رياضة

في سادس الدوري الممتاز- مدربون جدد … فرق الصدارة في مواقف صعبة وأول ديربي في حلب

| ناصر النجار

ما انتهى إليه الأسبوع الخامس من الدوري الممتاز يصلح أن يكون منطلقاً للأسبوع السادس الذي ستجري مبارياته يومي الجمعة والسبت باستثناء مباراة الجيش والشرطة التي تأجلت إلى الشهر بعد القادم «6/3» لمشاركة الجيش في بطولة كأس العالم العسكرية الثانية.
العنوان الأهم في الدوري هو تغيير المدربين نتيحة عدم الرضا عن النتائج أو للتدخلات في عمل المدرب ومن هذه الاستقالات ماحدث في الطليعة على سبيل المثال.
وهذه الاستقالات طالت نصف فرق الدوري بالتمام والكمال، ما يفرز ذلك إشارات استفهام عديدة وأسئلة على الواقع الفني في أنديتنا أو العلاقة بين المدربين والإدارات، والمشكلة أن أغلب المستقيلين ليسوا بجدد على فرقهم وبعضهم أمضى سنوات وبعضهم سنة وبعضهم بدأ مشواره التدريبي منذ بداية الدوري التصنيفي.
من هنا ندرك أن العلة تكمن في إدارات الأندية التي تبحث عن النتائج إرضاء لجمهورها اولاً وأخيراً، وهذا الكلام لا ينفي أن بعض التغييرات كان محقاً وبعضها الآخر كان مستعجلاً ومن المفترض الصبر على المدرب ومنحه الوقت الكافي ليقدم ما عنده.

عدم استقرار
ما زال الدوري الممتاز غير مستقر وغير منتظم بنتائجه، وبأدائه أيضاً والدليل على ذلك تباين المستوى بين أسبوع وآخر وتبادل المواقع بين الفرق، وحتى الآن لم يستطع أي فريق الثبات على مستوى وتذبذب الأداء والمستوى دليل على وجود خلل ما بالفرق أو عدم استقرار داخل الفريق.
وعلى سبيل المثال في هذا الأسبوع، فإن تشرين كسب الصدارة لأنه فاز، ولأن منافسيه عليها الشرطة والاتحاد وقعا في فخ التعادل، الأسبوع القادم قد يكون الحال معكوساً، وخصوصاً مع عودة حطين إلى الدوري وهو أحد المنافسين في الفترة الحالية.
والكلام نفسه ينطبق على فرق الوسط والمؤخرة وهي غير قادرة على الخروج من أماكنها فترضى بالتعادل كأحسن الحلول، لذلك وجدنا أربعة فرق لم تحقق أي فوز ومثلها لم تحقق إلا فوزاً واحداً وانتهت باقي مبارياتها إلى التعادل والخسارة.
التجربة الجديدة في الدوري الممتاز يجب أن تمر بعثرات على الصعيد الفني حتى يستقيم حال فرقنا وتصل إلى الاستقرار المطلوب، لكن ذلك وإن لم يتحقق بالوقت الحالي فإنه يمنح الدوري الكثير من الإثارة والتنافس حيث تشعل أجواء الدوري وتحرك جماهيره نحو الملاعب ومنافساتها.

فوق وتحت
المتصدر تشرين يحل ضيفاً على النواعير الأخير في مباراة غير متكافئة في ظاهرها، وقد يكون المضمون غير ذلك، إدارة النواعير «قرصت» فريقها بحسومات مالية وصلت إلى النصف، فهل ستؤدي هذه العقوبات الغرض منها فينتفض الفريق ليصبح مارداً أم إن تغيير الحال من المحال؟.
الأخبار الواردة من داخل النادي تفيد أن الفريق يعاني خللاً في العديد من المراكز من دون أن يكون البديل جاهزاً، فالتعاقدات مطلع الموسم لم تلب الطموح، واحتياط الفريق غير قادر بما اكتسب من خبرة ومهارة على فرض نفسه أو تغيير وجهة المباراة، وهذه علة سيعانيها الفريق طوال الدوري، وإن لم يجد القائمون على الفريق الحلول المناسبة فإن موقف الفريق سيبقى صعباً وسيزداد خطورة أسبوعاً بعد أسبوع.
تشرين في حالة معنوية جديدة وعودة مهاجمه باسل مصطفى ستزيد أوراقه الرابحة وستدفعه خطوات نحو تحقيق فوز ينتظره البحارة ليتمسكوا بالصدارة أسبوعاً آخر.
كل الموازنات ليست بمصلحة النواعير، فالتفوق التشريني واضح والفوز قادم لا محالة، لكن على البحارة الابتعاد عن الغرور واحترام الخصم والتعامل مع المباراة بكل جدية.. في الموسم الماضي تقابل الفريقان بالدوري ففاز النواعير ذهاباً بهدفي عبد الرزاق محمد وعلاء دالي مقابل هدف لإبراهيم العبد الله.. ورد تشرين اعتباره إياباً بالنتيجة ذاتها، سجل لتشرين محمد مرمور من جزاء وعلي غليل وسجل للنواعير زاهر خليل.

الديربي المنتظر
أخيراً وبعد طول انتظار تعود الحياة إلى ملاعب حلب عبر اللقاء المنتظر بين قطبي المدينة الاتحاد والحرية ومن المتوقع أن يحتشد على ملعب رعاية الشباب جماهير الفريقين بكثافة.
الحالة المعنوية للفريقين وهما يلعبان للمرة الأولى على أرضهما تبدو في أوجها، على حين إن الحالة الفنية والبدنية مرهونة باستعداد الفريقين ومدى تأقلمهما مع أرض الملعب.
بكل الأحوال فإن تطلعات الفريقين نحو الفوز تبدو كبيرة واستعداداتهما لم تتوقف، الحرية في وضع مستقر أكثر، بعكس الاتحاد الذي يعاني من اضطراب فني تجلى باستقالة الكادر الفني وتعيين محمد ختام بديلاً ولا ندري إن كان دائماً أم لا.
الاتحاد بكل الأحوال من أبرز الفرق وأقواها ويملك خطاً احتياطياً يفوق الأساسيين مستوى وأداء، وخصوصاً الشباب المهرة الذين يركنون على الخط بدلاً من أصحاب الخبرة الذين احتلوا كل مراكز الفريق.
أمام الزخم الكبير من اللاعبين المواهب والخبراء فإن المشكلة تبدو في اختيار التشكيلة المناسبة القادرة على تحقيق الفوز وتطلعات الأهلاويين، بالمختصر المفيد فإن أفضلية الاتحاد واضحة من حيث الإمكانات والمقومات، لكن هل يستطيع استثمارها على الأرض، وهل يقبل الحرية أن يكون أقل من شريك في المباراة؟
المعطيات تتجه لفوز اتحادي كبير ومنتظر والحرية يبحث عن تعادل كأضعف الإيمان، والفريقان لم يلتقيا رسمياً منذ سنوات.

طامحان
حطين يستقبل المحافظة على أرض ملعب الباسل باللاذقية في مباراة كبيرة وطموح كلا الفريقين الظفر بنقاطها، حطين دخل نادي الكبار ويتأخر بفعل مباراته المؤجلة مع الجيش بينما المحافظة على حدود نادي الكبار وتنتظره خطوة أو خطوتان لدخولها.
حطين على أرضه وبين جمهوره قوي، وهو مرتاح بدنياً أكثر من المحافظة لكن المحافظة ليس بالخصم السهل، ولم يأت إلى اللاذقية من أجل نزهة بحرية، فهو قادم لاقتلاع الفوز من قلب الحوت، وهو قادر على ذلك إن تعامل مع المباراة بما ينبغي من إصرار وجدية وحذر، وذلك معلق بمدى قدرة المدرب على قراءة المباراة.
المباراة تصنف من النوع القوي والمثير وفيها الكثير من الإثارة والتشويق، والفوز فيها سيكون للطرف الأكثر هدوءاً وتوازناً والأقدر على قراءة الفريق الآخر.
في الدوري الماضي فاز المحافظة على حطين ذهاباً وإياباً، ففاز ذهاباً بهدفي رامي العبد الله مقابل هدف سليم سبقجي، وفاز إياباً بهدف مهند خراط.

العودة المظفرة
فوز متأخر ثمين حققه الوحدة في المباراة السابقة أعاد له الروح ليستعيد مكانته بين كبار الدوري بعد عدة هزات أطاحت بمدرب الفريق.
الوحدة بمدربه الجديد قادم نحو الفوز ولا شيء غيره، والضيف القادم من حمص الكرامة ليس بالخصم الصعب كما دلت نتائجه وأداؤه في الدوري، لذلك بالقليل من الجهد يمكن الوصول إلى ما يحلم به الفريق وخصوصاً أنه يلعب على أرضه وبين جماهيره.
الكرامة في وضع لا يحسد عليه ومع ذلك فلن يكون لقمة سائغة إن عرف كيف يتعامل مع فريق كبير بمستوى فريق الوحدة.
آخر مباراة جمعت الفريقين في الدور النهائي السداسي للدوري في الموسم الماضي وفاز الوحدة 4/1 سجل للوحدة اسامة أومري «هاتريك» وسجل الرابع محمد فارس، وأضاع أسامة أومري ركلة جزاء وسجل هدف الكرامة عمرو جنيات.

هل من تعادل آخر؟
مباراة الوثبة والمجد في حمص توحي بأنها ستنتهي إلى التعادل لأن مباريات الفريقين تنتهي إلى التعادل وهو دليل على إصرار الفريقين على التعادل، وقد يكون ذلك لافتقادهما الحلول الهجومية.
المجد بلغ التعادل خمس مرات، والوثبة ثلاثاً، والمباراة بينهما لن تخرج عن هذه العناوين وخصوصاً أن الفريقين يبحثان عن المتانة الدفاعية قبل كل شيء، المجد حقق الفوز مرة واحدة والوثبة غاب عنه الفوز في المباريات السابقة، وموقعه متأخر بعيداً كل البعد عن أحلام جمهوره الذي يريد تكحيل عينيه بفوز لن يكون صعباً على المجد.
كفة الفريقين متوازنة، والفائز هو الذي يستثمر فرصه على أرض الملعب ويحافظ على خطوطه الخلفية.

إثارة وقوة
مباراة الجزيرة والطليعة ستكون قوية ومثيرة وخصوصاً مع انطلاقة الجزيرة الجديدة، حيث قدم نفسه بشكل مغاير للمباريات السابقة فقد عالج خطه الدفاعي وبادر إلى الهجوم وصار نداً في المباراتين الأخيرتين اللتين لعبهما مع الاتحاد والمجد، المشكلة التي قد يعانيها الجزيرة هي الإرهاق والتعب على اعتبار أنه لعب مباراة إضافية وسط الأسبوع.
الطليعة الخارج من خسارة صعبة على أرضه أمام الوحدة يريد تعويض ما فاته من هدر للنقاط عبر فوز يتمناه، مشكلة الطليعة تأتي في ضعف خطه الاحتياطي لذلك فإن الهوامش التي بين يدي المدرب تبدو قليلة جداً.
في الدوري الماضي تعادل الفريقان في الذهاب سلباً بلا أهداف، وفي الإياب فاز الجزيرة بهدفي عيسى العلي وعبد الرحمن بركات مقابل هدف محمد نور جبريني، وفي الدوري التصنيفي فاز الطليعة ذهاباً بثلاثة أهداف نظيفة سجلها: صلاح خميس وخالد دينار ورامي الأيوبي، بينما فاز الجزيرة في الإياب بهدفي ناطق يوسف ومحمد عوض مقابل هدف الطليعة الذي سجله عبد الله الفاخوري.

جديدان
الفتوة وجبلة في لقاء ساخن بثوبين جديدين، الفريقان غيرا طاقمهما الفني لتردي النتائج، والمباراة ستشهد مدربين جديدين يقودانهما، فهشام شربيني سيقود جبلة، وسائد سويدان في الفتوة، المدربان سيجتهدان لتقديم نفسيهما بشكل جيد من أول مباراة وخصوصاً جبلة الذي يبحث عن أول فوز له هذا الموسم بعد أن أكثر من التعادل.
كلا الفريقين يملك لاعبين جيدين قادرين على صنع الفارق والمهم استثمار الفرص المتاحة التي تؤدي إلى فرحة الفوز لا تعادل في المباراة والفوز قريب من الفريقين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن