عربي ودولي

قتلى وجرحى في عدوان للطيران السعودي غرب اليمن.. والجيش واللجان الشعبية يرفضون «المناطق الآمنة»

قتل خمسة أشخاص وأصيب ثلاثة آخرون أمس في غارات لطيران النظام السعودي على محافظة الحديدة غرب اليمن، بينما رفض الجيش اليمني واللجان الشعبية فكرة إقامة مناطق آمنة. وقال مصدر مسؤول: إن أي حديث أو إشارة إلى إقامة مناطق آمنة للاجئين أو النازحين في اليمن أمر غير مقبول.
وذكر موقع قناة «المسيرة نت» أن «طيران النظام السعودي شن سلسلة غارات على ساحل مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة مستهدفاً قوارب الصيادين ما أدى لسقوط خمسة شهداء وإصابة ثلاثة أشخاص».
وأصيب شخصان أول من أمس في غارة شنها طيران النظام السعودي على جسر جوبح في مديرية حيس بمحافظة الحديدة.
إلى ذلك توغلت القوات التابعة للحكومة داخل الأحياء الجنوبية والشرقية لمدينة المخا الساحلية غرب محافظة تعز، حيث تدور حرب شوارع مع الجيش اليمني واللجان الشعبية، حسب موقع روسيا اليوم.
وذكرت هذه القوات أنها تتقدم في قلب المدينة، وأنها خصصت ممراً آمناً للمدنيين عبر المدخل الشرقي، وطلبت منهم الخروج من المدينة حفاظاً على سلامتهم، حيث إنها تخطط لاقتحام هذه الأحياء.
من جهته، أعرب منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك عن قلق بالغ إزاء أمن وسلامة المدنيين في مديريتي ذباب والمخا؛ مشيراً إلى أن المعلومات الميدانية تفيد بأن العمليات العسكرية في هذه المنطقة الساحلية أجبرت أغلبية سكان ذباب على مغادرة بيوتهم. وأوضح أن ما يقدر بـ20 إلى 30 ألفاً من أهالي المخا -أي ثلث عدد سكان المدينة- وجدوا أنفسهم عالقين داخلها، وفي حاجة إلى حماية وإغاثة فورية.
وشدد في هذا السياق على أن أطراف النزاع ملزمة في ظل القانون الدولي الإنساني بحماية المدنيين وتسهيل مرورهم الأمن واجتناب تدمير البنى التحتية، بما يشمل المدارس والمستشفيات ومحطات المياه.
إلى ذلك، شنت طائرات التحالف سلسلة من الغارات العنيفة، استهدفت مواقع عسكرية في ميناء الحديدة، وطالت معسكر الدفاع الساحلي والكلية البحرية والمطار ومنزل نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر ومعسكر الحرس الجمهوري بمنطقة كيلو 16 شرق مدينة الحديدة.
ونقل عن السكان رؤيتهم سحب دخان تصاعدت من مناطق الكثيب ومعسكر الحرس ومواقع جنوب مدينة الحديدة، حيث وصل عدد الغارات خلال 24 ساعة إلى أكثر من 30 غارة جوية، إضافة إلى القصف الذي نفذته البوارج الحربية للتحالف.
في غضون ذلك تصدت وحدات من الجيش اليمني واللجان الشعبية أمس لمحاولة تقدم لمرتزقة النظام السعودي باتجاه سلسلة جبال يام بمديرية نهم في صنعاء موقعة إصابات محققة في صفوفهم.
وقال مصدر عسكري يمني لوكالة الأنباء اليمنية سبأ: إن «عشرات المرتزقة قتلوا وأصيبوا خلال التصدي لمحاولات تقدمهم التي جرت بإسناد جوي من طيران النظام السعودي» مضيفاً إن «المرتزقة فروا مخلفين عدداً من جثث قتلاهم وأسلحتهم في ساحة المعركة». وكانت مصادر عسكرية يمنية أعلنت أول من أمس تدمير دبابة ومقتل تسعة من مرتزقة النظام السعودي بقصف صاروخي في مديرية نهم.
سياسياً، رفض الجيش اليمني واللجان الشعبية فكرة إقامة مناطق آمنة. ونقلت وكالة «سبأ»، عن مصدر مسؤول القول: إن أي حديث أو إشارة إلى إقامة مناطق آمنة للاجئين أو النازحين في اليمن أمر غير مقبول في ظل غياب التنسيق الكامل مع السلطات المعنية في صنعاء.
من جهة أخرى دخل الأميركيون خط المواجهة المباشرة في اليمن، وقالوا إن الهجوم، الذي استهدف فرقاطة سعودية، ربما كان يستهدف إحدى بوارجهم؛ ما يفتح الباب أمام تصعيد عسكري غير مسبوق جنوب البحر الأحمر.
ووفقاً لما نسب إلى مسؤولين أميركيين، فإن الهجوم، الذي شنه الجيش اليمني واللجان الشعبية على فرقاطة سعودية قبالة ميناء الحديدة اليمني، ربما كان يستهدف بارجة أميركية، في موقف من شأنه وضع واشنطن في صدارة هذه الحرب، ويعيد إلى الأذهان حادثة الهجوم على إحدى بوارجها في منتصف تشرين الأول الماضي، وردها بقصف عدد من المواقع العسكرية في السواحل اليمنية.
وطبقاً لما يراه مسؤولون في الاستخبارات الأميركية، فإنه استناداً إلى تحليل جديد لشريط الفيديو الخاص بالهجوم يتبين أن ما حصل «كان في الواقع هجوماً انتحارياً اندفع فيه قارب صغير صوب أحد جوانب الفرقاطة السعودية».
من جهتها، ذكرت مصادر عسكرية سعودية أن الهجوم على الفرقاطة، التي كانت تتولى مراقبة ميناء الحديدة، تم بتخطيط وإشراف إيراني، حيث يظهر في التسجيل الصوتي المرافق للمقطع التسجيلي للعملية صوت شخص إيراني. ووفقاً لهذه الرواية، اشتركت في الهجوم الانتحاري 4 زوارق بحرية، ارتدى من كانوا على متنها ملابس الصيادين، وتعمّدوا الاقتراب شيئاً فشيئاً من الفرقاطة السعودية، وأوهموها بأنهم يستغيثون بطاقمها إلى أن اقترب الزورق الملغم بمتفجرات «تي إن تي» من البارجة، وفجروا أنفسهم، ما أدى إلى إصابة الفرقاطة.
إلى ذلك، قال الناطق باسم قوات التحالف السعودي أحمد عسيري أن «ميناء الحديدة يشكل في الوقت الراهن تهديداً حقيقياً للملاحة البحرية، وأصبح منطلقاً للعمليات الإرهابية».
وقال عسيري في أول تعليق له على استهداف الفرقاطة: إن «الإرهاب لم يعد حكراً على تنظيم «القاعدة»، بل إن الحوثيين أيضاً يمارسون العمليات الإرهابية» في مناطق سيطرتهم باليمن، على حد تعبيره.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن