رياضة

أسامة عبد الله رئيس نادي تشرين: القادم أجمل والنادي يتسع للجميع

| اللاذقية – محسن عمران

عندما أقيلت إدارة نادي تشرين السابقة عاش النادي أوضاعاً فنية وإدارية ومالية وأخلاقية لا يحسد عليها نتيجة بعض الأخطاء المرتكبة ما دفع الكثيرين للابتعاد عنه وكان السبب عند جميع من عرض عليهم العمل هو الخوف بصراحة نتيجة ما ذكرت ولأسباب أخرى لسنا بصدد ذكرها هنا حتى لا نقلب مواجع ونفتح مواجهات للقيل والقال رغم أن الدوري التصنيفي كان على وشك أن يبدأ وحالة الفريق تسوء وباقي الألعاب ليست بأحسن حال.
وحده المحامي أسامة عبد اللـه قبل المهمة وتصدى لها بشجاعة رغم علمه بالمخاطر متحدياً الجميع ورغم ذلك لم يسلم من بعض الانتقادات التي وصلت إلى حد التجريح.
العبد اللـه كان ضيفنا في «الوطن» ليجيب عن تساؤلاتنا واستفساراتنا ويضع الجمهور بحقيقة ما يجري في النادي وماذا قدمت إدارته وعملها المستقبلي.

الجميع يعلم أن قبولكم رئاسة نادي تشرين هو مهمة انتحارية فلماذا قبلتم فيها؟
بعد أن تم عرض منصب رئيس النادي على الجميع- ومن بينهم أنا- تهرب الجميع ومن دون استثناء أحد عن تحمل المسؤولية وبعد أن سمعت بتهربهم تصديت للمهمة رغم إدراكي صعوبتها الشديدة وعلى الرغم من تحذير الكثيرين لي من قبولها، ولكن قبلت وبكل صدق فقط لمحبتي للنادي رغم أنني قد دفعت بقبولها ضريبة كبيرة من أذى نفسي ومعنوي ومادي.

كيف وجدت النادي عند دخولك إليه؟ وماذا فعلت لإنعاشه؟
كان النادي عند دخولي إليه عبارة عن صحراء قاحلة فأدوات التدريب والكرات والألبسة والتجهيزات والسجلات والأوراق كلها مفقودة إضافة إلى وجود استحقاقات كثيرة من رواتب ومقدمات عقود وأجور منازل وفنادق كانت كلها غير مدفوعة.
وأول دخولي للنادي اجتمعت مع اللاعبين وأخذت على عاتقي تحمل مسؤولية الاستحقاقات الضخمة المترتبة على النادي والتي لأول مرة بتاريخ نادي تشرين نرى هذه الكتلة المالية الهائلة للاعبين، وتم دفع الرواتب ومقدمات العقود وأجور المنازل والفنادق المتأخرة وتم تأمين تجهيزات الفريق على مراحل ثم تم إعادة إحياء كرة السلة بعد أن تم منعها وإلغاؤها وشاركنا بجميع الفئات العمرية بالدوري وتم الالتفات إلى مدارس النادي بعد أن بدأت تتسرب منها المواهب وانخفضت الأعداد بشكل مرعب، فتم تعيين مدربين جدد ومنعنا بشكل نهائي انتقال أي لاعب من النادي وتم البحث عن مواهب جديدة لنضمها إلى النادي وبدا ظهور ذلك من خلال ضم مواهب وتنسيبها لتكون عماد النادي في المستقبل إضافة لإنعاشنا ودعمنا لألعاب الكاراتيه والريشة الطائرة وفريق الصالات والفريق الأنثوي لكرة القدم.

أنت من اختار أعضاء الإدارة ومع هذا لا نرى انسجاماً بينكم فهل هناك نية للتعديل؟
يتهرب بطريقة دبلوماسية ويجيب بالعكس هناك انسجام تام بين أعضاء الإدارة وجميع القرارات نأخذها بالإجماع وإذا ظهرت بعض الخلافات أحياناً فهذه حالة صحية للوصول للقرار المناسب.

يعتبر نادي تشرين من أفقر الأندية واستثماراته قليلة ورواتبه ضخمة فكيف تتدبرون أموركم؟ وهل تأمل باسترجاع ما دفعت؟
فعلاً نادي تشرين وارداته قليلة جداً وفي الفترة الماضية دفعت من جيبي الخاص مبلغاً وصل إلى أكثر من خمسة ملايين ولولا ذلك لوقعنا في نفق مظلم والآن نحن ننتظر إعانة الاتحاد الرياضي العام، وواردات النادي قليلة من الاستثمارات لتغطية نشاطات واستحقاقات النادي ونحن في سعي دائم للبحث عن مصادر ثابتة وعدم الوقوع تحت رحمة أحد.

يشاع عن تدخلات في عمل المدرب من بعض أعضاء الإدارة والداعمين فما مدى صحة ذلك؟
لا يتدخل أحد ولن نسمح بتدخل أحد في عمل المدرب أو فرض أي شيء عليه وكل ما يتعلق بعمل الفريق يخصه ويخص جهازه الفني وأعطيناهم الصلاحيات كافة التي من شأنها تطوير الفريق وجعله ضمن دائرة المنافسة.

شاهدنا في مؤتمر النادي خلافاً حاداً بينك وبين الداعمين ألا من طريقة لردم الهوة؟
الاختلاف في وجهات النظر لا يعني عدم الوصول إلى صيغة تفاهم مشترك فيما بيننا وهذا ما يحصل الآن من عودة الألفة والمحبة بيننا مع العلم أنني اتصلت ومددت يدي للجميع وأي شخص يعمل لمصلحة النادي باب النادي مفتوح دائماً له والنادي يتسع للجميع.

كيف علاقتكم بالقيادة الرياضية؟ وماذا قدم المكتب التنفيذي مادياً؟
علاقتنا بالقيادة الرياضية والسياسية في أحسن أحوالها والجميع يقدم ويدعم ضمن ما يستطيع وهنا أتوجه بالتحية إلى اللواء موفق جمعة والأستاذ عناق زينة رئيس مكتب الشباب بفرع الحزب والأستاذ أيمن أحمد رئيس اللجنة التنفيذية على دعمهم واهتمامهم ومتابعتهم.

هذه هي المرة الرابعة التي تأتي فيها رئيساً للنادي فماذا تكتشف في نادي تشرين كل مرة؟
في كل مرة أجد نادي تشرين كما هو، الجميع قام بثورة على صعيد المنشآت إلا نادينا بقي يراوح مكانه وأتمنى من كل رئيس ناد أن يترك أثراً له في مجال ما حتى يتقدم نادينا.
في المرة الأولى التي أتيت بها قمت بإنشاء اللوحات الإعلانية على سور النادي وفي المرة الثانية قمت بأخذ جميع الموافقات وإنشاء المخططات لاستثمار ساحة النادي ولكن للأسف تم استغلال هذه الساحة وهذه الموافقات لإنشاء مدينة ملاه لا تعود بالفائدة المرجوة للنادي وكان الغرض منها إنشاء مطاعم ومسبح وخلق حالة اجتماعية تليق بنادي تشرين والمرة الثالثة كانت الفترة لا تتجاوز الشهرين لم أستطع خلالها أخذ الفرصة المناسبة للعمل وتقديم أي شيء.

فريقكم بموقف مثالي بعد خمس مباريات من الدوري الممتاز؟ فما المركز الذي تطمحون إليه وهل تملكون مقومات تحقيقه؟
من حقنا الطموح لاحتلال مركز متقدم رغم صعوبة المهمة ولم نصل إلى ما وصلنا إليه إلا بتكاتف وتعاون الجميع، والحفاظ على الصدارة صعب في ظل وجود فرق تمتلك إمكانيات مادية كبيرة كالجيش والاتحاد والوحدة والمحافظة، ونحن نعاني الشح المادي، بيد أن ما أشاهده من تصميم عند الجهاز الفني واللاعبين مع حماسة الجماهير يجعلني متفائل كي نبقى بين فرق المقدمة ولن ندخر أي جهد مع جميع أعضاء الإدارة والداعمين والمحبين لتحقيق ذلك.

كلمة لجمهور تشرين
أقول لجمهور تشرين: إنني أتيت في فترة صعبة جداً وطلبت منكم الصبر ولكن البعض لم يدرك صعوبة المرحلة والبعض الآخر كانت له مصالح خاصة وغايات ليست بمصلحة النادي ولكن الأكثرية أصبحت تدرك الآن أن تشرين في الطريق الصحيح والقادم أجمل إن شاء الله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن