سورية

اعتبرها نصراً لداعميها.. تحليل لـ«رويترز»: أستانا أظهر قصارى ما يمكن أن تحققه موسكو وأنقرة وطهران

| وكالات

أقر تحليل لوكالة «رويترز» للأنباء بأن اجتماع أستانا بين الوفد الحكومي الرسمي والمجموعات الإرهابية المسلحة يعتبر «نصراً دبلوماسياً لداعميه الدوليين»، لكن التحليل اعتبر أن الاجتماع الذي اختتم الثلاثاء أظهر قصارى ما يمكن لروسيا وتركيا وإيران أن تحققه في جهودها لوضع نهاية للأزمة السورية المستمرة منذ نحو ست سنوات.
وهذه هي المرة الأولى في تسعة أشهر التي يجلس فيها الجانبان معاً، ولو لفترة وجيزة، كما أنها المرة الأولى التي ترأس فيها موسكو وأنقرة وطهران اجتماعاً مثل هذه الاجتماع مع اكتفاء الولايات المتحدة بالحضور كمراقب فقط.
واعتبر التحليل عقد الاجتماع في حد ذاته، «نصراً دبلوماسياً يبرز تنامي تأثير الدول الثلاث في الشرق الأوسط وتراجع نفوذ واشنطن في حين يوطد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب نفسه في الرئاسة. ومع ذلك لفت إلى أن الاجتماع لم يسر حسب الخطة الموضوعة له، ما اعتبره إشارة إلى أن الوسطاء الثلاثة المفترضين في الأزمة السورية «لديهم جميعاً مشاكل فيما يتعلق بالمصداقية»، وخلص إلى أن ذلك يتطلب من تلك الدول «إشراك واشنطن ودول الخليج العربية بصورة أكبر إذا أرادوا أن تكون لهم أي فرصة للتوسط في اتفاق نهائي».
واستنتج أن «إشراك تلك الدول قد يكون صعباً مع تسليط الاجتماع الضوء على الخلافات الحادة بين موسكو وطهران بشأن المشاركة المحتملة في المستقبل للولايات المتحدة على وجه الخصوص». ونقلت الوكالة عن دبلوماسي غربي، قوله: «بوسعهم (الروس) أن يروا الآن مدى صعوبة شركائهم. «وأضاف: إن موسكو لم تتمكن في جولات سابقة من محادثات الأمم المتحدة في جنيف من تحديد مسار الأحداث بالطريقة التي فعلتها في كازاخستان لأن الولايات المتحدة والغرب كانا قد نجحا في تحجيم دورها. وقال التحليل مستطرداً: «هذه هي أول مرة تتذوق فيها موسكو ما يبدو أنه دور القيادة».
وسبق أن عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أسفه لفشل المحادثات التي تساندها الأمم المتحدة في جنيف واصفاً إياها بأنها «جلسات عقيمة». وأضفى كبير المفاوضين الروس في أستانا ألكسندر لافرينتييف بريقاً إيجابياً على اجتماع أستانا، لكنه لم يخف الصعوبات الدبلوماسية أيضاً إذ اشتكى في أوقات مختلفة من مدى صعوبة المناقشات.
وفي انتكاسة، أخفقت موسكو في إقناع الطرفين بالتفاوض وجها لوجه على الرغم من قول لافرينتييف، والذي يشغل منصب مبعوث الرئيس الروسي لتسوية الأزمة السورية، مسبقاً أن المحادثات المباشرة هي «الهدف الرئيسي». وأحجم وفد المجموعات الإرهابية المسلحة عن ذلك، قائلاً أنه لا يمكن أن يجلس مع الأشخاص المسؤولين عن إراقة كل هذا الدم. وبدلاً من ذلك اضطرت موسكو للاعتماد على محادثات غير مباشرة يقوم فيها الوفدان بتوجيه رسائل عبر وسطاء.
ولم يحضر أي مبعوثين عرب باستثناء مسؤول إماراتي واحد حضر بصفة غير رسمية، وذلك في حين تجمع مبعوثون غربيون في ردهة فندق ريكسوس مقر انعقاد الاجتماع في حين كانت الثلوج تتساقط في الخارج. وأوضحت «رويترز» أن المبعوثين الغربيين الذين حضروا بصفة غير رسمية لمراقبة التطورات من ردهات الفندق، اختلطوا مع الصحفيين في محاولة للتأكد من هدف الاجتماع. وكانت هناك تكهنات كثيرة بشأن ما إذا كانت روسيا تريد اجتماعاً آخر للمتابعة يتناول تفاصيل ما كان في النهاية بياناً ختامياً غامضاً.
وقال دبلوماسي غربي، وفقاً للوكالة: «بصراحة نحن في حيرة. لماذا يفعل الروس هذا الآن؟ ما الذي تغير ليجعلهم يرغبون في فك الارتباط عسكرياً والمشاركة سياسياً؟!»
وأبرز التحليل تشكيك المجموعات الإرهابية المسلحة ودبلوماسيين غربيين في دور إيران وحلفائها. وحسب هؤلاء الأخيرين فإن إيران تعتبر إحدى العقبات الرئيسية أمام تحقيق تقدم، ونقلت «رويترز» عن أحدهم قوله إن «التزام طهران بشأن وقف إطلاق النار والانتقال السياسي غير مؤكد».
وشكا وفد المجموعات الإرهابية من أن إعلان الأستانا يضفي الشرعية على ما تقوم به إيران في سورية ولم يتناول دور المجموعات العراقية واللبنانية التي تقاتل إلى جانب الجيش العربي السوري. وللوفد الحكومي حسب «رويترز»، أيضاً مشاكله الخاصة مع رعاة الاجتماع حيث شكك في شرعية تركيا كوسيط في وقت قال إن أنقرة تنتهك فيه سيادة سورية بتوغلها العسكري في شمال البلاد.
ودار الخلاف منذ البداية، بشأن شكل الاجتماع وجدول الأعمال. فقد طالب وفد المجموعات الإرهابية بأن تركز المحادثات فقط على وقف لإطلاق النار وإلزام القوات التي تقاتل إلى جانب الجيش بمغادرة سورية.
وفي الختام نقلت وكالة «رويترز» عن المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية أندريه كورتونوف، قوله إن المحادثات «أفضل من لا شيء».
والمجلس الروسي هو مؤسسة بحثية معنية بالسياسة الخارجية مقرها موسكو، ومقربة من وزارة الخارجية. وأضاف كورتونوف «لكن لا يوجد حل سحري».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن