سورية

موسكو متفائلة بالتعاون مع واشنطن لمكافحة الإرهاب وحل الأزمة السورية

| وكالات

جددت الدبلوماسية الروسية أمس الإعراب عن تفاؤلها باحتمالات التعاون السياسي مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب وحل الأزمة السورية، مشيرةً إلى أن التواصل بين البلدين على مستوى الخبراء لم ينقطع وذلك عبر «المجموعة الدولية لدعم سورية». وأعربت عن دعمها لخطط الإدارة الأميركية زيادة الدعم المقدم لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سورية لدحر تنظيم داعش عن معقله في مدينة الرقة، مطلقةً ما يشبه الدعوة للتحالف الدولي، إلى دعم جهود الجيش العربي السوري لفك الحصار عن مدينة دير الزور عبر وقف تدفق مسلحي التنظيم من العراق إلى سورية.
كما أكدت روسيا وجود نيات لدى الجيش العربي السوري لشن حملة عسكرية في إدلب، لكنها أشارت إلى أن هذه الحملة ستتوضح بمجرد فصل المجموعات الإرهابية عن «المجموعات المسلحة المستعدة للتنازل عن معارضتها للنظام».
وهذه أول مرة تستخدم الدبلوماسية الروسية هذا المصطلح، والذي يتطابق مع النتيجة النهائية لمساعي الحكومة السورية في تسوية أوضاع المسلحين بعد إلقاء سلاحهم.
وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قناعته بأن العلاقات الروسية الأميركية ستأخذ منحى أفضل. وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأفغاني صلاح الدين رباني في العاصمة الروسية موسكو، قال لافروف: «إنني واثق من استئناف اتصالاتنا على المستوى السياسي فور الانتهاء من تشكيل الفرق التابعة للإدارة الأميركية الجديدة للعمل على المسار السوري». كما أعرب عن ثقته بأن الاتصالات الأميركية الروسية «لن تقل كثافة (بالمقارنة مع الاتصالات مع إدارة باراك أوباما)، لأن إدارة ترامب وصفت (تنظيم) داعش بأنه أكبر خطر يجب أن نواجهه بجهود مشتركة». وأضاف: «هذا موقف يتطابق تماماً مع موقفنا».
واعتبر لافروف، أن إدارة أوباما عجزت عن تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع روسيا في أيلول من العام الماضي، من أجل تنسيق العمل على مكافحة الإرهاب في سورية بين روسيا والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، والذي تقوده الولايات المتحدة. وأشار إلى أن الاتفاق، الذي عقده مع نظيره الأميركي السابق جون كيري، لم يوضع حيز التنفيذ بسبب الخلافات ضمن الإدارة الأميركية في حينه.
وأشار إلى أن الاتصالات بين الدبلوماسيين الروس والأميركيين ضمن «المجموعة الدولية لدعم سورية» في مدينة جنيف السويسرية، «ما زالت مستمرة» على الرغم من أن الاتفاقات المذكورة، التي كان من شأنها أن تفتح الطريق أمام تنسيق روسي أميركي فعلي لمحاربة الإرهاب في سورية، لم تدخل حيز التنفيذ. وألمح إلى رغبة روسية في حصول اجتماع جديد للمجموعة على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء، عندما أشار إلى أن اجتماعاً كهذا لم يعقد منذ زمن بعيد يعود إلى شهر أيار الماضي.
ولفت إلى أن «مجموعة دعم سورية» التي تتولى روسيا والولايات المتحدة رئاستها، تواصل العمل بشكل أسبوعي، من خلال مجموعتي «مراقبة وقف إطلاق النار» و«المسائل الإنسانية». وأشاد باحترافية الدبلوماسيين الأميركيين، إذ قال: إن «ممثلي الولايات المتحدة هم من الدبلوماسيين المحترفين حيث يتم التنسيق بينهم وبين روسيا والأمم المتحدة عشية كل اجتماع جديد».
وبدوره، أكد سفير روسيا لدى دمشق ألكسندر كينيشاك تسجيل تقدم ملحوظ في عملية نأي «فصائل المعارضة المسلحة» عن «جبهة النصرة» (جبهة فتح الشام حالياً)، وذلك في معرض رده على سؤال حول تطورات وقف إطلاق النار في سورية وما تمخض عن اجتماعات أستانا.
واستبعد كينيشاك أن يشن الجيش العربي السوري في الوقت الحالي حملة عسكرية على محافظة إدلب، مؤكداً أنه «من المبكر» الحديث عن عمل عسكري هناك. وشدد على أن «أولوية بلاده الآن تتمثل في تثبيت وقف إطلاق النار». لكنه كشف عن وجود نوايا لحملة في إدلب، مبيناً أنها «ستتوضح» عندما يتم الفصل بين «المجموعات الإرهابية» و«المجموعات المسلحة المستعدة للتنازل عن معارضتها للنظام».
ومن جهة أخرى، تطرق كينيشاك إلى مجريات المعركة في دير الزور. وأشار إلى أن الجيش العربي السوري استطاع تثبيت جبهة دير الزور وذلك بمساندة من القوات الجوية الفضائية الروسية. وقال في حديث صحفي نقله موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني: «تمكنت القوات الحكومية السورية، حتى الآن، من تحقيق الاستقرار على جبهة دير الزور، واستطاعت طرد المسلحين من بعض المناطق»، لكنه وصف الوضع هناك بـ«المعقد للغاية»، مبيناً أن «(المدينة) لا تزال تحت حصار المسلحين منذ سنوات»، وكشف أن مسلحي داعش «استقدموا منتصف كانون الثاني الماضي تعزيزات إضافية جاؤوا بها من العراق أيضاً، واستطاعوا خرق خطوط الجيش السوري وعزل الأحياء الخاضعة له عن مطار دير الزور».
مع ذلك، ذكر كينيشاك أنه لا يريد «إدراج احتمال سقوط مدينة دير الزور ووقوعها في قبضة الإرهابيين لأن ذلك قد يفضي إلى مذابح جماعية ووقوع آلاف الضحايا بين المدافعين عن المدينة من عسكريين ومتطوعين والسكان الذين تقدر الأمم المتحدة أعدادهم بمئة ألف نسمة.. وهذا ما يسوّغ إرسال تعزيزات إضافية إلى هناك بدعم من طيراننا الحربي». وأعرب عن أمله في أن يتمكن «الجيش السوري من إلحاق ضربة قاصمة بالجهاديين تفضي إلى فك الحصار عن مدينة دير الزور في أسرع وقت ممكن». لكنه اعتبر أن ذلك «يتطلب المزيد من التعزيزات، ولاسيما بعد استيلاء المسلحين مجدداً على تدمر الواقعة على طريق دير الزور»، وأضاف: «أرى أنه من الجدوى بمكان التحاق تحالف واشنطن لمكافحة الإرهاب بهذه الجهود، وأن يسهم في منع تدفق أعداد إضافية من المسلحين والعتاد على دير الزور».
وحسب السفير الروسي فإن جنود الجيش العربي السوري يكبدون مسلحي داعش خسائر فادحة في محيط مطار «التيفور» الواقع غربي مدينة تدمر بمحافظة حمص، وأكد أن الجيش العربي السوري يعد العدة لطرد التنظيم من عروس الصحراء، وقال «ليس لدي شك بأن دور المدينة (تدمر) قادم قريباً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن