رياضة

فضيحة باريس

| محمود قرقورا

تبقى كرة القدم لغزاً محيراً، وجماليتها أن أي مباراة عرضة للتغير والتبدل وليست بمنأى عن المفاجآت صغيرها وكبيرها.
لكن بعض المباريات لا يصدق المتابع النتيجة التي ستؤول إليها تماماً كما حدث مع الصحفيين الإنكليز الذين تلقوا عبر الفاكس نتيجة منتخبهم في مونديال 1950 أمام أميركا والتي انتهت بهدف أميركي لدرجة أن البعض من المتعجرفين ذهب بهم الخيال إلى فوز منتخبهم 10/1 وأن الرقم واحد سقط سهواً من المراسل لكن الحقيقة تقول إن أميركا فازت بهدف فجرَّ الإنكليز أذيال الخيبة مرددين: لو ذات سوار لطمتني.
يوم الثلاثاء الفائت تقابل باريس سان جيرمان وضيفه برشلونة في ذهاب دور الستة عشر للشامبيونزليغ والأمر لم يتوقف عند النتيجة الرقمية الكبيرة للنادي الباريسي التي قوامها رباعية نظيفة مع الرأفة بل إن الغياب شبه التام لبرشلونة داخل أرضية الملعب بداية من ميسي وسواريز ونيمار وانتهاء باللاعب الأكثر خبرة القائد إنييستا ترك علامات استفهام كبيرة، فكلهم كانوا أشباحاً وأشباه لاعبين، ومعظم الحوارات الثنائية كانت لمصلحة باريس سان جيرمان، فانتهكت حرمة برشلونة ونشر غسيله في حديقة الأمراء.
هذه الفضيحة توازي الخسارة أمام بايرن ميونيخ بالنتيجة ذاتها في ذهاب نصف النهائي 2013 وحينها اكتملت الفضيحة بالنتيجة الكارثية بين الفريقين ذهاباً وإياباً والبالغة 7/صفر.
ما أشبه اليوم بالأمس! فعام 2013 كان نهاية حقبة البرشا مع غوارديولا مبتدع فريق دريم تيم(2) الملأى بالألقاب والإبداعات فلكل بداية نهاية ولكل أجل كتاب.
هذا العام هو الأخير للمدرب لويس إنريكه الذي لا يمكن بحال من الأحوال تجاهل ما قدمه المدرب من لحظات لا تنسى من الصخب الكروي المرصع بالميداليات البراقة والألحان الكروية الشجية العذبة التي صفق لها العالم أجمع.
جمهور المستديرة في العالم قاطبة ينتظر رد فعل البلوغرانا بثلاثيه الأشهر الذي وصفه الكثيرون بمثلث برمودا، على فضيحة باريس وخاصة أنه ما من ناد استطاع ترميم هذا الفارق المروع الذي حدث 185 مرة في هذه المسابقة وكل المهزومين رفعوا الراية البيضاء.
الكلمة الفصل ستكون في الثامن من الشهر المقبل والمطلوب رد فعل يحفظ ماء الوجه لكن ما هو مؤكد أن هزات البرشا مع إنريكه بدأت منذ السوبر المحلية والأوروبية 2015 عندما تلقى الفريق ثمانية أهداف خلال 72 ساعة فقط أمام إشبيلية وبلباو ومن يومها لم تجد المشكلات الدفاعية سبلاً للحل!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن