رياضة

قمّة الأرجنتين والبارغواي كتاب مفتوح في كوبا أميركا…أحلام أرجنتينية وإصرار بارغوياني

ستكون جماهير الكرة العالمية عموماً واللاتينية على وجه الخصوص على موعد مع معرفة الطرف الثاني الذي سيلعب نهائي النسخة الرابعة والأربعين لمسابقة كوبا أميركا عندما تتقابل الأرجنتين مع البارغواي انطلاقاً من الثانية والنصف فجر الغد بعدما لعبت تشيلي مع البيرو فجر اليوم، ويعد اللقاء بمنزلة الكتاب المفتوح لمدربي الفريقين ذلك أنهما تقابلا في المباراة الأولى وسيطر التعادل بهدفين لمثلهما علماً أن الأرجنتين أخذت الأسبقية بهدفين خلال الشوط الأول، وبناء عليه فإن تاتا مارتينو ورامون دياز وكلاهما عقل مفكر أرجنتيني سيكون أمام امتحان شاق للظفر ببطاقة النهائي التي تعني الكثير لكليهما قبل جماهير المنتخبين.

المنتخب الأرجنتيني يبدو مرشحاً لاقتلاع بطاقة العبور والفوز باللقب الأول منذ عام 1993 وهذه ستكون أجمل هدية يقدمها ليونيل ميسي ورفاقه إلى الجماهير التي لم ترقص التانغو كما يحلو لها خلال الألفية الثالثة، ومتى تحقق ذلك فإن ميسي سيشعر بارتياح تام ويكون على أهبة الاستعداد لاستقبال الموسم الكروي المقبل، بينما المنتخب البارغوياني الذي دخل البطولة غير مرشح للعب أدوار متقدمة أو الفوز باللقب، ولكن الشخصية القوية التي أظهرها المنتخب والروح العالية التي تحلى بها اللاعبون جعلت الجماهير تتوقع منه كل شيء على مبدأ أن كرة القدم تعطي من يعطيها ويخلص لها، وبالتأكيد فقد أخلص لاعبو البيروخا للكرة فكانت مطواعاً لهم، لدرجة أن النقاد أصبحوا ينظرون إلى هذا المنتخب على أنه الحصان الأسود الذي لا يستسلم، ينظرون إليه على أنه قادر على العودة أياً كان المنتخب الذي يواجهه، والسؤال الآن: هل ستستمر هذه المعزوفة أم إن المنتخب الأرجنتيني سيعيد خصمه إلى أرض الواقع؟

قمة الحقيقة
قبل انطلاق البطولة أشفق المتابعون على دفاعات الخصوم من الرياح العاتية الأرجنتينية بوجود ميسي وأغويرو وهيغوين وباستوري ودي ماريا وتيفيز ولكن هذه الأسماء التي تهز الملاعب الأوروبية طولاً وعرضاً كل أسبوع أخفقت في ترويض دفاعات الخصوم، لدرجة أن نسبتها التهديفية هدف واحد في كل مباراة، فمن يصدق أن هذه الأسماء اكتفت بأربعة أهداف خلال أربع مباريات أمام البارغواي بالذات والأورغواي وجامايكا وكولومبيا، بل إن عديد الفرص ضاعت أمام كولومبيا التي وقف حارسها أوزبينا سداً منيعاً أمام كل المحاولات قريبها وبعيدها، كما أن ليونيل ميسي بالذات لم يسجل في أي دور إقصائي منذ أن سجل بمرمى المكسيك في نصف نهائي البطولة عام 2007.
وبناء عليه يرى النقاد أن المباراة ستكون حواراً بين القوة الهجومية الأرجنتينية والصلابة الدفاعية البارغويانية، حيث تميز في دفاع البارغواي أمام البرازيل كل من باولو دا سيلفا عميد لاعبي منتخب بلاده بـ125 مباراة والوجه الجديد برونو فالديز إضافة إلى بابلو غيلار وإيفان بيريز، ولكن هذه الخلطة الدفاعية اهتزت أربع مرات في البطولة كانت اثنتان منها أمام الأرجنتين بالذات خلال الشوط الأول لمباراتهما الافتتاحية.
إذاً نحن أمام مباراة لا تمت بصلة إلى المباراة الأولى حيث اختبار القدرات للأرجنتين وإثبات أن الإطاحة بالبرازيل لم يكن بضربة حظ للبارغواي.
الأرجنتين أخذت الأسبقية قبل خصومها في ثلاث مباريات شهدت أهدافاً، بينما منتخب البارغواي تأخر ثلاث مرات أمام عمالقة القارة الأرجنتين والأورغواي والبرازيل ولكنه كان يستطيع العودة باقتدار، ومن هنا ندرك العزيمة والإصرار البارغوياني مع الإقرار بأن معنويات البيروخا ارتفعت.

صافرة برازيلية
أسندت لجنة الحكام قيادة المباراة إلى الحكم البرازيلي ساندرو ريتشي الذي شاع أنه استبعد من البطولة عقب حالة الطرد التي أشهرها بوجه كافاني، ولكن اللجنة ارتأت حرمان اللاعب التشيلياني خارا ثلاث مباريات واستمرار الثقة بالحكم البرازيلي لقيادة المباراة بين الأرجنتين والبارغواي إلى بر الأمان.
وما دمنا نتحدث عن الصافرة نذكر أن المدرب الأرجنتيني مارتينو يخشى على الثلاثي ميسي وماسكيرانو وأغويرو من البطاقة الصفراء التي تحرمهم من خوض النهائي.

وجهاً لوجه
منتخب البارغواي أحد أربعة منتخبات لاتينية لم تفز على الأرجنتين في تاريخ مباريات كوبا أميركا، والبارغواي تحديداً واجهت الأرجنتين ثلاثاً وعشرين مرة بما فيها المباراة الأولى لهما في هذه البطولة، ففاز أبناء التانغو بثماني عشرة مباراة مقابل خمسة تعادلات والأهداف 70/21 لمصلحة الأرجنتين بالتأكيد.
وتاريخياً لعبت الأرجنتين 181 مباراة في البطولة حققت الفوز في 114 مقابل 36 تعادلاً و31 خسارة، بينما لعبت البارغواي 163 مباراة حققت الفوز في 62 مباراة مقابل 38 تعادلاً و63 خسارة، وهذه المقاربة التاريخية تؤكد الفوارق الشاسعة بين المنتخبين، لكن ذلك لا يمنع استمرار أحلام البيروخا باللقب الثالث والأول منذ 1979 كما أن الأرجنتين تواقة لمعادلة الأورغواي من حيث عدد مرات التتويج بخمس عشرة مرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن