سورية

إيران اعتبرت قراره بحظر دخول المسلمين «هدية للمتطرفين.. ورئيسة وزراء بريطانية «لا توافق» على سياسته.. وكندا ستواصل استقبال اللاجئين … أبو القاسم: قبل أن ننتقد ترامب يجب أن ننتقد الدول العربية على قرارها بمنع السوريين من دخول أراضيها

اعتبر أمين «حزب التضامن» المرخص محمد أبو القاسم أن قدوم الرئيس دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية سينعكس سلباً على سورية وشعبها، وذلك في تعليقه على قرار ترامب إقامة «مناطق آمنة» في سورية.
وواجه الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب لمنع المسافرين من سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة عقبة في وقت متأخر يوم السبت عندما قالت قاضية اتحادية إن المسافرين العالقين بإمكانهم الإقامة في البلاد، في حين اعتبرت إيران أن القرار «هدية كبيرة إلى المتطرفين»، وأكدت كندا إرادتها في استقبال اللاجئين «بمعزل عن معتقداتهم»، في وقت أعلنت الحكومة البريطانية أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي «لا توافق» على الحظر الذي فرضه الرئيس الأميركي. وفي تصريح لـ«الوطن» قال أبو القاسم: إن «قدوم ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية وهو مرشح الحزب الجمهوري المعروف بعدائه للمسلمين وولائه المطلق لإسرائيل بالتأكيد سينعكس سلباً على الأمة الإسلامية بشكل عام وعلى سورية وشعبها بشكل خاص».
وأعلن ترامب في 25 كانون الثاني الجاري، أنه سيقيم مناطق آمنة في سورية لحماية الأشخاص الفارين من العنف هناك، وقال في مقابلة أجرتها معه قناة «ABC»: «سأقيم بالتأكيد مناطق آمنة في سورية للأشخاص الفارين من العنف».
وأوصى وزارتي الخارجية والدفاع في حكومته بوضع خطة لإنشاء مناطق آمنة للمدنيين في سورية والدول المجاورة في غضون 90 يوماً من تاريخ الأمر، يمكن فيها للمواطنين السوريين النازحين انتظار توطين دائم، مثل إعادتهم لبلادهم أو إعادة توطينهم في بلد ثالث.
وقال أبو القاسم: «ما جاء من قرار للرئيس الأميركي الجديد لم يكن مستغرباً بل علينا أن نتوقع الأسوأ».
وفيما يمكن اعتباره تراجعاً عن القرار أعلن مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض، السبت، أن إدارة ترامب، لا تدرس حالياً بشكل مكثف إقامة «مناطق آمنة» في سورية.
وأعرب أبو القاسم عن اعتقاده، أن ترامب «لم يتراجع عن قرار إقامة مناطق أمنة للاجئين في سورية بل إنه يبحث بالمرحلة الحالية عن غطاء ومنفذ لهذه العملية من بعض الدول المجاورة لأن سياسة أميركا المتبعة الحالية هي محاربة العالم بجيوش الدول الأخرى».
وقال: «أذكر عندما التقيت أحد الدبلوماسيين الجمهوريين في وقت سابق منذ عامين تقريباً في ألمانيا، قال لي نحن ننتظر وصولنا للحكم كجمهوريين لنغيير خريطة الشرق الأوسط الجديد»، مضيفاً: «إذاً الخطة معدة وجاهزة من قبل الأمن القومي الأميركي وبانتظار التنفيذ في عهد ترامب».
ووقع ترامب مرسوماً يمنع مواطني سبع دول إسلامية (العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسورية واليمن) من دخول الولايات المتحدة. وبرر هذا الإجراء بالرغبة في مكافحة «الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين».
وعلق أبو القاسم على المرسوم بالقول: «منع اللاجئين من 7 دول إسلامية الدخول إلى أميركا يجب ألا يعنينا مثل هذا القرار لأن اللاجئين السوريين لا يقفون في طوابير على أبواب السفارات الأميركية وأساساً أميركا لم تستقبل إلى الآن ألف لاجئ والكل يعرف أنه من الأساس إجراءاتها معقدة لقبول اللجوء». وأضاف: «قبل أن ننتقد ترامب على قراره يجب أن ننتقد أولاً الدول العربية كافة على قرارها بمنع السوريين من دخول أراضيها سواء كان لاجئاً أو سائحاً». وأثار الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب لمنع المسافرين من سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة موجة غضب لكن الأمر واجه عقبة في وقت متأخر يوم السبت عندما قالت قاضية اتحادية: إن المسافرين العالقين بإمكانهم الإقامة في البلاد.
وحسب وكالة «رويترز» أصدرت القاضية الاتحادية أن دونلي في بروكلين بنيويورك يوم السبت حكما يسمح بالإقامة الطارئة ويمنع الحكومة الأميركية مؤقتا من ترحيل أشخاص لديهم تأشيرات سليمة من البلاد بعد أن وصلوا إلى مطارات أميركية.
وقوبل قرار المحكمة بالترحاب في مطار لوجان الدولي في بوسطن وهو ضمن عدد من المطارات الرئيسية في الولايات المتحدة التي تجمع فيها محتجون غاضبون من أمر ترامب.
وقال الاتحاد الأميركي للحريات المدنية الذي سعى لإقرار الإقامة المؤقتة: إن ذلك سيساعد من 100 إلى 200 شخص يحملون تأشيرات سليمة أو يتمتعون بوضع اللجوء والذين تقطعت بهم السبل في الطريق أو في المطارات الأميركية بعد أن وقع ترامب الأمر التنفيذي يوم الجمعة.
في ردود الفعل الدولية، كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على موقع «تويتر» وفق وكالة «أ ف ب»: أن مرسوم الرئيس الأميركي «سيعتبر في التاريخ هدية كبيرة إلى المتطرفين وحماتهم»، بعد أن كانت الخارجية الإيرانية أعلنت السبت أن طهران قررت تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل بعد قرار الرئيس الأميركي.
وكتب ظريف في تغريدة ثانية أن «هذا التمييز الجماعي يساعد الإرهابيين على التجنيد عبر تعميق الشرخ الذي أحدثه المنظرون المتطرفون» في حين «تحتاج الأسرة الدولية لحوار وتعاون للتصدي لجذور العنف والتطرف».
من جانبه، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في تغريدة على موقع «تويتر» وفق «أ ف ب» «إلى الذين يهربون من الاضطهاد والرعب والحرب، عليكم أن تعرفوا أن كندا ستستقبلكم بمعزل عن معتقداتكم». وأضاف: إن «التنوع يصنع قوتنا». وكتب «أهلاً بكم في كندا».
ونشر تردودو على حسابه على «تويتر» صورة له خلال استقباله لاجئين سوريين في كانون الأول/ 2015. وكان رئيس الوزراء حرص حينذاك على أن يستقبل في المطار أول دفعة من اللاجئين السوريين في إطار جسر جوي نظمته السلطات.
وفي السياق قال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية وفق «أ ف ب»: إن «سياسة الهجرة الأميركية هي شأن يخص حكومة الولايات المتحدة كما هي حال سياسة الهجرة في بلدنا والتي يجب أن تحددها حكومتنا. ولكننا لا نوافق على مثل هذه المقاربة»، مؤكداً أنه إذا كانت الإجراءات التي فرضها ترامب «ستطال مواطني المملكة المتحدة فنحن سنتدخل لدى الحكومة الأميركية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن