رياضة

إلا سوء السلوك

محمود قرقورا : 

يمكن لجمهور المستديرة في العالم قاطبة ويمكن لمحبي كرة القدم في أي زمان ومكان غفران زلة أي لاعب ما دامت الزلة خارجة عن الإرادة وخاضعة لأبجديات اللعبة، لكن لا يمكن بحال من الأحوال الصفح والغفران عندما يتعلق الأمر بسوء السلوك وقلة الأدب الكروي إن صح التعبير.
أضاع زيكو على البرازيل مشروع الفوز بكأس العالم 1986 بإهداره ركلة جزاء أمام فرنسا ومع ذلك يبقى زيكو محط احترام عند كل برازيلي لأن أي لاعب عرضة لإهدار ركلة جزاء، والحال كذلك للإيطاليين باريزي وباجيو اللذين أهدرا ركلتين ترجيحيتين في نهائي مونديال 1994.
وأهدى الحارس الإسباني أركونادا كأس أمم أوروبا على طبق من ذهب لفرنسا المستضيفة 1984 ولكن بقي أركونادا محافظاً على مكانته بين الجماهير الإسبانية لأن هفوته تندرج ضمن الأخطاء البشرية، وتسبب ستيفن جيرارد بضياع لقب البريمرليغ على ليفربول موسم 2013/2014 عندما تزحلق أمام تشيلسي، ولكن جماهير أنفيلد لم تنس أن جيرارد ذاته دفن نفسه في ليفربول مقاوماً عروضاً مالية يسيل لها اللعاب محاولاً بشتى السبل إعلاء فريقه لأن الزحلقة لم تكن بإرادته.
اللاعب الفرنسي زين الدين زيدان وقع في شرك الاستفزاز الذي مارسه بحقه الإيطالي ماتيرازي فكانت الفاتورة بطاقة حمراء في توقيت مهم، ثم كانت الفاتورة المؤلمة ضياع كأس العالم، فتحوّلت وجهة الكرة الذهبية عام 2006 من خزائن زيدان إلى كانافارو، وبذلك يكون ظلم منتخبه وقصّر بحق نفسه، ومحبوه بالطبع لم يغفروا له ذلك.
واللاعب البرازيلي نيمار فرض احترامه على الصغير والكبير في السنوات القليلة الماضية وفي المباراة الأولى لبطولة كوبا أميركا الحالية، غير أنه فقد بهجة التألق ووضع منتخب بلاده في موقف حرج في الأدوار الإقصائية وقلل من حظوظه للفوز بالكرة الذهبية، ويخطئ من يظن أن جمهور السامبا سيغفر له فعلته وخصوصاً إذا ضاع لقب كوبا أميركا، والمثال ذاته ينطبق على أدينسون كافاني مهاجم الأورغواي وزميله لويس سواريز.
الأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى وما دمنا نتابع كرة القدم سنظل شاهدين على أمثلة في الاتجاهين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن