رياضة

النقرش رئيس اتحاد كرة السلة يفتح قلبه لـ«الوطن»: الاستقلالية الفنية موجودة وخسارتنا أمام فلسطين طبيعية

مهند الحسني : 

تعاني السلة السورية الكثير من المنغصات والصعوبات، وجلها يتعلق بشح الإمكانات المادية التي باتت السمة الأساسية للقيادة الرياضية في تعاطيها للعبة الشعبية الثانية رغم النشاط الكبير الذي يوليه الاتحاد الحالي للعبة منذ توليه لمهامه، ونجاحه في المحافظة عليها رغم كل الظروف التي تمر بها البلاد، لكن كرة السلة مازالت تمشي بخطوات عرجاء وغير واضحة، وخاصة على صعيد المنتخبات الوطنية التي اختفى بريقها في عهد هذا الاتحاد، فهل ستشهد السلة السورية نقلة نوعية في الفترة المقبلة، وهل ستزيد القيادة الرياضية دعمها بما يضمن تطور اللعبة، وهل سينجح رئيس مكتب الألعاب الجماعية بتوفير المناخات الملائمة لتطوير اللعبة؟ كلها أسئلة كثيرة طرحتها «الوطن» على رئيس اتحاد السلة جلال نقرش عبر الحوار التالي:

كيف ترى مستوى السلة السورية في الفترة الحالية؟
للأسف مستوى السلة السورية متراجع جداً نظراً لعوامل عديدة منها داخلي ومنها خارجي.
متى نستطيع أن نبني كرة سلة حقيقية ومتطورة؟
عندما تتوافر المقومات لذلك، من استقرار وأموال ومنشآت لممارسة اللعبة في أغلب المحافظات السورية لأن الكادر البشري متوافر رغم الهجرة الكبيرة.
رغم نشاط اتحادكم هناك من يضع العصي في عجلاته فما السبب؟
في كل عمل يوجد من يضع العصي في العجلات، ولكن اتحاد السلة اتحاد قوي ومتماسك، وقادر على تخطي كل الصعوبات ما عدا الأمور المالية التي ليست تحت سيطرته.
أين استقلاليتكم بعدما ألغى المكتب التنفيذي مشاركتنا في بطولة العالم 3/3؟
الاستقلالية الفنية موجودة، ولكنها محكومة بالقرار المالي، فقد قدم الاتحاد للمكتب التنفيذي مقترح المشاركة في بطولة العالم بهنغاريا 3/3 لأن سورية تتمركز في مستوى متقدم في هذه اللعبة، لكن المكتب التنفيذي رفض المشاركة لكون تكاليف المشاركة فيها عالية جداً.
سمعنا أن اللاعب أنور عبد الحي سيكون ضمن فريق عمل الاتحاد فأين هو؟
لقد عرضنا على أنور الانضمام إلى فريق عمل الاتحاد قبل الانتخابات الأخيرة، لكن ظروفه لم تسمح بذلك، ونحن في الوقت الحالي وضمن المعطيات الموجودة لا مبرر لتكبير كادر الاتحاد.
ما سبب غياب الإشراقات عن المنتخبات وماذا عن خسارة فلسطين؟
غياب الدوري القوي يؤثر في ظهور الوجوه الجديدة الموهوبة، إضافة لغياب الطرق المثالية لتحضير المنتخبات، أما بالنسبة لخسارتنا أمام فلسطين فهي أمر طبيعي، العالم يتطور والرياضة فوز وخسارة، نحن تابعنا التطور في مستوى المنتخب الفلسطيني في البطولات السابقة، واليوم ضم إلى صفوفه العديد من اللاعبين الأميركيين والكنديين من أصول فلسطينية، لذلك أمر عادي أن نخسر مع فريق محضر بطريقة أفضل من فريقنا.
لماذا الهيمنة على قرارات الاتحاد من قبل القيادة الرياضية؟
القيادة الرياضية في سورية هي صاحبة القرار المالي، وصاحب القرار المالي بشكل أو بآخر يؤثر في مسار العمل، والمكتب التنفيذي فله نظرة مختلفة وشاملة أكثر تقع على مسؤوليته الحفاظ على الرياضة السورية بشكل عام، وليس على كرة السلة فقط، ونحن كاتحاد كرة سلة أكثر المتأثرين بذلك لأننا لعبة جماعية تكاليف ممارستها عالية، والشارع الرياضي من حقه أن يطالب بنتائج جيدة، خصوصاً بعد أن قارن وضعنا مع وضع دول الجوار، إن الدعم المقدم لكرة السلة في هذه الدول أكبر بكثير مما يقدم لنا، ولكن بالمقابل توجد رياضات فردية في سورية بمستوى أعلى من الدول المجاورة، لذلك أقول إن كرة السلة من أكثر الألعاب المتضررة بالظرف الذي نمر به.
ماذا تتوقع من رئيس مكتب الألعاب الجماعية أن يقدم للعبة؟
الدكتور ماهر خياطة ابن اللعبة، وعاصرها على مدار أربعين عاماً، وأفكاره دائماً مفيدة، ويسعى إلى دعم اتحاد السلة، ولكن بقلة المال والاستقرار أعتقد أنه لن يستطيع أن يقدم الكثير، وستكون الأمور معقدة أكثر إذا استمر الحال الموسم المقبل على المنوال نفسه.
ما دور اتحادكم في وضع حد لتجمع اللاعبين في ناد واحد؟
على الاتحاد أن يتعامل مع كل مرحلة بآلية تتناسب مع الظروف التي نمر بها، ففي المرحلة السابقة شجع الاتحاد على تأمين أكبر قدر من الأندية التي لديها الاستقرار الفني والمادي للاعبين المهجرين من المناطق الساخنة، واغتنم الفرصة لكي أشكر الأندية التي قامت بذلك وعلى رأسها الجيش والوحدة على الدور الذي قاما به، ونحن نشجع أي ناد يرغب في فتح فرص عمل لهؤلاء اللاعبين الصاعدين من فئة الشباب أو الرجال، ولا توجد فرصة لديهم في ناديهم الأم، اليوم عدد الأندية المستقرة قليل، لذلك يجب أن نسعى إلى توزيع اللاعبين المميزين على هذه الأندية كي لا تتجمع في ناد واحد، ونسعى لخلق التوازنات بآليات عادلة سيطرحها الاتحاد في وقتها المناسب.
هل ستبقي على هادي درويش مدرباً للمنتخب بعد نتائج غرب أسيا؟
هذا الأمر متعلق بالاجتماعات في المرحلة القادمة مع لجنة المنتخبات الجديدة التي شكلها الاتحاد، ولجنة المدربين الجديدة وأعضاء الاتحاد، لأننا نعمل كفريق عمل وهذا القرار يجب أن يتخذ بعد مشاورة الجميع.
هل صحيح أنك مقتنع بأنه من أفضل مدربي القطر؟
من المعيب تحميل المدرب نتائج المنتخب، نحن لا نفكر بهذه العقلية الضيقة كي نستطيع أن نقيم عمل المدرب، يجب أن نحلل أولاً كل ما قدم للمدرب من أسباب النجاح أو الفوز من لاعبين أو مجنسين، أو معسكرات خارجية أو مباريات ودية، لكي نستطيع مجاراة الفرق التي نتنافس معها، المدرب هادي درويش من أفضل المدربين السورين الحاليين، ونرفع له القبعة على العمل والجهد الذي قدمه للمنتخب في هذه الأيام الصعبة التي نمر فيها، ثقة الاتحاد كاملة معه.
هل تفكر بتقديم استقالتك في حال لم تقدم القيادة الرياضية الدعم للعبة؟
لا أبداً، لا أفكر بالابتعاد عن ممارسة مهامي كرئيس اتحاد، وخصوصاً أنها تواجه الكثير من العقبات والأمور التي بحاجة إلى حلول، أتمنى أن نصل مع القيادة الرياضية إلى حلول تتناسب مع الوضع المالي، وتضمن استمرارية اللعبة في سورية، ولكن لا أخفيك سراً أن وضعي العائلي والعملي يشكلان ضغطاً كبيراً عليّ، وراودتني فكرة الاستقالة أكثر من مرة، ولن أخطو بهذه الخطوة قبل أن أكون متأكداً من أن الأمور أخذت مسارها الصحيح، وسأبقى خادماً للعبة التي أعشقها إذا بقيت رئيساً لاتحاد السلة أو تحت أي مسمى.
السؤال هل تتوقع أن يلبي الاتحاد الدولي طموحات السلة السورية؟
زيارتي للاتحاد الدولي كانت إيجابية وتربطني علاقة صداقة مع رئيس الفيبا، أتمنى أن أستغل هذه العلاقة من أجل أن تنعكس إيجاباً على السلة السورية، وأنا متفائل بنتائجها التي ستظهر في الفترة القريبة.
هل تتوقع تأييداً من القيادة الرياضة لهذه الخطوة أم هناك من يريد الاصطياد بالمياه العكرة؟
أكيد هذه الخطوة يجب أن تلقى تأييداً من القيادة الرياضية، فحسن العلاقات الخارجية دائماً له دور إيجابي، ولو كانت نتائجه غير ملموسة بشكل فوري، تحتاج إلى وقت وإذا وجدنا تجاوباً من الاتحاد الدولي فهو لمصلحة الرياضة السورية، الأمر الذي يسعد الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن