ثقافة وفن

خمس طرق للتعبير عن الحب

| مها محفوض محمد

الشعور بأن هناك من يحبك هو الحاجة الطبيعية والأساسية للكائن البشري فمن المهم اعتياد إرضاء هذه الحاجة بشكل دائم أي على مدار أيام العام وليس فقط في يوم عيد الحب أو الفالنتاين الذي أصبح ينتظره الكثير من العشاق أو المحبين واعتباره فرصة للبرهان على الحب ولفت انتباه الشريك لكن إذا كان هناك اختلاف في وجهات النظر فقد يصبح يوم الفالنتاين يوماً صعباً يعكس خيبات وكيديات متراكمة على مدار السنة لذلك فإن انتظار هذا اليوم ليس كافياً لعدد كبير من الناس بل الأهم هو التعبير عن الحب طوال أيام السنة، تلك هي اختلافات في الإدراك الحسي لهذا الأمر.

وبحسب المحلل النفسي الفرنسي غاري شامبان هناك من المحبين من لا يعرفون كيفية التعبير عن حبهم بلغة يفهمها الآخر فالاختلاف باللغة وطريقة التعبير قد يكون مصدراً كبيراً للخلاف بين الحبيبين أي قد يكون الحب كبيراً جداً بينهما لكن ما من طريقة للتعبير عنه يفهمها الآخر لذا السبيل الوحيد هو أن تتعلم لغة الحب الخاصة بالشريك أي أن تصبح متعدد اللغات في هذا الحب للتعبير عن الحب باللغة الأكثر فهماً عند الحبيب وهكذا يصبح عيد الحب من يومياتنا.
وبهذه المناسبة يؤكد شامبان وجود خمس طرق أساسية للتعبير عن الحب أولاً: التأكيد الدائم على رغبة اللقاء والتوق للشريك وأن يبدي كلا الاثنين تعلقه بالآخر وتمسكه به، ثانياً: الهدايا صغيرة كانت أم كبيرة من صنع اليد أو شراء يجب أن تستخدم الهدية كدليل نزيه وليس مكافأة أو تعويضاً أو شكراً بل لتكون مفاجأة وإظهار الاهتمام.
ثالثاً: تمييز اللحظات النوعية وليس الكمية ثم إضفاء القيمة لكل لحظة سعادة نقضيها معاً وقد تكون لحظات النوع هذه صامتة المهم أن نكون معاً 100%.
رابعاً: تأدية الخدمات أي أن يتساعد الشريكان وأن يكون أحدهما مفيداً للآخر والمقصود هنا العطاء دون التلقي فقط بحيث يحقق له الراحة ويمنحه السرور حتى بالسؤال عما يفرحه؟ أي معرفة الاستماع للآخر وأن يكون يقظاً له حريصاً عليه.
خامساً: أن ينعم الشريكان بلحظات ملاطفة وتذوق اللحظة الحاضرة باكتشاف لغة الجسد بتأنٍ لأن التأني في ذلك عنصر أساسي.
وبهذه المناسبة نشرت الصحافة الفرنسية في إحدى صفحاتها الثقافية مقتطفات بعنوان: «أجمل رسائل حب لكبار الكتاب الفرنسييين» منها رسالة فيكتور هوغو إلى حبيبته جولييت درويه اللذين كان حبهما محفوفاً بالعواصف والشقاق لكن فترات القطيعة كانت قصيرة مرفقة بغضب ورقة وتعطف كبير وحب حارق يقرأ في تلك الرسالة التي كتبها لها عام 1833 يقول فيها: «هل تذكرين يا حبيبتي ليلتنا الأولى ليلة «ثلاثاء المرفع» لا شيء حتى الموت لن يمحي مني هذه الذكرى أنا متأكد، فكل لحظة من تلك الليلة تمر بخاطري الآن الواحدة تلو الأخرى كنجوم تعبر أمام باصرة الروح، أجل كان عليك أن تذهبي لحفلة الرقص لكنك آثرت البقاء بانتظاري، مسكين ملاكي، كم تختزنين من الجمال والحب، لقد كان الصمت المخيم على غرفتك رائعاً وفي الخارج كنا نسمع باريس تضحك وتغني… وجوه مستعارة تجوب الشوارع مع صراخ وضجيج كبير لكن بعيداً عن زحام الاحتفال خبأنا في الظل احتفالنا اللطيف، لباريس كانت نشوتها المزيفة ولنا نحن كانت الحقيقية».
ومما كتبت سيمون دوبوفوار إلى جان بول سارتر (العاشقان اللذان عاشا علاقة غريبة على مدى أكثر من نصف قرن تأرجحت بين الحرية المطلقة والتعلق الهائم المتقد) في إحدى رسائلها له: حبيبي لقد أهديتني رحلة جميلة ومنحتني حياة سعيدة مملوءة بالحب فكل ما أجده من سعادة سببه أنك موجود ومن دواعي حظي أن أحب بهذا القدر شخصاً أشعر معه بالأمان، شكراً لرسالتك وللأشياء الجميلة التي عبرت عنها فاهتاج لها قلبي، اعلم أن هناك من يحبك بقوة، أنتظر رسالتك السبت القادم وسأهرع إلى البريد لاستلامها، أحبك.
ومن رسائل ستاندال إلى حبيبته في العام 1819 كتب يقول: «ملأت قلبي وعالمي أحبك حتى آخر يوم من حياتي وإذا استدعت الحاجة أن أقتل من أجل رؤيتك فسأصبح قاتلاً».
وفي العام 1796 كتب نابليون بونابرت إلى جوزفين يقول: حين أضع يدي على قلبي أرى صورتك تخفق فيه، الموت دون أن تكوني حبيبتي هو عذاب النار فأنت لديّ عالم لا يمكنني تفسيره، لا أرى الأرض جميلة إلا لأنك تسكنينها، أحبك كل يوم أكثر وأحب كل شيء فيك، قبلة على فمك وأخرى علي قلبك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن