سورية

أكدت أن تعاونها مع أنقرة قائم على أساس ألا تقيم تركيا «منطقة عازلة» .. موسكو: التطورات الأخيرة في سورية تجاوزت فكرة إنشاء «الآمنة»

| وكالات

أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن التطورات الأخيرة في سورية تجاوزت فكرة إنشاء ما يسمى «المناطق الآمنة»، على حين رد مدير القسم الرابع للشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية الروسية ألكسندر بوتسان خارتشينكو على ما أعلنته تركيا عن أنها تولي الأولوية لإقامة «منطقة آمنة» شمال سورية ستمتد من جرابلس إلى إعزاز، بتأكيده أن تعاون روسيا مع تركيا قائم على أساس أن أنقرة لا تقيم «منطقة عازلة» في سورية.
وقال تشوركين في تصريح له أمس نقلته وكالة «سانا» للأنباء: إن «البدء بتنظيم نوع من المناطق الآمنة ولو كان بصورة صحيحة من وجهة نظر القانون الدولي ومن خلال مشاورات مع الحكومة السورية سيصرف الانتباه والجهد والمال عن المهمات المهمة المتعلقة بعودة المهجرين إلى منازلهم وبتوفير حياة طبيعية لهم»، مؤكداً أن عودة المهجرين يمكن أن تشكل دفعا إضافيا لعملية تسوية سياسية للازمة في سورية.
ودعا الكرملين أواخر الشهر الماضي الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دراسة كل العواقب المحتملة الناجمة عن إقامة «مناطق آمنة» في سورية، لافتاً إلى أن واشنطن لم تنسق مع موسكو أي خطط بهذا الشأن.
بموازاة ذلك، أكد خارتشينكو، أنه مازالت هناك نقاط اختلاف كثيرة في مواقف موسكو وأنقرة من الأزمة السورية، لكنه شدد على أن الجانب الروسي ينطلق من أن الأتراك لا يقيمون «منطقة عازلة»، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وجاء ذلك بعد أن أعلنت الرئاسة لتركية أنها تولي الأولوية لإقامة «منطقة آمنة» شمال سورية ستمتد من جرابلس إلى إعزاز.
وفي هذا السياق أقر خارتشينكو أن أنقرة تسعى لتحقيق أهداف خاصة بها في شمال سورية بالإضافة إلى محاربة تنظيم داعش، المدرج على اللائحة لدولية للتنظيمات الإرهابية.
أوضح قائلاً: «نعم، نحارب داعش والنصرة معاً، وطبعاً، من غير الصحيح أن ننفي وجود أهداف خاصة بالأتراك في سورية، ترتبط بتفهمهم للوضع».
وأضاف: «في الوقت الراهن أنهم لا يعملون على إقامة منطقة عازلة في شمال سورية، حسب تفهمنا».
واعتبر خارتشينكو أن موضوع بقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه أو رحيله لا يمثل عائقاً أمام تعزيز التعاون الروسي التركي في سورية.
وتابع الدبلوماسي: إن الشيء الأهم هو توصل الطرفين إلى تفاهم أكبر بشأن الوضع الميداني وأولويات العمل في سورية، والتي تتمثل في تثبيت نظام الهدنة، والعمل مع المعارضة السورية، وتشجيع أطراف النزاع على المشاركة في الحوار. واستطرد قائلاً: «لا ننسى الخلافات، لكن من المهم أن نناقشها، ويجب علينا الاعتماد على النقاط المشتركة بيننا في الوقت الراهن».
وأوضح أن موقف موسكو من عملية «درع الفرات» التي يقودها الجيش التركي في شمال سورية، لم يتغير، وهو يكمن في تأكيد ضرورة إجراء أي عمليات قتالية نشطة في أراضي دولة أخرى بموافقة حكومة هذه الدولة فقط.
وتابع: «آمل في أن يعدل الجانب التركي مواقفه مع تطور تعاوننا في الشؤون السورية».
وشدد قائلاً: «في هذا السياق لا مجال لأي نقاش، ولاسيما لأننا والأتراك نقول بوضوح: إن الحديث يجب أن يدور حول الحفاظ على وحدة أراضي سورية وسيادتها».
وأضاف: إن موقف موسكو لا يتغير فيما يخص ضرورة إشراك أكراد سورية في عملية التسوية السورية. وتابع أن موقف أنقرة في هذا الموضوع أيضاً يبقى ثابتا، لكن هناك حوارا جاريا حول الموضوع بين الطرفين، لافتاً إلى أن موسكو ترفض تصنيف «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية في شمال سورية كتنظيمين إرهابيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن