رياضة

اللعب النظيف

| ناصر النجار

قد تكون شهادتي مجروحة بلجنة الإشراف على الدوري الممتاز، إلا أن الحقيقة تقال إن اللجنة تقوم بعمل جبار وهي تقود الدوري إلى بر الأمان بأحسن صورة.
والنجاح الذي حققته اللجنة حتى الآن مبعثه العدالة بين الفرق، فوضعت اتحاد الكرة على مسافة واحدة من جميع الأندية ومن جميع كوادر اللعبة.
ولم يكن هناك أي فرصة لتمرير أي مخالفة أو سوء تصرف دون أن تواجهها العقوبة المنطقية المستحقة، ولا أخفي سراً إذا قلنا إن اللجنة لم يكن همها (فرم) الأندية أو المخالفين، بل كانت تسعى لعقوبات تربوية غايتها إصلاحية، فتعاملت مع الكثير من الحالات بروح القانون، وأكثر الحالات مثالاً في هذا الشأن مباراة الفتوة والنواعير ولو أراد اتحاد الكرة ولجنة الانضباط تطبيق القانون الصارم لكانت العقوبات بحق نادي الفتوة أقسى، ولكن المراد من العقوبة إعادة الأمور إلى مجراها الصحيح.
والغاية من العقوبات المنوعة التي أصدرتها لجنة الإشراف آتت أكلها في الأسبوع الثامن الذي جاء نظيفاً دون أي مخالفة تذكر أو أي حالة طرد، والإنذارات المسجلة في هذا الأسبوع تحديداً كانت الأقل فرفع الحكام الصفراء (26) بطاقة فقط، وهذا مؤشر إيجابي على تفاعل الأندية كوادر ولاعبين مع القرارات الاحترافية الجديدة وتفاعل الجمهور الكروي مع فرقه تشجيعاً ومع القوانين التزاماً وانضباطاً وهذا بشكل عام يدل على حالة صحية بدأت تظهر معالمها في ملاعبنا ولها أسباب عديدة، قد يكون أهمها أن الحكام أدوا المباريات بثقة واقتدار دون أخطاء مؤثرة على المباريات، ومنها أن أغلب الفرق صاحبة الأرض فازت فلا حاجة للوم أحد على الخسارة لا أقول هنا إن المخالفات ستنعدم في الدوري، إنما أعتقد أنها بدأت بالانحسار، وأن الجميع بات مقتنعاً أن الشغب لن يجر على النادي إلا أذيال الخيبة والعقوبة والأذى.
شكراً لكل الجماهير التي صفقت للفائز وواست الخاسر، وشكراً لكل اللاعبين الذين تعاونوا مع طواقم التحكيم، والأمل أن يستمر هذا المشهد بشكل دائم في كل المباريات لتتحول إلى كرنفالات رياضية جميلة، وكلامنا اليوم نوجهه تحديداً إلى جمهوري تشرين وحطين في المواجهة التنافسية الكبرى التي نتمنى أن تنتهي كما تبدأ بالسلام والعناق والقبلات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن