عربي ودولي

الجبوري يبحث مع بوغدانوف الأوضاع في المنطقة والحرب على الإرهاب .. القوات العراقية تواصل تحرير الساحل الأيمن للموصل … ماتيس من بغداد: لست هنا من أجل نفطكم

بحث رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة والحرب التي يخوضها العراق ضد الإرهاب.
وقال مكتب الجبوري في بيان نشرته وكالة أنباء الإعلام العراقي «واع» إن «الجانبين اتفقا خلال اللقاء في بغداد اليوم (أمس) على أن انفراج الأوضاع والتغيرات الإيجابية في المنطقة سيعزز من أمن واستقرار العراق».
وأكد الجبوري أن الانتصارات التي حققتها القوات الأمنية العراقية على تنظيم «داعش» الإرهابي كسرت شوكة الإرهاب في العراق لافتاً إلى أن انطلاق معركة تحرير الساحل الأيمن من مدينة الموصل هي بمنزلة إيذان لانتهاء وجود التنظيم الإرهابي على الأرض العراقية.
وعبّر الجبوري عن تقديره لمواقف الدول الصديقة الداعمة للعراق في هذه المعركة بما فيها روسيا، معرباً عن أمله بأن يكون للمجتمع الدولي دور أكبر في تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية في العراق ودعم ملف المهجرين وإعادة إعمار المناطق المتضررة من الإرهاب.
من جانبه أكد بوغدانوف حرص بلاده على تفعيل التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين وخاصة في المناطق المحررة من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي منوهاً بالانتصارات التي حققتها القوات العراقية في محاربة تنظيم «داعش».
يأتي ذلك بالتزامن مع وصول وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في زيارة غير معلنة إلى بغداد.
وصرح ماتيس في مؤتمر صحفي، خلال زيارته أن «الكثير يشككون في مستوى الجيش العراقي، ولكن مستوى العمليات يقول إن أداء الجيش جيد للغاية»، مضيفاً إن تهديد التنظيم «لن ينتهي في عشية وضحاها. ندرك أن الحرب ستكون طويلة أمام هذا العدو، ولا أتوقع أن تطلب منا الحكومة العراقية ترك العراق مباشرة بعد تحرير الموصل».
وقال ماتيس: إنه يهدف إلى الحصول على تقييم حديث لمجريات الحرب أثناء زيارته للعراق، التي تأتي بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء معركة استعادة الساحل الأيمن (غرب) الموصل، التي يُحاصر فيها مسلحو التنظيم.
وكان وزير الدفاع الأميركي قال في بداية زيارته للعراق لمجموعة صغيرة من الصحفيين تسافر معه أثناء مناقشة أهداف الرحلة «لسنا هنا من أجل نفطكم»، لينأى بنفسه عن تصريحات الرئيس دونالد ترامب، مضيفاً: «أعتقد أن جميعنا هنا في هذه الغرفة، وكلنا في أميركا ندفع مقابل ما نحصل عليه من غاز ونفط وأعتقد أننا سنستمر في ذلك في المستقبل».
ويذكر أن ترامب قال في خطاب أمام مسؤولين في المخابرات المركزية الأميركية: «كان علينا أن نحتفظ بالنفط (بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في 2003، لتغطية تكاليف احتلاله).. لكن حسناً.. ربما تتاح لكم فرصة أخرى»، وهو التصريح الذي رد عليه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قائلاً: إن نفط العراق ملك للعراقيين حسب الدستور.
وأشار ماتيس إلى أنه لم يطلع على الأمر التنفيذي الجديد الذي تبحثه الإدارة الأميركية حول حظر دخول اللاجئين ومواطني دول ذات أغلبية مسلمة. وأضاف: «لكنني الآن متأكد من أننا سنتخذ خطوات للسماح لمن قاتلوا إلى جوارنا على سبيل المثال بدخول الولايات المتحدة».
وتصريحات ماتيس قد تكون إشارة إلى اختلافاته السياسية مع ترامب، الذي اعترف بأن الأول لم يوافقه الرأي بشأن جدوى التعذيب كوسيلة استجواب. وفي مثال آخر على الاختلاف، نأى ماتيس بنفسه عن وصف ترامب لوسائل الإعلام بأنها «عدو الشعب الأميركي»، قائلاً إنه ليست لديه مشاكل مع الصحافة.
وفي سياق متصل أكد رئيس كتلة «صادقون» النيابية العراقية حسن سالم في حديث لـ«السومرية نيوز» أمس أن انطلاق معركة تحرير الساحل الأيمن من مدينة الموصل لم يكن مرضياً للولايات المتحدة ومن ثم فهي تسعى إلى استبدال تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق بقواعد لها لضمان مصالحها، موضحاً أن واشنطن كانت تسعى بكل قوة لإطالة أمد وجود التنظيم الإرهابي في العراق من خلال إلقاء الأسلحة له وتهريب متزعميه وتسهيل تنقلاتهم بين المناطق.
ووصف سالم زيارة وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إلى العراق بأنها غير مرحب بها وقال: إن «جميع أوراق واشنطن وأساليبها باتت مكشوفة لدينا ونعلم جيداً ما تريده من العراق والمنطقة وان جميع تلك الخطط سنكون لها بالمرصاد وسنتعامل مع الوجود الأميركي وقواعدهم في العراق كقوة احتلال شأنها في ذلك شأن تنظيم داعش الإرهابي».
ودعا سالم الحكومة العراقية إلى عدم الرضوخ لإملاءات ماتيس والعمل على دعم القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي القادرين على تحرير كل شبر من العراق.
ميدانياً، تواصل القوات العراقية معركتها لطرد داعش من الموصل، حيث أغارت طائرات الجيش العراقي على مقر لمسلحين أجانب في منطقة الكرابلة غرب الأنبار، فيما باتت هذه القوات على بعد كيلومتر واحد من تلال البو سيف جنوب الموصل، حسب قائد الشرطة الاتحادية.
ودمرت القوات العراقية دفاعات داعش عند أطراف معسكر الغزلاني جنوب الموصل. على حين مجموع ما تحرر خلال اليوم الأول من عمليات الساحل الأيمن للموصل 4 قرى كبيرة و9 قرى صغيرة.
وتسعى القوات العراقية إلى الوصول في المحور الجنوبي إلى معسكر الغزلاني ومطار الموصل، وهي عملياً تبعد 8 كيلومترات من الحدود الإدارية للساحل الأيمن للمدينة.
وقد نشر إعلام الحشد الشعبي خارطة توضيحية لمحاور تقدم القوات باتجاه الساحل الأيمن.
إلى ذلك قضى سلاح الجو العراقي على 20 إرهابياً من تنظيم «داعش» بينهم خبراء متفجرات في غارة على أوكارهم في وادي عكاب بمدينة الموصل العراقية.
(سانا– أ ف ب– روسيا اليوم- وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن