سورية

بعد هجمات الجمعة.. دول غربية ترفع مستوى التأهب وتحصي إرهابييها في سورية والعراق

يبدو أن الغرب كان ينتظر الهجمات والتفجيرات الإرهابية يوم الجمعة الماضي في كل من الكويت وتونس وفرنسا، ليقتنع أو يعترف بأن خطر الإرهاب لا يستثني أحداً، فبدأت المصادر الغربية الأمنية والمتابعة تتحدث عن أرقام إرهابييها الذين انضموا للمجموعات الإرهابية في سورية والعراق.
فرفعت الحكومة الإسبانية درجة حالة ومستوى التأهب ضد الإرهاب إلى الدرجة القصوى 4، رغم وجود تقارير رسمية وتنبؤات أمنية استخباراتية قديمة بهذا الشأن بالنسبة لإسبانيا، لتكشف صحيفة «البايس» الإسبانية عن مقتل 25 إرهابياً أغلبهم من المغاربة المقيمين في إسبانيا خلال قتالهم إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق أو في عمليات انتحارية إرهابية.
على حين حددت أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية هويات 473 جهادياً فرنسياً موجودين حالياً في سورية والعراق، إضافة إلى 119 جهادياً فرنسياً آخر قتلوا في المعارك، كما عاد 217 جهادياً آخر إلى فرنسا.
وتقول أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية وفق ما نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر وصفته بالقريب من الملف، إنه وإذا أضيف للجهاديين الموجودين حالياً في سورية والعراق والذين قتلوا في المعارك أو عادوا إلى فرنسا، فإن عدد الجهاديين الفرنسيين يرتفع إلى نحو 1800.
وعلى الرغم من أن هؤلاء لا يشاركون جميعاً بالضرورة في القتال، ولاسيما النساء بينهم، فإن عودتهم إلى فرنسا بعد أن يكونوا قد ازدادوا تطرفاً وتمرسوا بميادين المعارك، تثير قلقاً كبيراً لدى السلطات الفرنسية.
وفي السياق، وجه القضاء الفرنسي تهماً إلى 8 أشخاص بالارتباط بشبكات إرهابية في سورية، وذلك ضمن ثلاثة تحقيقات منفصلة.
وقال المصدر: إن أحد الموقوفين وجهت إليه تهمة «الانضمام إلى عصابة أشرار بهدف المشاركة في نشاطات إرهابية» وأودع السجن، وهو شقيق أول «جهادي» فرنسي تتم إدانته وحكم عليه في 2014 بالسجن 7 سنوات.
وفي الملف الثاني بخصوص خلية أخرى في سورية، وجهت السلطات القضائية اتهامات إلى 4 فرنسيين من شمال البلاد، بينهم اثنان أودعا السجن والآخران أطلق سراحهما مع إبقائهما قيد المراقبة القضائية.
وبخصوص التحقيق في الشبكة الثالثة، فقد اعتقل المتهمون فيها في منطقة كان (جنوب شرق) وهم شقيق وشقيقة وزوجة رشيد رياشي الذي توجه إلى سورية في 2012. ووجه القضاء إليهم تهمة «الانضمام إلى عصابة أشرار بهدف المشاركة في نشاطات إرهابية». وقد أطلق سراح الشقيق والشقيقة مع إبقائهما تحت المراقبة القضائية، في حين أودعت الزوجة السجن بانتظار محاكمتها.
إلى ذلك، نقلت صحيفة «البايس» الإسبانية عن تقارير أمنية خاصة لقوات أمن الدولة الإسبانية تمكنت من الحصول عليها قولها: «إن 25 جهادياً إسبانياً، 6 منهم إسبان والباقي من المغاربة المقيمين في إسبانيا قتلوا إما في عمليات انتحارية أو من خلال انخراطهم بصفوف تنظيم داعش في سورية والعراق ومشاركتهم في القتال وقتل وسفك دماء مئات الأبرياء المدنيين في هذين البلدين».
وأشارت التقارير الأمنية إلى «توجه 114 إرهابياً من إسبانيا إلى سورية من أجل الالتحاق بتنظيم داعش وأغلبيتهم العظمى من المغاربة، وعودة 25 آخرين، ووضع 15 إرهابياً في السجن وإطلاق سراح البقية أغلبيتهم نساء وأطفال مع الإبقاء على وضعهم تحت المراقبة الأمنية».
وأوضحت التقارير الأمنية «أن مدن كتالونيا وسبتة ومليلة تعد الأخطر بسبب فوران وهيجان الفكر المتطرف وخلاياه الموجودة بشكل غير عادي فيها»، لافتةً إلى أن قوات الأمن المختصة تقوم برصد تحركات أكثر من 200 متطرف مشتبه به، ولكن يتساءل أحد كبار ضباط الأمن الوطني الإسباني وفق التقارير «أنه حتى الآن عاد فقط 25 إرهابياً من سورية والعراق إلى إسبانيا فماذا سيحدث لو عاد ما عدده 2500 إرهابي مع العلم أنه لمراقبة شخص واحد لمدة 24 ساعة يتطلب الأمر على الأقل وضع 40 عنصر أمن من أجل أداء هذه المهمة».
(سانا- أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن