سورية

«الكتلة الوطنية» دعت إلى فصل مسار المباحثات السياسية عن المفاوضات العسكرية عبرت عن تشاؤمها إزاء ما يمكن أن يتمخض عنها … الملحم: «جنيف 4» لن تأتي بشيء بسبب احتكار «العليا للمفاوضات» لتمثيل المعارضات

أعربت «الكتلة الوطنية» المعارضة عن تشاؤمها حيال ما يمكن أن تتمخض عنه الجولة الرابعة من محادثات جنيف المقبلة، واعتبرت أن هذه الجولة «لن يخرج عنها شيء يمكن أن يؤثر في أي شيء نظرا لافتقارها لأدنى مقومات النجاح»، واحتكار «الهيئة العليا للمفاوضات» لتمثيل المعارضات السورية.
وتم إطلاق «الكتلة الوطنية» في التاسع من الشهر الجاري من بيروت بحضور ممثلين عن روسيا والصين وإيران واليابان وألمانيا ورومانيا ودول أخرى، وضمت كلا من الحزبين المرخصين «الشعب» وأمينه العام نواف طراد الملحم، و«الشباب الوطني للعادلة والتنمية» وأمينه العام بروين إبراهيم، إلى جانب «تيار بناء الدولة» الذي يترأسه لؤي حسين، كما وقع على بيان التأسيس ممثل عن «المجلس الوطني» في المنطقة الشرقية، وعدد من الشخصيات المستقلة وجمعيات أهلية جاءت من سورية وغالبيتهم من السويداء والمحافظات الشرقية.
وأكدت الكتلة في بيان تأسيسها الذي تلاه الملحم أن اجتماع أستانا كان إعلانا لنهاية الصراع المسلح على السلطة في سورية، مشددة على أن «مقام رئاسة الجمهورية العربية السورية لا يجوز البتّ فيه في المحافل الدولية، بل تتحكّم فيه الانتخابات النزيهة فقط». وفي تصريح لـ«الوطن» حول «جنيف 4»، قال الملحم «احتكار توجيه الدعوات إلى منصة الرياض هو إفشال لأي عمل سياسي وان كانوا هم يفكرون أن هيئة الرياض تمثل الشعب السوري والمعارضة السورية فهم واهمون».
واعتبر الملحم أن ذلك يأتي «نتيجة الضغوط الأميركية لاعتبار هيئة الرياض تمثل الشعب السوري»، مشيرا إلى «أننا أبدينا وجهة نظرنا وموقفنا للمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا بخصوص الدعوات بأنه لم يمثل فيها الداخل السوري سوى القوى التي لها أجندات خارجية وتنفذ إملاءاتها».
واستبعد الملحم أن يتم توجيه دعوة إلى معارضة الداخل في اليومين المقبلين كما حصل مع «منصة القاهرة»، وقال «الوقت الآن أدرك الجميع.. الوقت لن يسعفهم ولن يسعف من سيدعى».
وبعد أن طالب الملحم بتمثيل «معارضة الداخل» في المفاوضات السورية السورية، ختم تصريحه بالقول «هذا اللقاء لن يجيء بشيء لاحتكار هيئة الرياض لما يسمى المعارضة السورية».
وفي السياق قالت «الكتلة الوطنية» في بيان لها حول «جنيف4» تلقت «الوطن» نسخة منه: إنه «انطلاقا من دعمنا في «الكتلة الوطنية» لجميع الجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة السورية بطريقة سلمية، وبناء على دعمنا لقرار مجلس الأمن 2254، فإننا لا نعارض جلسة المباحثات المزمع عقدها في 23 من هذا الشهر، وذلك بغض النظر عن عدم دعوتنا إليها».
وأضافت: «ومع ذلك فلن نرسل أي مقترحات أو توصيات لهذه الجلسة لقناعتنا أن هذه الجلسة لن يتم فيها شيء ولن يخرج عنها شيء يمكن أن يؤثر في أي شيء نظراً لافتقارها لأدنى مقومات النجاح».
وأكدت الكتلة، أنها تعمل مع جميع الأطراف الدولية والمحلية على أن تكون جلسات جنيف القادمة ذات تأثير جدي وعميق على الواقع السوري باتجاه تحقيق عملية انتقالية بقيادة سورية من «أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومن المجموعات الأخرى»، «على أساس الموافقة المتبادلة»، وذلك وفق بيان جنيف، مهمتها تهيئة البلاد أمنيا وسياسيا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تقبل بها جميع الأطراف، فضلا عن مهمة مواجهة الإرهاب.
واعتبرت الكتلة أنه ولتحقيق هذه الغاية الكبيرة يتوجب «فصل مسار المباحثات السياسية عن المفاوضات العسكرية، أي الاستمرار بمسار أستانا وموضوعه السلاح وأمن السكان في مناطق الجبهات، وعدم إشراك المجموعات المسلحة المعارضة في المباحثات السياسية، وإلا لكان مطلوبا مشاركة المجموعات المسلحة الموالية، واستبعاد الهيئة العليا للمفاوضات لانتهاء مدة ولايتها، ولانسحاب ستة أعضاء رئيسيين منها على الأقل، ولانفراط عقد مجموعات عسكرية ممثلة فيها إما بسبب الهزيمة التامة أو الانحلال في «أحرار الشام» غير الموجودة في الهيئة وغير الموافِقة على العملية الانتقالية بشقيها السياسي والعسكري».
ودعت الكتلة إلى الاستعاضة عن «العليا للمفاوضات» بـ«الائتلاف» المعارض كأحد الأطراف الرئيسية للمعارضة، وإلى ضرورة أن تتمثل في وفد المعارضة أطراف سياسية سورية عديدة ومتنوعة، وضرورة أن تكون القوى والأطراف المشاركة لها طابع سوري وطني، وتواجد حقيقي في الواقع السوري، أي أن يكون فيها أعضاء من أغلب المناطق والقوميات والطوائف والأديان السورية. وقالت أن «القرارات الدولية المعتمدة في رسم مستقبل سورية تقول بوجوب أن يكون الحكم في سورية علمانياً وغير طائفي، وبناء عليه يجب استبعاد جميع القوى والأطراف ذات الطبيعة الطائفية، أو التي يكون جميع أعضائها من طائفة واحدة (كالإخوان المسلمين على سبيل المثال)، وتقتل أو تقبل بقتل وخطف أبناء طوائف أخرى».
وطالبت الكتلة الأحزاب الكردية، حرصا على مشاركتهم في رسم المستقبل السوري بأن «يضموا في صفوف أحزابهم أعضاء من القوميات السورية الأخرى، وأن يهتموا بالدفاع عن حقوق السوريين ومصالحهم بغض النظر عن خلفيتهم القومية، وهذا أساس الدولة العلمانية المحايدة التي يعلنون تمسكهم بها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن