سورية

أنقرة تلعب ورقة العشائر ضد «الديمقراطي».. وواشنطن بإقامة قاعدة عسكرية غربي الحسكة

| الوطن- وكالات

في وقت بدأت ملامح محاولتين تركيتين إحداهما لتشكيل منطقة هيمنة في شمال حلب بالتبلور، والثانية للعب ورقة العشائر في شرقي وشمالي سورية بحق «وحدات حماية الشعب» الكردية، أعلنت «قوات سورية الديمقراطية» عن محاصرتها لتنظيم داعش في سد الفرات غربي محافظة الرقة. وفيما بدا رداً على تلويح أنقرة بلعب ورقة أنجرليك في مواجهة أميركا، تحدثت تقارير تركية عن استحداث الولايات المتحدة قاعدة عسكرية غربي الحسكة.
وأشارت صحيفة «ديلي صباح» التركية إلى مصادر، قالت: إنها مقربة من رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني: إن «مركز التنسيق الأميركي في المنطقة اتخذ من معسكر تل بيدر (غربي الحسكة) قاعدة جديدة له، تضم 800 جندي أميركي من القوات الخاصة الخاصة، إضافة إلى مدربين وأسلحة ومعدات وآليات عسكرية». وأضافت المصادر، حسب الصحيفة: إن القاعدة العسكرية الجديدة تأتي في إطار التحضيرات لمعركة دير الزور، إضافة إلى تقديم الدعم والمشاركة الفعلية في معركة الرقة لضرب تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
واعتبرت «ديلي صباح» أن الأنباء عن القاعدة العسكرية الأميركية في الحسكة جاءت بعد تلميح مسؤولين أتراك إلى احتمال إغلاق قاعدة أنجرليك الجوية في وجه القوات الأميركية، نتيجة الخلاف القائم بين البلدين حول دعم الولايات المتحدة لعناصر «الحماية الشعبية» قاطرة «قوات سورية الديمقراطية» في سورية. ولأول مرة منذ شهر على الأقل يعلن الجيش التركي عن قصف لطائرات «التحالف الدولي» على مواقع داعش في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي. وذكر بيان صادر عن هيئة الأركان التركية أن عمليات الجيش التركي وحلفائه من الميليشيات السورية المنضوية تحت لواء عملية «درع الفرات»، أسفرت عن «تحييد» 65 مسلحاً من تنظيم داعش. وتستخدم البيانات التركية مصطلح «تحييد» للإشارة إلى قتل وأسر وجرح مسلحي التنظيم، أثناء عمليات الجيش التركي في ريف حلب الشمالي.
وأوضح البيان الذي نشرته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، أن سلاح الجو تركي قصف 14 هدفاً للتنظيم في مدينة الباب وقرية بزاعة المجاورة، شرقي حلب، ما أدى إلى تدمير مقرات ومخابئ وسيارة مفخخة له. وأفاد أيضاً بأن غارات للتحالف الدولي، دمرت دبابة وسيارات ومدفع هاون لداعش، في بلدة تادف وقريتي أبو جبار وعويشية في المنطقة نفسها.
في غضون ذلك، تحدثت مصادر معارضة عن انتزاع ميليشيات «درع الفرات»، السيطرة على قريتين بالقرب من الباب من يد مسلحي داعش.
على خط منفصل، بثت صحيفة «يني شفق» التركية شريطاً مصوراً، من أحد مراكز التدريب الخاصة بالشرطة الحرة المخصصة لمدينة جرابلس التي تسيطر عليها ميليشيات «درع الفرات» في ريف حلب الشمالي. ويظهر في الشريط ضابط يقف أمام العناصر المصطفين بأرتالٍ ويلبسون زياً موحداً أزرق اللون، لحظة ترديد الشعار، ويبدأ الضابط بالهتاف بعد التكبيراًت «تحيا تركيا… يحيا (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان»، ثم يهتف «تحيا سورية حرة أبية».
وأثناء التدريبات يظهر المتدربون في الشريط المصور وهم يرددون «يا اللـه… باسم اللـه… اللـه أكبر»، وهو الشعار الذي ردده مؤيدو الرئيس التركي في تظاهراتهم على الانقلاب منتصف تموز الماضي، وبات شعار النصر لهم بعد إخفاق المحاولة الانقلابية. وذكرت الصحيفة، أن المعسكر يضم نحو 450 سورياً سيخضع لقيادة القوات المسلحة التركية، وسيتم نشر هذه القوة بعد الدورات التدريبية في المناطق التي طردت منها ميليشيات «درع الفرات» مسلحي داعش في شمال حلب.
وكشفت «يني شفق» أن تركيا تهدف إلى تدريب أكثر من 5000 من ضباط الشرطة ضمن هذا المشروع الذي يهدف إلى ضبط الأمن في المنطقة الشمالية من سورية، في تأكيد إصرار أنقرة بناء المنطقة العازلة.
وفي إطار مساعي أنقرة لعزل المناطق التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» في شمالي سورية عن تركيا، توغلت قوات من الجيش التركي قرب قرية كر حسناك في ريف مدينة القحطانية في ريف الحسكة الشمالي، وأطلقت النار على منازل القرية حسبما نقلت مواقع كردية.
وبالترافق مع هذا التوغل، أعلن تحالف العشائر العربية والتركمانية في منطقة الجزيرة، رفضه لما سماه «احتلال»، «حزب الاتحاد الديمقراطي» «داعش للأراضي التابعة لهم، مؤكداً في بيان نشره عقب اجتماع لممثليه بإحدى المدن التركية أن «ليل الاحتلال زائل لا محالة». ويتوافق هذا البيان مع التصريحات التركية المصرة على رفض توسيع «حماية الشعب» مناطق سيطرتها بشرقي وشمالي سورية. وتعتقد أنقرة أن هذا القتال يأتي بذريعة قتال داعش، وأن هدفه الحقيقي هو بناء كيان جديد هو إقليم «شمالي سورية».
واعتبر التحالف، أن سياسات «الاتحاد الديمقراطي» تشبه سياسات داعش، «وهما وجهان لعملة واحدة قامت بالتهجير والتغيير الديمغرافي في آن معاً في مناطقنا». وطالب التحالف الدول العربية وتركيا بالمساعدة في إخراج من سماهم «العصابات» من حزب الاتحاد الديمقراطي من «محافظاتنا في الرقة ودير الزور والحسكة».
على صعيد منفصل، تواصلت الاشتباكات العنيفة في محيط نهر الفرات، بعد يوم من إحكام «قوات سورية الديمقراطية» الحصار على مسلحي داعش في منطقة الفرات. وذكرت المتحدثة باسم غرفة عمليات «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد، أن القوات تمكنت من السيطرة على قرية سويدية الكبيرة، التي تعتبر خط دفاع ومركز إمدادات لداعش، وأغلقت جميع منافذ التنظيم إلى سد الفرات»، الذي باتت عناصر «الديمقراطية» على بعد أقل من كيلو مترين منه.
وأشارت شيخ أحمد إلى أن داعش يقاتل بشراسة كلما اقترب من الهزيمة، وأضافت محذرةً: «نتوقع أن يلجأ إلى استخدام الناس دروعاً بشرية، باقترابنا من الرقة»، مشيرةً إلى أن القوات باتت على مسافة من مدينة الرقة تقدر بأقل من 26 كم»، وفق ما نقل عنها موقع «الحل السوري».
وأكدت المتحدثة باسم «غضب الفرات» أن هدف الحملة هو تحرير ريف الرقة بالكامل، وعزل المدينة ومحاصرتها من جميع الجهات، وتابعت: «حسب هذا الهدف ستكون مخططاتنا العسكرية ضمن جدول زمني».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن