ثقافة وفن

يا.. وجه الكتاب

سيلفا رزوق : 

يبذل الكتّاب والمؤلفون الكثير من الجهود لاختيار الغلاف المناسب لكتبهم ومؤلفاتهم ولعل هذه المهمة أو المرحلة تعتبر هي الأصعب في رحلة الحصاد إذا جاز التعبير، «فوجه» الكتاب يجب أن يشي بمحتواه أو يكون قريباً من تفاصيله ونقاطه المنثورة على صفحاته كحدٍ أدنى ليسلك بعدها طريقه الشائكة إلى أعين وعقول القراء والمهتمين والذين تتناقص أعدادهم بشكل متسارع ومخيف لأسباب كثيرة يعرفها القاصي والداني والتي لا داعي لذكرها الآن.
ولعل أهم ما يحمله الغلاف هو العنوان.. فمن خلاله سيحصل الكتاب على جواز السفر وتأشيرة العبور إلى الحياة أو الموت أو بين هذا وذاك!؟ الأمر ذاته ينطبق على الجرائد والمجلات ومحطات التلفزة.. وهو ما يعطي تلك العناوين أو الوجوه سلطة استثنائية تمكنها من كسب الرهان والتسلل ليس إلى ذهن المشاهد وحسب بل حتى إلى مطبخ بيته وحافظة نقوده!
كثيرة هي الكتب التي لم تستطع أن تجد لنفسها مكاناً أو حيزاً ما لأن أصحابها نسوا أو تناسوا أهمية الغلاف أو العنوان أو «الوجه»؟ كمفتاح يصلح للعديد من الأقفال!
المهمة تنتهي بعد اختيار الكاتب أو المؤلف للغلاف أو الوجه الذي يراه مناسباً لكتابه ليغدو بعد ذلك أشبه بهوية شخصية تميزه بين أمثاله من المؤلفات.
بمعنى أنه حتى لو قدّر لهذا الكتاب أو المؤلَّف ألا يحقق ما كان الكاتب يريده ويتمناه من وراء الكتابة بغض النظر عن الأسباب.. فلن يستطيع أن يغير من وجه أو غلاف المادة المكتوبة.. ولعل ذلك حالة أو عرف إيجابي يحسب ويسجل لهذه المهنة المتعبة والمرهقة جداً «الكتابة ». وجه الكتاب لا يتغير أو يتبدل.. لكن وجوه بعض السيدات الفنانات والسادة الفنانين أصبح أشبه بفصول السنة أو عدد الأشهر!! حتى بات من الصعب إن لم نقل المستحيل أن تعرف المشاهدة أو المشاهد من تلك الممثلة التي تشاهدها في هذا الدور أو ذاك.. وجوه كثيرة لفنانة واحدة طبعاً بفضل عمليات التجميل والسيلكون وغير ذلك من أساليب.
يبدو أن الهدف من وراء تبديل وتغيير الوجوه وبشكل فولكلوري يتيح لأمثال هؤلاء الفنانين التلاؤم والانسجام مع المسافات الكبيرة التي باتت تفصل بينهم وبين الناس البسطاء العاديين؟ والذين من المفترض أنهم يتحدثون عنهم وعن بيوتهم وشوارعهم؟
الناس ليسوا أكثر من كتب تحمل في داخلها أحزاناً وضحكات وخيبات وحنيناً وأحلاماً وتناقضات كثيرة.. لكن يبقى للكتاب وجه واحد لا يتغير ولا يتبدل!؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن