سورية

كشفت لأول مرة أن قواتها الجوية تعمل في سورية بالتعاون مع حزب اللـه والفصائل الإيرانية … موسكو: التنسيق بين «التحالف الدولي» والجيش السوري كفيل بتغيير كل شيء

| وكالات

وضعت موسكو أمس شروطها للموافقة على مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإقامة منطقة آمنة في سورية، مبديةً في الوقت نفسه تفهماً للدوافع التي تحرك الزعيم الأميركي، وأعلنت أن التنسيق بين القوات الخاصة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش والجيش السوري من شأنه أن يغير كل شيء، كاشفةً لأول مرة أن قواتها الجوية تتعاون مع الجيش العربي السوري وحزب اللـه اللبناني والمجموعات الإيرانية التي دعتها دمشق للقتال ضد المسلحين.
وتحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن وجود إمكانية لتحقيق نقلة نوعية في محاربة الإرهاب بسورية في حال بدء التنسيق بين القوات الغربية في سورية والجيش السوري. وفي مؤتمر صحفي مع نظيره الإريتري عثمان صالح، حدد لافروف مجالاً واحداً للتنسيق بالاسم، قائلاً: «القدرات التي يتمتع بها شركاؤنا الأميركيون لا تقتصر على القوات الجوية، بل هناك، كما نعرف جميعنا، قوات خاصة تابعة للعديد من الدول، ومنها دول غربية» على الأرض السورية.
وأضاف: «إذا كان بإمكاننا تنسيق كافة هذه القدرات، بما في ذلك قدرات الحكومة السورية، وكافة القوى التي تتعاون معها، وكذلك قدرات التحالف الذي يقوده الأميركيون، وإذا كان الجميع مركزين على محاربة تنظيم داعش والإرهابيين الآخرين، فأعتقد أنه سيكون بإمكاننا تحقيق تغييرات نوعية إيجابية جداً فيما يخص تحقيق أهدافنا في مجال محاربة الإرهاب»، موضحاً أن الحديث يدور عن تشكيل جبهة موحدة لمحاربة داعش.
وشدد الوزير الروسي على أن ذلك يجب أن يشمل الإقرار بأن القوات السورية الحكومية والقوات الرديفة، التي تتمتع بالدعم الجوي من القوات الجوية الفضائية الروسية، تعد «القوة الأكثر فعالية في محاربة الإرهابيين». وذكّر بأن القوات الجوية الروسية في سورية، تعمل مع الجيش السوري والفصائل المسلحة الأجنبية التي دعتها الحكومة السورية، موضحاً أن الحديث يدور عن حزب اللـه اللبناني والفصائل الإيرانية. وتابع قائلاً: «إنهم يحاربون الإرهاب بالتعاون مع دمشق ومع القوات الجوية الروسية».
وأشار من جهة أخرى إلى أن التحالف الدولي ينشط في سورية، من دون دعوة من الحكومة السورية، لافتاً إلى أن الأخيرة «سبق وأعلنت آنذاك (صيف العام 2014) عن استعدادها لقبول الأمر الواقع بشروط».
وكشف لافروف أن الزعيمين الروسي فلاديمر بوتين والأميركي دونالد ترامب أكدا خلال اتصالهما الهاتفي مساء السبت الماضي، أن «الأولوية الرئيسية لبلديهما على الساحة الدولية تتمثل في محاربة داعش». وأضاف «أرى في هذا المجال إمكانيات غير محدودة عملياً، شرط توفر الإرادة السياسية واستعداد عسكريينا لتحويل هذه الإرادة إلى اتفاقات معينة وخطوات محددة». وأعاد لافروف إلى الأذهان أن الجانبين، الروسي والأميركي، كانا طوال العام الماضي يجريان مفاوضات حول سورية تكللت بعقد اتفاقية حول التنسيق العسكري الفعلي ضد داعش و«جبهة النصرة» في سورية، لكنه استطرد موضحاً: «في آخر لحظة، عندما وقعنا على كافة الاتفاقات، لم تجد إدارة السيد (باراك) أوباما لديها القدرات الكافية لطرح مهام الإرهاب أمام نواياها المعادية لروسيا».
وأضاف وزير الخارجية الروسية: أنه لا يعرف ما إذا كان بإمكان الروس والأميركيين إنعاش الاتفاقات السابقة، لكنه أعرب عن قناعته بوجود فرص جيدة للحوار المهم، بعيداً عن الأيديولوجيا، بين العسكريين والروس من أجل تنسيق إجراءات عسكرية محددة لمحاربة الإرهابيين في سورية.
وحسب تقييم لافروف، لا تستهدف المبادرة الأميركية الحالية إسقاط الرئيس بشار الأسد، إنما «الإقدام على خطوات معينة في سياق تخفيف الوطأة المتعلقة باستقبال اللاجئين بالنسبة للدول المجاورة لسورية وأوروبا». وتابع أنه إذ كان الأمر فعلا هكذا، فيمكن دراسة إقامة مثل هذه المناطق لإسكان النازح ين داخل الحدود السورية، وذلك بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، مشدداً على أن هذه المبادرة تتطلب تنسيق كافة التفاصيل وحتى المبدأ نفسه مع الحكومة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن