ثقافة وفن

صُنّاع الدراما في الظل وتقنيات وراء النجاح … غيبور لـ«الوطن»: في الوقت الراهن نأخذ خمس الأجر الذي كنا نأخذه قبل الأزمة

|سوسن صيداوي

سلسلتنا عن فنيي الدراما أو من هم صنّاع الدراما لم تنته، فما زال الحديث غنياً عن كثير من الاختصاصات التي لا يعلم بها مُشاهد المسلسلات الذي لا يخطر حتى بباله التفكير بأهمية عرض الأسماء وكم تبلغ أعمالهم من صعوبات وتتطلب جهداً وتعباً، ولا يمكن التفكير بالتقليل من شأنها لأنها ركن مكمّل لجملة الأركان والأسس التي يقوم عليها المسلسل الدرامي، ومن بين الاختصاصات المعقدة يمر في شارة المسلسل اسم المنتج أو إدارة الإنتاج، وهذا الاختصاص يعود إليه تحقيق التوازن الاقتصادي والفني في سير العمل وتحقيق الخلاصة النهائية للمسلسل، وعن الكثير حول هذا الاختصاص كان لصحيفة «الوطن» لقاء أشرف غيبور أحد العاملين في هذا المجال.

إدارة الإنتاج
الكثير من أهل الاختصاص ومن يتعامل معهم في هذا المجال، يعتبر أن الإنتاج أو إدارته هو مسؤولية بحد ذاتها وهي من كبرى المسؤوليات، لأن فيها كما ذكرنا أعلاه متابعة اقتصادية ومتابعة فنية للعمل والمقصود هنا للمسلسل الدرامي، وبرأي أهل الاختصاص ليست هي مجرد حسابات ومواعيد وأرقام وأموال بل هي إبداع تؤثر في كل الاختصاصات الأخرى، ولكن ما نحن بصدده هو الحديث عن إدارة الإنتاج أو الإنتاج بحد ذاته، الذي هناك جهل كبير بمعرفة ماهية عمله، ولكن وباختصار، التسميتان تصبان في قالب واحد، فليس من اختلاف بينهما إلا من حيث متابعة الخطط والتوجيه بين الإدارات في هيكلية الشركات الكبيرة، فالغاية واحدة وهي ببساطة تحويل النص الورقي أو السيناريو إلى شريط مصور، إذاً الأمر في غاية الصعوبة لأنه من واجبات مدير الإنتاج أن يكون ملماً بكل تفاصيل المَشاهد المطلوب تصويرها ثم مونتاجها، إضافة إلى الكثير من العمليات التي توصل الصورة إلينا، فمدير إدارة الإنتاج ليس بالضروري حضوره في مواقع التصوير بل يكتفي بإعطاء توجيهاته لمدير الإنتاج، وهنا أشرف غيبور الذي تحدث عن نفسه وأعماله قائلاً: طبعاً تسميتي المهنية حالياً مدير إدارة إنتاج دراما وسينما، وبالطبع أنا خرّيج كلية الإعلام جامعة دمشق، وأعمل في التلفزيون السوري منذ عام 1994، وكنت بدأت بمهنة الإنتاج منذ عام 1996، والبداية كانت بالإنتاج من خلال مسلسل حمام القيشاني للمخرج هاني الروماني، بعدها وفي عام 1997 قمت بإدارة الإنتاج لبرامج في التلفزيون السوري سواء أكانت (المنوعات والوثائقي والمهرجانات والأنواع الأخرى كافة)، ومن أعمالي أيضاً: الواهمون للمخرج سمير حسين، بنات العيلة للمخرجة هند ميداني، نبتدي منين الحكاية للمخرج سيف سبيعي، وأجزاء من البرنامج الشهير خلق الله، ومسلسل عالم الألوان للمخرج أيمن حمادة، وكحل العيون للمخرج نبيل شمس، ومسلسل غفلة الأيام للمخرج طلال محمود. هذا إضافة للأعمال السينمائية منها ثلاثة أفلام سينمائية مع السينما الإيرانية وهي باسم: فيلم الغرباء- فيلم طريق النجاة- فيلم ألحان بلادي.

صعوبات معرقلة‏
هناك الكثير من العاملين في الدراما وهم من صناعها ورغم أنهم يحملون عبأها ويؤدون واجبهم على أكمل وجه إلا أنهم يعانون كثيراً من الإنتاج ومشكلاته، وطبعاً من يعود إليهم الإشارة بإصبع الاتهام هم الجهة المنتجة بحد ذاتها، وليست الجهة المخولة بإدارة الإنتاج، فالمنتج هو من يحدد ما يحتاج إليه العمل الفني من ميزانية مالية، وعلى إدارة الإنتاج العمل تحت الهامش المحدد، الأمر الذي ينعكس في النهاية سلباً على الفنانين والفنيين بالمجمل، هذا إضافة إلى ما يتم عليه التعامل في الأوساط الفنية من اختيار أشخاص ليس لهم من الخبرة والتجربة الدرامية شيء وأصبحوا مديري إنتاج، وهنا أيضاً المتهم شركات الإنتاج نفسها لأنها تسعى إلى اختيار من يعمل بأجرة قليلة، وعن المشكلات الأخرى تحدث غيبور: بكل أسف وفي الوقت الحالي يتمّ تناسي هذه المهنة وأهميتها من القيمين عليها، وربما بنظري يعود السبب إلى قلّة عدد المتخصصين في هذه المهنة الحساسة، علماً أنه يصعب على الآخرين سواء أكانوا مخرجين أم مصوّرين أو حتى ممولين أن يقوموا بها، وأيضاً من الصعوبات التي تواجهنا حالياً، أن بعض شركات الإنتاج في سورية تقوم بإنتاج الأعمال الدرامية غير النموذجية ولا توجد بها تقاليد عمل حقيقية، ومن ثم هذا الشيء أثر في مستوى الدراما السورية ما جعلها تسير إلى الوراء، إضافة إلى انخفاض الأجور فنحن في سورية وفي الوقت الراهن نأخذ 1/5 من الأجر الذي كنا نأخذه قبل الأزمة، ولذلك معظمنا يسعى إلى تأمين فرص عمل خارج سورية، وفي النهاية الأمر الذي لا بدّ لي من ذكره أن أسس وتقاليد العمل الدرامي هي حالياً من خلال مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي، وكذلك مؤسسة سورية الدولية وهذه حقيقة نلمسها من واقع العمل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن