سورية

اعتبر أن قرار ترامب لن يحقق شيئاً على الإطلاق … كاتب أميركي: لا وجود للإرهابيين بين اللاجئين السوريين في الولايات المتحدة

| وكالات

اعتبر محلل شؤون الأمن القومي في شبكة (CNN) الإخبارية الأميركية بيتر بيرغن، أن قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي يعلق بموجبه دخول اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة لأجل غير مسمى، لن يحقق شيئاً على الإطلاق، لأنه لا يوجد دليل على وجود الإرهابيين بين اللاجئين السوريين الذين يستقرون في الولايات المتحدة.
ونشرت (CNN)، مقالاً لـ«بيتر»، جاء فيه «وقع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الجمعة، قراراً تنفيذياً يُعلق دخول اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة لأجل غير مسمى. وخلال توقيعه المرسوم، قال الرئيس ترامب: إن ذلك كان لإبقاء الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين خارج الولايات المتحدة». واعتبر بيتر نائب رئيس مؤسسة «أميركا الجديدة» وأستاذ ممارس في جامعة أريزونا الأميركية، ومؤلف كتاب «الولايات المتحدة الجهادية: تقرير عن إرهابيي أميركا محليي المنشأ»، أن «هذا القرار لن يحقق شيئاً على الإطلاق، لأنه لا يوجد دليل على وجود الإرهابيين بين اللاجئين السوريين الذين يستقرون في الولايات المتحدة».
وأضاف: إن «كل الأعمال الإرهابية الجهادية القاتلة التي شهدتها أميركا منذ أحداث 11 أيلول عام 2001، نفذها مواطنون أميركيون أو مقيمون في الدولة بصفة قانونية، لم تُنفذ أي من تلك العمليات على يد لاجئ سوري».
وتابع: «ولا يجب أن يكون ذلك مفاجئاً للغاية، لأن الولايات المتحدة وافقت على دخول عدد ضئيل جداً من اللاجئين السوريين، رغم أن الأزمة السورية هي إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية وتسببت في سيل هائل يتألف من قرابة خمسة ملايين لاجئ من سورية». واستقبلت الولايات المتحدة فقط قرابة 15 ألف لاجئ سوري، ما يعادل نسبة 0.2 في المئة من إجمالي عدد اللاجئين، أغلبهم من النساء والأطفال. وأوضح بيتر أن الأمر «لا يقتصر فقط على أن اللاجئين السوريين ليسوا إرهابيين، ولكنهم في الواقع يفرون من الإرهاب. أي إن اللاجئين هم ضحايا الإرهاب، وليسوا مرتكبي الإرهاب».
وأضاف: إن «أي إرهابي عاقل في داعش من غير المرجح أن يحاول التسلل إلى الولايات المتحدة كلاجئ سوري».
وأشار الكاتب إلى ما أدلت به مسؤولة رفيعة المستوى في وزارة الخارجية الأميركية، تدعى إن ريتشارد، بشهادتها في جلسة استماع للجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ الأميركي في تشرين الثاني عام 2015، حيث قالت: أن «أي لاجئ سوري يحاول دخول الولايات المتحدة يتم التدقيق في ملفه من قبل مسؤولين في المركز الوطني لمكافحة الإرهاب ومكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) ووزارة الأمن الداخلي (DHS) ووزارة الخارجية والبنتاغون».
وأضاف: «كما يجمع المسؤولون أيضاً بيانات اللاجئين السوريين البيومترية، عبر مسح شبكية العين على سبيل المثال، إضافة إلى تاريخ مفصل عنهم، كما تُجرى معهم مقابلات مطولة، ويتم البحث عنهم في قواعد البيانات الحكومية لمعرفة ما إذا كانوا قد يشكلون خطراً، وتستغرق العملية عامين، وفي بعض الأحيان أكثر من ذلك».
ولفت إلى ما قاله مدير المواطنة والهجرة الأميركية، ليون رودريغيز، الذي أدلى بشهادته أيضاً في جلسة الاستماع في تشرين الثاني عام 2015، وجاء فيه: أن «من بين عشرات الملايين من الناس الذين يحاولون الدخول إلى الولايات المتحدة كل عام، يواجه اللاجئون أكبر قدر من التدقيق ويواجه اللاجئون السوريون القدر الأكبر من التدقيق على الإطلاق». وبين بيتر أنه «على نقيض ذلك، لا يواجه اللاجئون السوريون الذين يفرون إلى أوروبا أي شيء يماثل العملية المتشددة من المسؤولين مثل الذين يحاولون اللجوء إلى أميركا، كما أن أعداد السوريين الفارين إلى أوروبا تبلغ أضعاف أولئك الذين يتجهون إلى الولايات المتحدة».
ولفت إلى أن وعد الولايات المتحدة المكتوب على تمثال الحرية هو جزء من قصيدة لإيما لازاروس: «أعطوني جماهيركم المتعبة الفقيرة المتزاحمة التي تتوق للتنفس بحرية».
وأوضح أنه «كان هذا هو الوعد الذي تم تمديده إلى حد كبير لأكثر من قرنين من الزمان لموجات متتالية من المهاجرين. العديد من الأميركيين الذين يقرؤون هذا المقال يعلمون أن هذا حقيقي لأن عائلاتهم جاءت إلى الولايات المتحدة وهي تأمل بحياة أفضل من تلك التي تركوها وراءهم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن