رياضة

آفات أخرى

خالد عرنوس : 

 

ذكرنا في الأسبوع الماضي عبر هذه الزاوية أن الإرهاق الذي يعانيه اللاعبون هو أحد آفات كرة القدم الكثيرة وإذا كان بعضها قد يضفي الكثير من الجمالية والإثارة حول اللعبة ويزيد بشعبيتها الأولى فإنه بالمقابل هناك بعض الأمور التي نشهدها فوق المستطيل تسيء للعبة وتبعدها عن المنافسة الرياضية الخالصة والروح التي تميزها وتضعها ضمن الإطار غير الشريف.
هذا الكلام نسوقه بعدما شاهدنا التصرف المشين الذي قام به لاعب منتخب تشيلي غونزالو خارا ضد مهاجم الأروغواي إدينسون كافاني عندما استفزه بحركة لا أخلاقية، وأكمل مسلسله الرديء بتمثيل السقوط وكأن لاعب السيليستي ضربه بسكين عندما قام بالرد بطريقة عفوية، ومن سوء حظ كافاني فإن الحكم البرازيلي ريتشي رأى المشهد الأخير فكان من الطبيعي أن يرفع بطاقة حمراء هزّت أركان بطل أميركا الذي تأثر وخسر بالنهاية المباراة ولقبه.
طبعاً لم تكن حركة مدافع اللاروخا الذي عوقب فيما بعد بحرمانه 3 مباريات رسمية الأولى وقد عرف عن عدد من اللاعبين القيام بحركات مشابهة لاستفزاز الخصوم ومن ثم إبعادهم من الملعب ولنا فيما حصل بنهائي مونديال 2006 بين ماتيراتزي وزيدان مثال مازال حياً، وأيضاً هناك بعض الحالات في بطولات أقل شأناً وكان أبطالها السلبيون من الأسماء الشهيرة أمثال فالديراما وغاسكوين وغيرهما.
وبعيداً عن الأخلاق الرياضية التي ترفض هذه التصرفات مثلما تنكر الرد بالمثل إلا أن السؤال المهم الذي يتبادر إلى الذهن..
من يعوض اللاعب المتضرر عن تصرف كهذا؟، والأهم من يعوض فريقه عن خسارته لمباراة أو بطولة في حال كانت حالة الطرد لها تأثير مباشر؟ فعلى سبيل المثال خسرت فرنسا كأس العالم، وهاهي الأورغواي تجرد من لقبها.
قد يخفف قرار إيقاف اللاعب (خارا) عن اللعب ثلاث مباريات من معاناة كافاني وقد يريحه على الصعيد الشخصي لكن ذلك لن يكون سهلاً على جماهير الأورغواي التي نقمت ليس على اللاعب المذنب فحسب بل امتد غضبها إلى منتخب تشيلي والحكم وإلى اتحاد الكونمبيول.
كنا عندما نتابع مثل هذه التصرفات في بعض مباريات الأحياء الشعبية أو حتى في مباريات على صعيد بلدنا نستهجن ونبدي احتقارنا لكل من يقوم بمثل هذه التصرفات البذيئة على الرغم من أن عدد الذين شاهدوا الفعل المشين لا يتجاوز أصابع اليدين وربما عشرات على الأكثر في حين جاءت فعلة (خارا) في مكان وزمان ترقب فيه الكاميرات كل حركة وكل همسة ولمسة تجري على أرض الملعب وهنا الطامة الكبرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن