عربي ودولي

واصفة الهجوم بـ«الإرهابي» … كندا غاضبة وموحدة بعد إطلاق النار في أحد مساجد كيبيك أوقع 6 قتلى

حمل الغموض الذي أعقب إطلاق النار في مسجد كيبيك البعض على التعبير عن غضبه، والبعض الآخر على الإعراب عن خوفه وخشيته في بلد يعتبر آمناً، ودفع بالكنديين إلى توجيه رسائل وحدة ومحبة إلى المسلمين.
وأطلق رجلان ملثمان النار الأحد على مصلين في مسجد في كيبيك ما أسفر عن سقوط ستة قتلى في هجوم غير مسبوق وصفه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بـ«العمل الإرهابي». وقال رئيس الوزراء الكندي في بيان: «ندين هذا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسلمين موجودين في مكان عبادة»، وأكد أن «المسلمين الكنديين يشكلون عنصراً مهماً في نسيجنا الوطني وأعمال جنونية مثل هذه لا مكان لها في مجتمعاتنا ومدننا وبلدنا».
وكان ترودو وجه السبت رسالة تجميع ووحدة بتأكيده أن بلاده ماضية في استقبال اللاجئين «بمعزل عن معتقداتهم»، في رد غير مباشر على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه دخول رعايا سبع دول مسلمة إلى الولايات المتحدة.
وقال في تغريدة على تويتر: «إلى الذين يهربون من الاضطهاد والرعب والحرب، عليكم أن تعرفوا أن كندا ستستقبلكم بمعزل عن معتقداتكم»، مؤكداً أن «التنوع يصنع قوتنا». وأضاف: «أهلاً بكم في كندا».
وقال رئيس حكومة مقاطعة كيبيك الناطقة باللغة الفرنسية فيليب كويار إن «الإرهاب يضرب كيبيك مثل أي مكان آخر في العالم. سنواجهه معاً بشجاعة وتضامن».
وفي مؤتمر صحفي أكد كويار «نتقاسم جميعنا مشاعر الرعب وعدم التصديق»، وذلك بحضور رئيس بلدية كيبيك ريجي لابوم الذي قال إن لديه انطباعاً بأنه «يحلم». وأضاف رئيس البلدية باكياً: «كيبيك حزينة وهذه المدينة الرائعة (…) تعيش مأساة لا اسم لها».
وكان كتب على حسابه على موقع تويتر «بعد هذا العمل الإرهابي، طلبت من الجمعية الوطنية تنكيس علم كيبيك»، مؤكداً أن «كيبيك ترفض رفضاً باتاً هذا العنف الهمجي. نتضامن بالكامل مع أقارب الضحايا ومع الجرحى وعائلاتهم»، وأضاف: «فلنتحد ضد العنف. فلنتضامن مع أبناء كيبيك من أتباع الديانة الإسلامية».
وأدان مسؤولون سياسيون آخرون هذا الهجوم، بينهم رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل الذي استنكر «الاعتداء الجبان في كيبيك»، وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: إن الاتحاد «يقف مع كندا وكل الكنديين في هذا اليوم الحزين».
وفي فرنسا، أدان الرئيس فرنسوا هولاند أمس الهجوم «بأكبر قدر من الحزم» معتبراً أن «الإرهابيين» أرادوا «ضرب روح السلم والانفتاح لدى الكيبيكيين». كما أدان الهجوم الأزهر الشريف وعدد من الدول العربية.
ومن جانبه أفاد المفتش في شرطة كيبيك دوني توركوت أمس أن أحد المشتبه فيهما في عملية إطلاق النار داخل مسجد اتصل بالشرطة لتسليم نفسه.
وعرفت وسائل الإعلام المحلية عن المشتبه فيهما باسمي الكسندر بيسونيت ومحمد خضر، مشيرة إلى أن الثاني من أصل مغربي، غير أن الشرطة رفضت تأكيد هويتيهما مكتفية بالقول إنهما كنديان.
وتلقى رقم الطوارئ في الشرطة في الساعة 19.55 (0.55 ت غ الإثنين) أولى الاتصالات التي أفادت عن إطلاق نار في المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك، فوصلت الشرطة إلى الموقع بعد دقائق وقبضت على مشتبه فيه أول في جوار المسجد. وقال توركوت: إنه قرابة الساعة 20.10 (1.10 ت غ الإثنين) اتصل المشتبه فيه الثاني برقم الطوارئ ذاته «ليتحدث عن عمله».
وأوضح الضابط في الدرك الكندي (الشرطة الفدرالية) مارتان بلانت قائلاً: «إنه ضالع في الحادث».
ولم توضح الشرطة إذا ما كان الشاب الذي يتراوح عمره بين 25 و30 عاماً أبدى ندماً على عمله أو كشف عن دوافعه.
وروى توركوت أن المشتبه فيه قال بسرعة للشرطيين إنه ركن سيارته على مسافة عشرين كلم وإن بوسعهم توقيفه. وتم اعتقاله في الساعة 21.00.
وجرت عمليات دهم باكراً صباح أمس في منزل قريب من المسجد على مقربة من جامعة لافال، على مسافة 10 كلم من قلب كيبيك التاريخي. وندد عميد الجامعة دوني بريار بـ«أعمال مشينة، لاإنسانية وإرهابية».
وحسب وسائل الإعلام المحلية، فإن المشتبه فيهما على علاقة بالجامعة حيث كان ألكسندر بيسونيت يدرس العلوم السياسية. وقالت المتحدثة باسم مركز كيبيك الاستشفائي جنفياف دوبوي إن خمسة من الجرحى الثمانية ما زالوا في حال حرجة.
(أ ف ب– رويترز– وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن