سورية

ايرولت يعمل على تخريب محادثات جنيف.. غوتيريس متشائم: الحل في سورية ليس قريباً.. وظريف يحذر واشنطن من إرسال قوات برية إليها

| وكالات

على حين أظهر الأمين العام للأمم المتحدة تشاؤماً حيال إمكانية تسوية الأزمة السورية خلال المستقبل القريب، حذرت الدبلوماسية الإيرانية من عواقب التدخل الأميركي على الأرض في سورية.
وتلاقت على هامش وخلال جلسات مؤتمر ميونيخ للأمن، الأزمة الأوكرانية مع الأزمة السورية مع مخاوف الدول الأوروبية من تقارب روسي أميركي على حساب أمنها، وضغط واشنطن على بقية حلفائها بـ«حلف شمال الأطلسي» «الناتو» من أجل رفع نفقاتها الدفاعية.
وجاء المسؤولون الإيرانيون إلى ميونيخ وفي بالهم تعزيز أواصر الحوار مع نظرائهم الخليجيين من أجل ضمان الأمن الإقليمي بعيداً عن تهديدات إدارة دونالد ترامب.
وألقى أنطونيو غوتيريش ظلالاً من الشك على مفاوضات جنيف المقبلة عندما أظهر عدم ثقته في إمكانية حل الأزمة السورية في المستقبل القريب. ورأى في كلمته خلال مؤتمر ميونيخ أن «السلام في سورية يصبح ممكناً، فقط عندما تدرك جميع الأطراف أنه لا يمكن لأي منها أن يحقق النصر»، وأعرب عن اعتقاده في أن هذا الإدراك غير موجود حالياً، وأضاف: «لذلك، لست متفائلاً بخصوص حل النزاع السوري في القريب العاجل».
وربط الأمين العام للأمم المتحدة بشكل كامل بين تحقيق الانتصار على تنظيم داعش، واجتراح حلول سياسية شاملة لأزمتي العراق وسورية.
وبدوره، حاول وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت في كلمته تخريب محادثات جنيف، عبر المطالبة بأن تتطرق إلى مسألة انتقال السلطة في سورية، علماً أن الدعوة الأممية للمفاوضات تحدثت عن عملية سياسية فقط، من دون أدنى إشارة إلى مسألة الانتقال السياسي.
وعشية انطلاق مؤتمر ميونيخ، حذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من خطط الإدارة الأميركية لإرسال قوات برية إلى سورية لأن من شأنه تأجيج نيران التطرف في المنطقة وزعزعة الأمن على الصعيد العالمي. وقال في مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار: إن «وجود قوات أجنبية على أراضيها (سورية) يعد توجيهاً للمجموعات المتطرفة لاجتذاب المزيد من الإرهابيين»، معتبراً أن غزو أميركا للعراق أسفر عن إيجاد تنظيم داعش، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترف بذلك عندما قال: إن «داعش صنيعة الحكومة الأميركية».
وشدد ظريف على أن «تسليح الجماعات الإرهابية في سورية كان أكبر خطأ ارتكب من قبل الدول الأوروبية»، وأضاف «لا يمكن تكرار هذه التجربة»، واستطرد معتبراً أن «الأشخاص ذاتهم الذين سلحوا داعش قاموا بتسليح الجماعات الإرهابية، وهم ذاتهم الذين سلحوا (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين، وهم الأشخاص ذاتهم الذين أوجدوا وسلحوا تنظيم القاعدة».
وحول تواجد حزب اللـه اللبناني في سورية، أشار ظريف إلى أن ذلك تم بطلب من الرئيس بشار الأسد وبهدف الحيلولة دون تمدد الإرهابيين إلى لبنان. وأوضح أن جميع دول المنطقة بما فيها إيران والسعودية لديها مصالح مشتركة في إنهاء الأزمات، والحل الوحيد لليمن وسورية والبحرين والدول الأخرى سياسي، وإيران مستعدة للتعاون مع أي دولة في المنطقة لإنهاء الاضطرابات.
وهيمنت قضية العلاقات الروسية الأميركية على كلمات المسؤولين أمام مؤتمر ميونيخ.
وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في أن تقوم علاقات بلاده مع الولايات المتحدة «على البراغماتية والاحترام المتبادل وإدراك المسؤولية الخاصة عن الاستقرار العالمي»، واصفاً التوتر في العلاقات بين روسيا والغرب بأنه «ضرب من الشذوذ». وشدد على أن روسيا «لا تبحث عن النزاعات مع أحد، لكنها قادرة على حماية نفسها على الدوام». ورفض الاتهامات الموجهة لروسيا بمحاولة نسف النظام الليبرالي العالمي. وفي أقوى مرافعة يقدمها وزير روسي لإقامة علاقات روسية أميركية أكبر من تلك القائمة بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، قال لافروف: «بلدانا لم يشهدا أي نزاع مباشر بينهما، وعلاقاتهما اتسمت بالصداقة عوضاً عن المواجهات». وأضاف: «قيام العلاقات البناءة بين بلدينا يصب في صالحهما، لاسيما وأن قرب الولايات المتحدة منا لا يقل عن قرب الاتحاد الأوروبي من روسيا، حيث لا يفصل بين بلادنا والولايات المتحدة في مضيق بيرنغ سوى أربعة كيلومترات فقط»، وكشف سياسة روسيا حيال واشنطن بمقولة مختصرة: «نحن سنستعد للتعاون السياسي والاقتصادي والإنساني مع الولايات المتحدة بقدر ما هي ستكون مستعدة للتعاون معنا».
وسبق أن كشف لافروف أن نظيره وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أعرب عن استعداده لدعم عملية أستانا، وذلك خلال لقائهما على هامش اجتماع وزارء خارجية دول مجموعة العشرين في مدينة بون الألمانية.
أما نائب الرئيس الأميركي مايك بينس فقد سعى إلى طمأنة الأوروبيين. وأكد أن واشنطن ستبقي روسيا تحت «نظرها» وقيد المساءلة رغم بحث الرئيس ترامب عن أرضية مشتركة جديدة في العلاقات مع موسكو. وأضاف: أن واشنطن لن «تزعزع ارتباطها» والتزامها مع المؤسسات عبر المحيط الأطلسي، وقال: «الولايات المتحدة تدعم بقوة الناتو»، لكنه قال إن الحلفاء عليهم دفع حصتهم العادلة للمساهمة في دعم الناتو، مشيراً إلى أن كثيرين يفتقرون «لمسار واضح وجدير بالثقة» للقيام بذلك.
وسبق لوزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون ديرلياين، أن حذرت الولايات المتحدة من طرح مبادرة منفردة وعقد اتفاقيات ثنائية مع روسيا من دون التشاور مع «الناتو».
وأيدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل العمل المشترك مع روسيا في الحرب ضد الإسلاميين المتشددين، وإن اعتبرت العلاقات الأوروبية الروسية بمثابة «تحد».
وشددت ميركل على أن الإسلام نفسه ليس مصدراً للإرهاب. وقالت إن من المهم جداً إشراك الدول الإسلامية في الحرب ضد المتشددين.
والتقت ميركل رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم حيث بحثا مسألة تطوير العلاقات على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية، وأقرا ضرورة التحرك المنسق والمشترك لحل أزمات المنطقة وخاصة أزمتي سورية والعراق.
وطالب يلدريم المستشارة الألمانية ببذل المزيد من الجهود وإظهار كافة أنواع التعاون مع أنقرة للقضاء على المنظمات الإرهابية التي تهدد أمن أوروبا وتركيا، لافتاً إلى أن منظمات إرهابية مثل داعش وحزب العمال الكردستاني وامتدادها السوري المتمثل في حزب الاتحاد الديمقراطي، إضافة إلى منظمة غولن، كلها على درجة واحدة من الخطورة ولا توجد منظمة أفضل من الأخرى بين هذه المنظمات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن