدارة قناة السويس مثلاً ونحن ليس لنا فرق بأن يكون المصري أو السوري أو أي عربي باستثناء الدول الخاضعة للسيطرة الصهيوأميركية لا نقبل بها لأننا نعلم أن لا قرار لهم وأي عمل يقومون به يكون لخدمة المشروع الصهيوأميركي لأن وجودهم منذ البداية كان من أجل أن يكونوا بيئة حاضنة للكيان الصهيوني».

التحالف العربي أخفق في اليمن
وحول انخراط السعودية بأكثر من تحالف عسكري اعتبر القانص أن سياسة التحالفات التي تنتهجها السعودية تمثل «ضعف مكونها» لأنها ومنذ تكوينها تعتمد على غيرها في حماية نفسها واستمرار وجودها ونعرف عبر التاريخ أن وجود هذه المملكة كان وراءه المملكة المتحدة البريطانية ومؤخراً عمدت عندما انتقل ملف حمايتها من بريطانيا إلى أميركا إلى اتخاذ موقفها وطلب منها بدل أن تدخل واشنطن في الحروب مباشرة في حروب كما في العراق أن تتدخل السعودية في الحروب مباشرة وتكون واشنطن خلفها مثلما مولت الإرهاب في سورية وجمعت المرتزقة من كل أنحاء العالم بالتعاون مع قطر وتركيا ومن ورائهم واشنطن وبريطانيا، ودفعت لـ«تحالف عربي» ضد اليمن هذا التحالف الغريب العجيب الذي أيدته الجامعة العربية التي أيدت أيضاً تدمير سورية وليبيا وأعلن عن هذا التحالف من داخل واشنطن وليس من الرياض وزج بأسماء من الدول العربية من دون أن تعلم وبالأخير دفعت لها مبالغ وصارت ضمن التحالف وكرر هذا السيناريو عندما طلب منهم من جديد تشكيل «التحالف السني» أو «التحالف الإسلامي» ضد داعش ووضعت دول إسلامية كثيرة ضمنه دون الرجوع إلى تلك الدول لتكرر نفس التجربة في التحالف ضد اليمن».
واعتبر القانص أن «التحالف العربي» ضد اليمن «فشل، وعندما استخدمنا حسن النية لأشقائنا في المغرب العربي بتسليمهم جثة الطيار الذي أسقطنا طائرته المغربية فوق اليمن رأينا ردود فعل إيجابية في الشارع المغربي فالشعوب العربية ترفض مثل هذه التحالفات».

رسائل لقوى التحالف
وختم القانص حديثه بتوجيه رسالتين الأولى قال فيها: لو وجهت السعودية ودول الخليج وهذا التحالف من 5 إلى 10 بالمئة من إمكانياتهم لبناء اليمن ودعم البنية التحتية فيه لكسبوا اليمن بكامله وهذه نطرحها رسالة لشعب الجزيرة العربية والخليج الذين يوهمونهم بأننا نشكل خطراً عليهم.. ولكن بالعكس نمد يد العون لهم».
وأضاف: الرسالة الأخرى: وجهوا ما مقداره 5 بالمئة مما وجهتموه ضد اليمن نحو إسرائيل ونحن سنسلمكم جدلاً ونرفع الراية لكم ونعتذر للشعب اليمني ونعتذر لكم جميعاً ونعتذر للعروبة ونعتبركم فعلاً حماة للعروبة ونسامحكم بكل الجرائم والمجازر التي ارتكبتموها بحق الشعب اليمني، ولكنني أجزم أنهم لا يستطيعون أن يوجهوا طلقة واحدة نحو إسرائيل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن