سورية

أنباء عن وصول وفد الجمهورية العربية السورية إلى العاصمة الكازاخية.. و البحث جار في تفاصيل مشاركة الأردن باجتماع أستانا … في رسالة لأنقرة وواشنطن.. موسكو تطالب بـ«تنسيق دقيق ووثيق» مع الجيش السوري

| وكالات

وسط أنباء عن وصول الوفد الحكومي الرسمي إلى العاصمة الكازاخية للمشاركة في اجتماع «أستانا 3»، طالبت روسيا أمس كافة الأطراف التي تقاتل التنظيمات الإرهابية في سورية بتنسيق «دقيق ووثيق» مع الجيش العربي السوري، في إشارة موجهة إلى تركيا والولايات المتحدة، كاشفةً من جهة أخرى، أن الاجتماع المزمع عقده في العاصمة الكازاخية أستانا يومي الأربعاء والخميس سيبحث «تثبيت وقف إطلاق النار» الذي وقعت عليه الحكومة السورية والميليشيات المسلحة.
وحسب صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فقد «وصل وفد الجمهورية العربية السورية إلى أستانا لحضور الاجتماع الذي سيعقد الأربعاء والخميس المقبل».
في الأثناء، أكد رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف أن أهم الأولويات في سورية هي مكافحة الإرهاب، مبيناً أنها تتطلب تنسيقاً أكبر بين الأطراف المعنية مع الأخذ بالاعتبار سيادة سورية ووحدة أراضيها.
وفي مؤتمر صحفي مع نظيره المنغولي تسينديين مونخ أورغيل عقداه بالعاصمة الروسية موسكو، أشار لافروف إلى أن «القضاء على الإرهاب هو الهدف الرئيسي لكافة القوى الخارجية العاملة في سورية»، لكنه أوضح أن تحقيق هذا المهمة في ظل وجود هذا «العدد الكبير» من الجهات الناشطة في سورية، يتطلب «تنسيقاً دقيقاً ووثيقاً» لخطواتها على الأرض، وخاصة مع قوات الجيش العربي السوري. وذكّر بأن كافة اللاعبين الخارجيين من دون استثناء، أكدوا صراحةً وأكثر من مرة، احترامهم لـ«سيادة ووحدة الأراضي السورية»، مبيناً أن هذه التأكيدات انعكست في «قرارات الأمم المتحدة التي تخص حل الأزمة السورية».
واستطرد لافروف قائلاً: «هؤلاء الذين يشاركون في هذه العمليات (الخاصة بمكافحة الإرهاب) بشكل مباشر، عليهم تنسيق خطواتهم انطلاقاً من المبادئ التي ذكرتها». ومن دون أن يذكر تركيا أو الولايات المتحدة، أضاف قائلاً: إن «ذلك يتعلق بعملية الباب وكذلك بمستقبل منبج والرقة وغيرها».
وأوضح أن مكافحة الإرهاب تعتبر السبب الأساسي الذي توجهت بسببه الحكومة السورية إلى روسيا لتقديم المساعدة لمكافحة التهديدات الإرهابية، مشيراً إلى أن بلاده اتفقت على التوصل إلى تفاهم مع تركيا وإيران على التعاون لـ«إيجاد اتفاق بين الحكومة والمعارضة لوقف إطلاق النار وتوحيد الجهود لمواجهة داعش وجبهة النصرة»، وأضاف «لهذا السبب، ومن موقف تفعيل مكافحة الإرهاب وتقوية هذه القاعدة، اتفقنا مع إدارة (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما، لكن للأسف أثبتوا أنهم غير قادرين على تحقيق ما تم الاتفاق عليه»، لكنه أشار إلى أن روسيا تنوي إيجاد تعاون وثيق مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، وأضاف «نأمل بأن نظرته (ترامب) للإرهاب بأنه الشر المطلق، وهذه المعايير هي المحور الأساسي الذي يوحدنا».
وبدوره، أعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن لافروف سيبحث مع نظيره الأميركي ريكس يلرسون خلال اتصالات قد تجري بينهما في ألمانيا هذا الأسبوع عدة موضوعات بينها الأزمة في سورية وقضايا ثنائية وإقليمية.
وتطرق لافروف في مؤتمره الصحفي إلى اجتماع «أستانا 3»، مبيناً أنه سيضم الأطراف ذاتها التي شاركت في الاجتماع الأول، وبالصيغة نفسها التي جرى بها، أي بمشاركة البلدان الضامنة الثلاثة «روسيا، إيران وتركيا»، إضافة إلى «ممثلين عن الحكومة السورية ومجموعات المعارضة المسلحة التي انضمت إلى اتفاق وقف إطلاق النار». ولفت إلى أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا مدعو لحضور الاجتماع، كما أشار إلى توجيه دعوة للولايات المتحدة لحضور اللقاء بوصفها عضواً مراقباً.
كما أكد حضور الأردن، والذي لم يكن جزءاً من اجتماع «أستانا 1»، مبيناً أن هذه الدولة تتمتع بتأثير على ميليشيا «جيش الإسلام» وبعض المجموعات في الجبهة الجنوبية، واعتبر أن ذلك يمثل «أهمية كبيرة» في هذا الإطار. وأكد أن المحادثات جارية لتحديد تفاصيل مشاركة الأردن في لقاء «أستانا 3».
وأوضح بوغدانوف في تصريح للصحفيين أن اجتماع «أستانا 3» يهدف إلى «تثبيت نظام وقف الأعمال القتالية على أساس الاتفاقات التي وقعت عليها حكومة سورية وفصائل المعارضة المسلحة»، مشيراً إلى أن مجموعات مسلحة أخرى انضمت إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية بما في ذلك تلك المنتشرة جنوب سورية. وأوضح أن المحادثات في اجتماع «أستانا 3» ستجري بصيغة مكتملة، وقال: «بناء على التجربة الإيجابية في اجتماع أستانا الأول جرى التأكيد على عقد اجتماع أستانا الثالث »، مبيناً أن وفد الحكومة السورية سيشارك في اللقاء الجديد بالتشكيلة نفسها التي حضرت الاجتماع السابق، على أن يترأس الوفد كما في المرة الأولى رئيس الوفد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، لكنه ألمح إلى إمكانية تعديل وفد المجموعات الإرهابية، إذ قال «يجري استكمال وضعه حالياً». وبين أن الأردن سينضم إلى وفود روسيا وتركيا وإيران إلى أستانا، حيث تلعب هذه الدول الثلاث دور الضامن لاتفاق وقف الأعمال القتالية، الذي دخل حيز التنفيذ في 30 كانون الأول، وشدد على أن الدول الأربع «تؤثر بشكل بناء على عملية تعزيز الهدنة». ولم يوضح بوغدانوف مستوى مشاركة واشنطن في الاجتماع المقبل، مبيناً أن القرار متروك للإدارة الأميركية، لكنه لفت إلى أن السفير الأميركي لدى كازاخستان مثّل بلاده خلال «أستانا 1».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن