سورية

الحــرب على «النصــرة» متواصلــة في القابون وأنباء عن مشاورات بين المسلحين للتسليم

واصل الجيش العربي السوري أمس لليوم الثاني على التوالي استهدافه لجبهة النصرة والميليشيات المتحالفة معها في حي القابون وبساتين برزة البلدة شمال شرق العاصمة، وكبدها خسائر فادحة، على حين ردت النصرة وحليفاتها باستهداف أحياء سكنية بدمشق ومحيطها ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى، وسط أنباء عن مشاورات بين ميليشيا «جيش الإسلام» ومسلحي القابون وبرزة للاتفاق مع الدولة بقصد التسليم.
وواصل الجيش استهداف الميليشيات المسلحة في غوطة دمشق الشرقية، رداً على خروقات تلك الميليشيات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ أواخر العام الماضي.
وتحدثت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن أن الجيش العربي السوري استهدف مواقع «النصرة» جنوب جامع الهداية في المنطقة الواقعة بين القابون وحي تشرين بصواريخ أرض- أرض قصيرة المدى، إضافة إلى استهدافه «النصرة» في محيط جامع الشيخ جابر بقذائف المدفعية الثقيلة.
وأشارت المصادر إلى أن عدد الصواريخ الأرض- أرض قصيرة المدى التي استهدف بها الجيش «النصرة» وحليفاتها في القابون وحي تشرين بلغ 17 صاروخاً حتى عصر أمس.
وذكرت المصادر أن الجيش استهدف مواقع «النصرة» في القابون وحي تشرين وبساتين برزة بقذائف مدفع الـ57 مم و120 مم.
مصدر ميداني في منطقة القابون وبحسب المصادر تحدث عن «مقتل 7 مسلحين وجرح العشرات إثر الاستهدافات المركزة للجيش السوري على مواقع وغرف عمليات تنظيم «جبهة النصرة» في القابون وحي تشرين»، مشيراً إلى أنه «يتم نقل المصابين إلى مشاف ميدانية في عربين وحرستا عبر الأنفاق التي تربطهما بالقابون».
في المقابل، تحدث نشطاء على «فيسبوك» عن استشهاد امرأة وإصابة 4 أشخاص آخرين إثر سقوط قذائف هاون أطلقها مسلحون على حي التجارة ومحيطه في دمشق، بينما، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أنه «ارتفع إلى اثنين هما رجل ومواطنة، عدد الشهداء الذين قضوا جراء سقوط عدة قذائف على مناطق في حيي التجارة والعدوي وسط العاصمة ظهر اليوم (الأحد)».
على خط مواز، تحدث نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن «معلومات أولية عن تفاوض بين ميليشيا «جيش الإسلام» وفريق من مسلحي برزة وذلك للاتفاق مع الدولة بقصد التسليم»، مشيرين إلى أنه «يتم الآن بحث الشروط النهائية».
على صعيد متصل وبحسب المرصد قامت ميليشيا «فيلق الرحمن» باعتقال أبو عمر دمشق قائد ميليشيا «جند العاصمة» التابع للفيلق ذاته في حي جوبر الدمشقي، «دون معلومات حتى اللحظة عن سبب وطبيعة هذا الاعتقال».
ويقع حي القابون شمال شرق دمشق يجاوره شرقاً حرستا وعربين، وشمالاً حي برزة وبساتينها، وجنوباً حي جوبر وكان السوريون سابقاً ينطلقون منه ويتوافدون نتيجة تواجد كراجات القابون التي كانت تعد نقطة انطلاق البولمانات.
وكان الحي سابقاً يتبع لغوطة دمشق الشرقية بريف دمشق كتنظيم ويتبع له اليوم إدارياً حي تشرين ويقدر عدد سكانه قبل الأزمة بمئة ألف نسمة على حين لا يتجاوز الآن الآلاف ولا توجد حصيلة دقيقة لمن بقي في الحي.
ويعد حي القابون من أوائل الأحياء التي خرجت بها مظاهرات ضد الدولة السورية وأيضاً من أوائل المناطق التي وصلها السلاح وتم استخدامه ضد رجال الأمن حيث استشهد تسعة رجال أمن في الشهر العاشر من عام ٢٠١١ برصاص مسلحين في الحي واستُخدم الحي في الشهر السابع من عام ٢٠١٢ كقاعدة انطلاق للمسلحين للهجوم على دمشق فيما سمي آنذاك بـ«بركان دمشق» وتم إسقاط أول مروحية للجيش السوري في منطقة القابون نتيجة استهدافها برشاش 14.5 ومنذ ذلك الوقت تم فرض طوق حول الحي حتى هذه اللحظة.
ودخل الحي مطلع عام ٢٠١٣ في مصالحة هشة جداً تم خرقها مئات المرات من قبل المسلحين داخل الحي وحسب المعلومات فإن الحي يسلكه نفق يربط الغوطة الشرقية بحي برزة ويقع تحت سيطرة «النصرة».
وتتحكم فعلياً «النصرة» بحي القابون وذلك بعد اندماج كتيبتي «أنصار الشريعة» و«المنتصر بالله» وإعلانهما مبايعة أبو محمد الجولاني في شباط من عام ٢٠١٦ كما شهد الحي اندماج ميليشيات «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» تحت مسمى «تجمع ثوار القابون» في أيار من عام ٢٠١٦.
وتحدثت مواقع المسلحين عن أن الجيش وجه لهم إنذاراً قبل أيام وذلك لخروج المسلحين من الحي وعودته إلى كنف الدولة إلا أنهم رفضوا ذلك وأعلنوا الاستنفار في نقاطهم وقاموا باستهداف نقاط الجيش في المنطقة على حين تحدثت مصادر عن حشود للجيش على أطراف الحي تحسباً لأي خيار جديد، على حين تواردت أنباء عن إطلاق الجيش السبت عملية عسكرية في حيي برزة البلد والقابون.
وفي الغوطة الشرقية واصل سلاح الجو التابع للجيش استهدافه لمواقع الميليشيات المسلحة في دوما، حيث بلغت 6 ضربات جوية، وذلك رد على استهداف المسلحين مواقع الجيش وضاحية الأسد بحرستا بقذائف الهاون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن