رياضة

الثوابت التاريخية في كوبا أميركا تواصل لعنتها على الكبار…تسعة أهداف رقم سحري للهدافين

محمود قرقورا : 

نعيش آخر فصول النسخة الرابعة والأربعين لبطولة كوبا أميركا، أقدم بطولة قارية على وجه الكرة الأرضية، ولا شك أن النجوم حديث الصحافة ووكالات الأنباء والمواقف العنكبوتية لم يفرضوا أنفسهم كما توقع لهم النقاد والمراقبون، فحتى نهاية الدور ربع النهائي لم تفرز البطولة نجماً يستحق أن يكون رجل البطولة الأول، كما أن المباريات الاثنتين والعشرين التي انقضت لم تفرز الهداف المنتظر للبطولة، وما دمنا نتحدث عن الهدافين نقف عند حقيقة أعيت كبار الكرة في القارة اللاتينية وهي أن الرقم تسعة يشكل سحراً خاصاً وحداً فاصلاً لا يمكن الوصول إليه، وهنا السؤال:
إذا كان ليونيل ميسي بعبقريته التهديفية وإبداعاته الخارقة لم يستطع الوصول إلى أكثر من ثلث هذا الرقم في ثلاث بطولات، وإذا كان هداف المونديال الفائت رودريغيز يعجز عن تسجيل ولو هدفاً واحداً فمن سيكون النجم الذي سيتصدر قائمة هدافي إحدى النسخ المقبلة برصيد عشرة أهداف؟

أرقام للذكرى
العالم كله يتذكر النجم الفرنسي جوست فونتين الذي سجل ثلاثة عشر هدفاً خلال مونديال 1958 ومازال هذا الرقم صامداً كالجبل الشامخ، ونشك أن أي لاعب مهما علا شأنه ولمع نجمه وبريقه سيستطيع كسر رقم النجم الفرنسي على الصعيد المونديالي في ظل التطور الهائل لكرة القدم والخطط الدفاعية التي تحد من خطورة المهاجمين ولسعاتهم التهديفية.
وكلنا يتذكر الرقم الصعب الذي سجله الزائيري نداي مولومبو خلال كأس الأمم الإفريقية عام 1974 عندما سجل تسعة أهداف مساعداً فريقه لاعتلاء منصة القارة السمراء، ورغم عديد النجوم الذين هزوا القارة الإفريقية من أقصاها إلى أدناها إلا أن الرقم مازال صامداً.
والجميع يعلم أن الإيراني علي دائي سجل ثمانية أهداف خلال كأس أمم آسيا 1996 كرقم هو الأعلى في كل النسخ الآسيوية، ونعتقد أن هذا الرقم مصيره إلى التحطيم نظراً للمستويات المتفاوتة في قارة آسيا، ولكن عندما نتحدث عن بطولة كوبا أميركا فإن الحال مختلف ويحتاج تسجيل عشرة أهداف خلال بطولة واحدة إلى جهود خارقة قد لا يجود الزمان بمثلها.

الرقم تسعة
في كوبا أميركا عام 1949 سجل البرازيلي جايير بينتو تسعة أهداف كرقم كان الأعلى حتى ذاك الوقت، وفي نسخة 1957 سجل الأرجنتيني هامبيرتو ماسكيو الرصيد ذاته بصحبة الأورغوياني أمبرويز، وعندما بزغ فجر النجم البرازيلي بيليه خلال مونديال 1958 انتظر جمهور القارة على أحر من الجمر نسخة عام 1959 عندما شارك بيليه مع السامبا الصفراء مراهنين على كسر الرقم الذي بقي أمنية من الأمنيات لأن النجم البرازيلي أديسون أرانتس دونا سيمينتو المعروف باسم بيليه اكتفى بتسجيل ثمانية أهداف فقط، وعندما كانت تنجب القارة لاعبين عظام أمثال مارادونا وزيكو وروماريو ولويس نازاريو داليما المعروف باسم رونالدو الظاهرة كانت جماهير القارة تواقة لمعرفة الحد التهديفي الذي يصل إليه هؤلاء النجوم، وجميع محاولاتهما وأمواجهم التهديفية العاتية كانت تتحطم على الصخور الدفاعية الصلدة.

الرقم سبعة عشر
بعيداً عن الرقم الفردي البالغ تسعة أهداف الذي سيبقى محيراً أطباء الوصفات الهجومية فإن الرقم الإجمالي لعدد الأهداف التي سجلها لاعب ما ستبقى ثابتة، بل إن تحطيمها يبدو أصعب من تحطيم الرقم الفردي، إذ سجل البرازيلي زيزينيو سبعة عشر هدفاً خلال ست بطولات شارك بها أعوام 1942 و1945 و1946 و1949 و1953 و1957 وهذا الرقم سجله الأرجنتيني نوربيرتو مينديز خلال ثلاث نسخ لعبها أعوام 1945 و1946 و1947.
هذا الرقم كان مرشحاً للانكسار عندما ظهر ليونيل ميسي نجماً لا يشق له غبار في سماء الكرة العالمية وليس القارة فحسب، ولكن رصيده التهديفي في هذه البطولة يدعو إلى الخجل، إذ سجل هدفين خلال نسخة عام 2007 وصام عن التسجيل في النسخة الفائتة واكتفى بهدف واحد خلال هذه البطولة، ولذلك يمكن الجزم أن الرقم 17 لن يبلغه أحد على المدى المنظور وخاصة أن موهبة القارة الجديدة نيمار دا سيلفا اكتفى بثلاثة أهداف فقط خلال بطولتين شارك بهما.

أحلام ميسي
بعيداً عن الأرقام الفردية التي لا تبدو سائرة في الاتجاه الذي يريده ليونيل ميسي ومحبوه إلا أن اللقب الجماعي لمنتخب الأرجنتين مازال قيد التحقيق، إذ تأهل سحرة التانغو إلى الدور نصف النهائي، وبقي أمامه خطوتان في رحلة الألف ميل وما علينا سوى الانتظار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن