ثقافة وفن

افتتاح عروض فيلم «عرائس السكر» .. حكاية طفلة مصابة بمتلازمة «داون» وعلاقتها بالمجتمع

| وائل العدس

افتتحت المخرجة سهير سرميني عروض فيلمها «عرائس السكر» بدار الأسد للثقافة والفنون بحضور رسمي وفني وشعبي، وهو من تأليف ديانا فارس، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما.
ويرصد الفيلم حكاية طفلة مصابة بمتلازمة الداون والظروف الحياتية التي تمر بها وعلاقتها بعائلتها وبالمجتمع، ويشارك في الفيلم نخبة من الممثلين السوريين هم: سلمى المصري، ولمى إبراهيم، وغادة بشور، ونجلاء الخمري، وعدنان أبو الشامات، والطفلة مروة الجابي، وعربي غيبة، إضافة إلى المغني سامر كابرو.

وتبدأ أحداث الفيلم من وقت بلوغ الطفلة وما يطرأ عليها من تغيرات فيزيولوجية، ويرصد تفاعل الطفلة مع الشخصيات التي حولها وكيفية تعاطي المجتمع معها.
ويعتبر الفيلم حالة فريدة لأنه يرصد قصة تطرق للمرة الأولى في السينما السورية والعربية وخاصة ما يتعلق بالقضايا الإنسانية، على حين نجحت السينما العالمية بملامسة القضية في عدة أفلام.
وأخذ الفيلم حيزاً كبيراً من الوقت حتى وصل لمرحلة النضوج بعد إخضاعه للعديد من الدراسات العلمية لتكتسي أحداثه بالواقعية بعيداً عن الفانتازيا السينمائية، لتتبناه المؤسسة العامة للسينما بعد عدة ظروف إنتاجية.
ويعتبر هذا الفيلم التعاون الثاني بين المخرجة والكاتبة بعد الفيلم التلفزيوني «لكل ليلاه» الذي تناول حكاية ثلاث شابات في العشرينيات من العمر يجمع بينهن المعهد الرياضي للياقة البدنية، لكن لكل واحدة منهن حياتها وطريقتها وظروفها الخاصة.
قال مراد شاهين مدير المؤسسة العامة للسينما إن مؤسسته تقدم فيلمها الروائي الطويل «عرائس السكر» عن شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، تعمل على الأخذ بيد هذه الشريحة والتعريف بهمومها وهواجسها وآمالها وضرورة تفاعل المجتمع معها والعمل على دمجها في مختلف مناحي الحياة العامة.
وأضاف: يدخل الفيلم في عوالم هذه الطبقة الاجتماعية الشديدة الخصوصية سابراً لهذه العوالم ومعرفاً بها وبمدى خصوصيتها وضرورة النظر إليها من جوانب مختلفة.

رسالة إنسانية
أكدت مخرجة الفيلم لـ«الوطن» أن عملها يحمل رسالة إنسانية اجتماعية سامية، وهو الأول من نوعه في السينما العربية، حيث تم تناول مثل هذه الحالات لكن ربما بمحور ما من العمل السينمائي وليس بموضوع الفيلم ككل، ويكون عادة بأداء ممثلين محترفين، وأردفت: لكن بطلتي في هذا الفيلم هي مروة الجابي وعندها حالة «داون»، ورغم حالتها تحدت وأبدعت، فهي أولاً بطلة سباحة تم تكريمها في الأولمبياد العلمي إضافة إلى مواهبها العديدة.
وقالت: يطرح الفيلم الكثير من التفاصيل عبر حكاية مروة وكيف أن شأنها شأن أي فتاة طبيعية من الناحية الفيزيولوجية وكيف يمكن أن ينظر إليها كأنثى من ضعاف النفوس رغم حالتها المرضية، إضافة إلى معاناتها في البيئة والمدرسة والمجتمع، وفيلمي خاص بعوالم الأطفال الذين نستطيع باهتمامنا ورعايتنا أن نصنع منهم أشخاصاً فاعلين في المجتمع وحسب قدرات كل واحد منهم.
وشددت سرميني أن الفيلم يحمل جرأة، حيث يجسد ما يتعرض له هؤلاء الأطفال من مشكلات في المجتمعات، وهو رسالة إنسانية للجميع بضرورة الرعاية بهم والاهتمام بمواهبهم وقدراتهم ليكونوا فاعلين في المجتمع وحسب إمكانية كل واحد منهم، فنحن من خلال الفن نستطيع أن نعالج الكثير من القضايا الإنسانية بشفافية وجرأة عالية.
واختتمت بالقول: نحن هنا لنقول إننا على قيد الحياة وبالفن نقاوم الحرب والإرهاب ونعيد صياغة مجتمع متحضر فالبناء ليس بالحجارة فقط بل بناء نفوس وضمائر.

حب أمومي
وأكدت النجمة سلمى المصري أنها فتحت خطاً للتواصل مع مروة منذ اليوم الأول، ما خلق لديها حالة من الحب على مراحل، لدرجة أنها باتت تناديها «ماما» أثناء التحضيرات والبروفات، وأشارت المصري إلى أنها أحبت مروة لأنها لطيفة وذكية وسريعة الفهم، مضيفة إنها تشعر بسعادة وراحة عندما ترى هؤلاء الأطفال لأنهم طيبون وبريئون وبعيدون عن الكذب والغش. وأشارت إلى أنها لعبت في الفيلم دور أم الطفلة «مروة»، ومن خلال الفيلم نبدأ مع مروة منذ سن البلوغ، ونوضح كيفية تعامل الأم معها ومدى تعلق الطفلة بأمها، وكيف تعلم الأم ابنتها لتحافظ على نفسها، إضافة إلى نظرة المجتمع لهذا النوع من الأطفال، قائلة: بالمختصر دوري هو الأم المحتضنة للطفلة والمتفهمة لها والمؤثرة في حياتها.
عفوية وبراءة

الطفلة مروة الجابي لم تكن بعيدة عن عين الإعلام، بل انخرطت بالحديث العفوي والبريء بلهجة لا تخلو من الثقة بالنفس، وقالت لـ«الوطن»: لم أكن خائفة من الوقوف أمام الكاميرا، بل مسرورة جداً، ولم أجد صعوبة في حفظ دوري، ووجهت شكرها لأختها «ثريا» التي ترافقها ولكل شقيقاتها وأشقائها، وللمخرجة سرميني ولكل الممثلات وخاصة الفنانة سلمى المصري.
يذكر أن الجابي كان عمرها «24 عاماً» عندما صورت الفيلم عام 2012، وقد شاركت في عدة بطولات للسباحة محلياً وإقليمياً ودولياً وحصدت الكثير من الميداليات الملونة، آخرها في دورة شنغهاي الصينية.
كما أنها طبيعية في تصرفاتها وسلوكها وناجحة في التفاعل مع الآخرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن