ثقافة وفن

ورشة مفاتيح الدخول إلى عالم الطفل والاحتياجات النمائية … الحداد: الطفولة أكثر من تأذى في الأزمة.. وحمايتها واجب وطني لحماية سورية ومستقبلها

| سارة سلامة

نظم المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة دورة تدريبية بعنوان «مفاتيح الدخول إلى عالم الطفل والاحتياجات النمائية»، ضمن الدورات المجانية التي يقيمها المركز حول موضوعات دليل الرعاية الأولية للأطفال لغير المختصين وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء يستهدف فيها متدربين من المجتمع المحلي بكافة شرائحه. وكان الهدف الأساسي من الدورة التي اختتمت أمس التعريف باحتياجات الأطفال وحقوقهم وقوانين عالمهم ومساعدة الأهل على فهم طبيعة أطفالهم، وذلك منذ الولادة حتى عمر ثماني سنوات، للمساهمة في تطوير شخصياتهم بشكل متكامل والتعريف بالمنظور الشمولي التكاملي في تنمية الطفولة المبكرة، وتفحص مواقف عالم الكبار من الطفل واتجاهاتهم وتعريف المشاركين بأهمية دورهم في تلبية احتياجات الأطفال.

حماية مستقبل سورية

وأكدت مديرة المركز الإقليمي كفاح الحداد أن «أهمية هذه الدورات تأتي من كونها موجهة للمجتمع المحلي لأن الطفولة هي أكثر مرحلة تأذت بالأزمة وكان من واجبنا كمركز إقليمي أن نكون ليس فقط حامين للطفل في المرحلة الراهنة وإنما حمايته من تبعات الأزمة»، مضيفةً إن كل أسرة تقوم برعاية أطفالها في المنزل بطرق مختلفة وحمايتهم ربما من الأذى فقط، ولكن الطفل كائن بشري حساس والطفولة من أكثر المراحل المؤثرة في حياة الإنسان فإذا ما قمنا بحماية الطفل وتربيته وتنمية ما لديه بشكل كبير فنحن نقوم بحماية سورية ومستقبلها».
ونوهت الحداد إلى «أن التوجه للمجتمع المحلي مهم جداً في هذه الفترة لكي نستطيع تربية الطفل تربية صحيحة ونحمي مستقبل سورية لأن مصلحتنا نحن كأهل وأكاديميين حماية الطفل، ويجب أن يكون هناك شراكة كبيرة مع المجتمع المحلي ومع أهل الأطفال للوصول إلى ثقافة تواكب المستجدات لحماية الطفل»، مبينةً أن «الهدف الآخر هو نشر الوعي المجتمعي للنهوض بواقع الطفولة المبكرة وحماية الطفل السوري من أهم أهداف المركز».
وأوضحت الحداد أن «من قانون إحداث المركز هو إعطاء شهادات للناس الذين خضعوا للدورات، ولكن هذه الشهادات لا تعتبر شهادات خبرة وإنما شهادات مشاركة، وذلك بعد مرور المتدرب على الأقل من 50 إلى 100 ساعة نظرية يمكن أن يحصل على شهادة المشاركة».

تكوين شخصية الطفل
وأكد الموجه الأول في وزارة التربية الأستاذ محمد عصفور أن: «وزارة التربية أولت الطفولة المبكرة أهمية كبيرة لما لها من أهمية وفعالية في تنمية شخصية الطفل من جميع النواحي، وعندما نقوم بتكوين شخصية الطفل تكويناً إيجابياً نستطيع أن نبني جيلاً ومستقبلاً يكون قادراً على تحمل مسؤولياته من خلال هذه الدورات ومن خلال متابعته رياض الأطفال والمدرسة».
وأضاف عصفور إن «الطفولة ومرحلة ما قبل المدرسة، والطفولة المتوسطة، والطفولة المتأخرة، وكل مرحلةٍ لها خصائصها الفيزيائية والفيزيولوجية والاجتماعية والنفسية والانفعالية، وكنت سعيداً عندما وجدت شرائح مختلفة من المجتمع المحلي وآلية دمجهم مع الفعاليات الاكاديمية والتربوية من وزارة التربية ومديريات التربية في محافظات القطر مع أولياء التلاميذ، والتعرف على الايجابيات والسلبيات والعمل على تجاوز السلبيات وتعزيز الإيجابيات للمساهمة في تكوين طفل مثالي تربوي أخلاقي اجتماعي».

استثمار للمستقبل
وبدورها قالت المدرّبة في المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة ردانة سلامة إنه: «يجب علينا في هذه الأزمة أن نضيء على موضوع الطفولة المبكرة، لأن هناك جيلاً كاملاً لا يعرف إلى أين يتوجه، ويجب علينا أن نزرع بأطفالنا الأشياء الجميلة وهكذا يكون من السهل علينا أن نعمل لمستقبل آمن ومستقبل مزهر ومشرق، لأن الاستثمار في الطفولة المبكرة هو استثمار للمستقبل، ومن هنا انطلقت أهمية الدورات لأنها تعتمد على دليل الرعاية الأولية وهو دليل لغير المختصين للمجتمع المحلي ومن الأهمية التوجه إلى هذه الشريحة وهذه الفئة من المجتمع، واستطعنا منذ اليوم الأول أن نترك بصمة عند عدد كبير من هذه الفئة من المجتمع».

الحاجة للمعرفة أكبر
وأفاد أحد المنتسبين لهذه الدورة الدكتور ماهر قتلان بقوله: «شاركت في هذه الدورات لأنها تهتم بصحة الطفل واعتقد أن الطفل ليس موضوعاً طبياً فقط، أي ليس تغذية أو لقاحات وإنما له كينونة نفسية واجتماعية لا بد من معرفتها ومعرفة كيف نتكيف مع أطفالنا ونكون أيضاً مدربين ونأخذ هذه المعلومات وننقلها للمجتمع».
وعبرت إحدى المشاركات الدكتورة صفاء أبو فخر- هندسة حواسيب وأتمتة عن أنها: «شاركت في الدورة لأنني عندي اهتمامات بالسيكولوجيا وخصوصاً بالأطفال، وازداد اهتمامي بعد أن أصبحت أماً فهنا تصبح الحاجة للمعرفة أكبر، وعندما قرأت الإعلان استهواني بشكل كبير وكنت حريصةً دائماً على المشاركة في هذه المجالات وبحثت مراراً عن كتب استفيد منها، والجميل في هذه الدورات أنها تتم على أيدي أناس مختصين من شأنهم إرشادنا على النهج الصحيح».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن