سورية

الجيش داخل «عين الفيجة».. وعودة المياه إلى دمشق «خلال أيام»

| الوطن- وكالات

دخل الجيش العربي السوري، أمس، بلدة عين الفيجة في منطقة وادي بردى في ريف دمشق الشمالي الغربي، ورفع العلم السوري فوق منشأة النبع، بعد التوصل لاتفاق أولي مع المسلحين يقضي بخروجهم من المنطقة، على أن يعود ضخ المياه إلى مدينة دمشق خلال الأيام القادمة بعد الانتهاء من إصلاح بناء النبع.
وقال «الإعلام الحربي المركزي» في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بعد ظهر أمس: إن «الجيش السوري دخل بلدة عين الفيجة في منطقة وادي بردى في ريف دمشق، ورفع العلم السوري فوق منشأة النبع، بعد التوصل لاتفاق أولي مع المسلحين يقضي بخروجهم من المنطقة».
وفي خبر لاحق، قال «الإعلام الحربي المركزي»: إن «ورشات الصيانة تتحضر لدخول بلدة عين الفيجة لإصلاح منشأة النبع بعد الانتهاء من تأمين الجيش السوري كامل البلدة».
جاء دخول الجيش إلى البلدة بعد اتفاق مصالحة بين وفد المصالحة والمجموعات المسلحة في منطقة وادي بردى أبرز بنوده، «وقف إطلاق النار في كامل منطقة قرى وادي بردى، دخول الجيش السوري إلى بلدة عين الفيجة ورفع العلم السوري على منشأة النبع، دخول ورشات الصيانة وإصلاح تجهيزات النبع تمهيداً لإعادة ضح المياه إلى دمشق، وضع أسماء لحوالى 1200 مسلح لتسوية أوضاعهم وإخراج الذين لا يرغبون في التسوية بالحافلات باتجاه إدلب، إعلان قرى وادي بردى منطقة آمنة وعودة الأهالي ممن نزحوا إليها»، وفق «الإعلام الحربي المركزي».
من جانبه، أكد منسق المصالحات المحلية في منطقة وادي بردى علي محمد يوسف «التوصل إلى اتفاق يقضي بخروج المجموعات المسلحة من بلدة عين الفيجة».
وأشار يوسف في تصريح نقلته وكالة «سانا» إلى «خروج أفراد المجموعات المسلحة من بلدة عين الفيجة باتجاه قرية دير مقرن».
من جانبها نقلت وكالة «سمارت المعارضة عن قائد ميليشيا «لواء القادسية»، في عين الفيجة والمشارك بالاجتماع، ويدعى أبو محمد الرنكوسي، قوله: إنه «جرى التوصل لاتفاق جديد يقضي بخروج المقاتلين منها (بلدة عين الفيجة) ودخول قوات النظام إلى النبع». وأوضح الرنكوسي، أن عناصر الجيش دخلت إلى نبع عين الفيجة ورفعت العلم السوري فيه، إذ يقضي الاتفاق بالسماح بنقل الجرحى من المدنيين والعسكريين والبالغ عددهم 300 إلى مناطق أخرى من وادي بردى تمهيداً لبدء خروجهم غداً مع عوائلهم إلى شمالي البلاد.
وأضاف «الرنكوسي»: إن الاتفاق يتضمن خروج 700 مقاتل آخر مع عوائلهم بالسلاح الفردي فقط، خلال 24 ساعة.
وفي سياق متصل، أفاد ناشطون محليون، بدخول وفد من الصليب الأحمر الدولي من مدخل دير قانون إلى قرى وادي بردى متجه نحو نبع عين الفيجة.
وأفاد ناشط محلي في منطقة وادي بردى في ريف دمشق الغربي، حسب «سمارت»، في وقت سابق أمس، بتوقف المعارك منذ عدة أيام، على حين لفت إلى سوء الأوضاع الإنسانية في المنطقة، التي تحاصرها قوات الجيش.
وأقر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض بدخول «العشرات من عناصر النظام إلى نبع الفيجة»، مشيراً إلى أن «المياه ستعود إلى دمشق خلال الأيام القادمة بعد الانتهاء من إصلاح بناء النبع».
وقال المرصد في صفحته على «فيسبوك» نقلاً من مصادر موثوقة: إن «المقاتلين من الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في وادي بردى بدؤوا الانسحاب من منطقة نبع الفيجة في وادي بردى، بالتزامن مع دخول العشرات من عناصر النظام الذي لا يعرف إذا ما كانوا من الشرطة أو من عناصر الجيش، حيث دخل الأخير إلى منطقة النبع».
وأشار إلى أن «الدخول والانسحاب جاءا متزامنين، بعد رفع العلم السوري المعترف به دولياً فوق نبع مياه الفيجة، كبادرة حسن نية لبدء تطبيق الخطوة الأولى من الاتفاق، على أن يجري الاستمرار في تنفيذ بقية بنود الاتفاق التي جرى التوصل إليه سابقاً».
وذكر، أن «ورشات الصيانة بدأت بمعاينة نبع عين الفيجة ومحطات ضخ المياه، للمباشرة بإصلاحها على أن يتم ضخ المياه خلال الأيام القليلة القادمة إلى العاصمة دمشق التي تعاني انقطاعها منذ الـ23 من كانون الأول من العام الماضي، على حين يستمر الهدوء في وادي بردى، مع ترقب لبدء تطبيق بنود الاتفاق السابق الذي جرى التوصل إليه».
وتحدث عن أن الاتفاق يتضمن أن «يعفى المنشقون والمتخلفون عن الخدمة العسكرية لمدة 6 أشهر، تسليم السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف، تسوية أوضاع المطلوبين لأي جهة أمنية كانت، عدم وجود أي مسلح غريب في المنطقة من خارج قرى وادي بردى ابتداء من بسيمة إلى سوق وادي بردى، عن المسلحين من خارج المنطقة، يتم إرسالهم بسلاحهم الخفيف إلى إدلب مع عائلاتهم، عن مقاتلي وادي بردى من يرغب منهم في الخروج من المنطقة يمكن خروجهم إلى إدلب بسلاحهم الخفيف، عدم دخول الجيش إلى المنازل، دخول الجيش إلى قرى وادي بردى، ووضع حواجز عند مدخل كل قرية، عبر الطريق الرئيسية الواصلة بين القرى العشر، يمكن لأبناء قرى وادي بردى من المنشقين أو المتخلفين العودة للخدمة في قراهم بصفة دفاع وطني ويعد هذا بمنزلة التحاقهم بخدمة العلم أو الخدمة الاحتياطية، نتمنى عودة الموظفين المطرودين إلى وظائفهم».
ولفت المرصد إلى أنه كان هناك تعديل في شرط يتعلق بالمقاتلين السوريين من خارج قرى وبلدات وادي بردى حيث «سيتاح المجال للمقاتلين السوريين كافة في وادي بردى من داخل قراها وخارجها، والراغبين في «تسوية أوضاعهم»، بتنفيذ التسوية والبقاء في وادي بردى، على حين من لا يرغب في «التسوية»، يحدد مكاناً للذهاب إليه وتسمح له قوات النظام بالخروج إلى المنطقة المحددة».
وتجدر الإشارة إلى أن اللواء أحمد الغضبان رئيس لجنة التفاوض في وادي بردى، اغتيل في الـ14 من كانون الثاني الجاري، بعد نحو 24 ساعة من تكليفه تسيير الأمور والإشراف عليها في الوادي، ووجهت الاتهامات في اغتياله حينها إلى «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية والمستثنية من اتفاق وقف العمليات القتالية الذي دخل حيز التنفيذ في 30 كانون الأول الماضي. وحسب المرصد، فإن سيارات الإسعاف دخلت إلى منطقة وادي بردى، للتوجه نحو نبع الفيجة، من أجل نقل جرحى وتقديم خدمات لوجستية، على حين يتحضر مقاتلو الفصائل العاملة في قرية عين الفيجة للتوجه نحو مناطق أخرى في وادي بردى والانسحاب من القرية، على أن يجري نقل غير الراغبين في البقاء ورافضي الاتفاق، بوساطة حافلات إلى مناطق خارج وادي بردى.
وشهدت منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، منذ 20 كانون الأول 2016، معارك عنيفة بين قوات الجيش والقوى الحليفة والرديفة من جهة و«فتح الشام» والميليشيات الأخرى من جهة أخرى، من أجل استعادة المنطقة الخاضعة لسيطرة هؤلاء منذ 2012.
وتم التوصل مراراً إلى اتفاق إلا أنه لم يترجم واقعاً، بسبب خرقه من «فتح الشام» والميليشيات المسلحة الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن