سورية

موسكو: سيتم التطرق للمسائل السياسية في أستانا إذا اقتضى الأمر … «وفد الإرهابيين» اتهم روسيا بالفشل بالتزاماتها.. و«الحر» يعتبر وقف إطلاق النار في سورية «منتهياً تقريباً»

| وكالات

أكدت موسكو أن اجتماع «أستانا» لا يقتصر على بحث القضايا العسكرية في سورية فقط، بل سيتم التطرق للمسائل السياسية مستقبلاً إذا اقتضى الأمر، وأعلنت أنها تنتظر أن تحقق جنيف4 النتائج المرجوة لكي تواصلها في أستانا، في وقت اتهم فيه وفد الإرهابيين الذي شارك في «أستانا» روسيا بأنها فشلت فيما التزمت به من وعود لوقف إطلاق النار، بالترافق مع إعلان ميليشيا «الجيش الحر» أن اتفاق وقف إطلاق النار في سورية «انتهى تقريباً»، بزعم أنه لم يغير من الواقع الذي عملت لأجله.
وفي معرض سؤاله عن إذا ما كان يوافق على تصنيف اجتماع أستانا بأنه تقني عسكري، على حين جنيف يبحث في العملية السياسية، قال مبعوث الكرملين الخاص إلى سورية، ورئيس الوفد الروسي في اجتماع أستانا ألكسندر لافرينتيف، في حوار خاص على هامش محادثات أستانا 2، حسب موقع «الحدث نت» الإلكتروني الداعم للمعارضة: «إن أستانا لا تقتصر على القضايا العسكرية، وفي المستقبل قد تناقش التسوية السياسية إذا اقتضى الأمر». وأضاف لافرينتيف: «علينا انتظار نتائج جنيف4، وإذا نجح المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا في تحريك الحوار السوري من هذه النقطة المتوقفة عندها، فستكون قد حققت نتائج سنواصلها في أستانا». وكان «وفد الإرهابيين» قد شارك في اجتماع أستانا في 23 كانون الثاني يعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين معارضين، وانتهى الاجتماع بإصدار بيان ختامي في 24 من ذات الشهر، أكدت فيه الدول الثلاث الراعية له، على التوصل إلى اتفاق حول إنشاء «آلية ثلاثية» لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار وخروقاته، فيما تحفظ وفد الإرهابيين على البيان. وتابع لافرينتيف، أن «ما تم تحقيقه خلال اجتماع أستانا، يمكن وصفه بالقفزة، ولكن هو خطوة إلى الأمام، وأنه خلال أقل من شهر نأمل في التوصل إلى النتائج المرجوة».
وحول ما يميز اجتماع أستانا عن محادثات جنيف، قال لافرينتيف: «إن المشكلة كانت تكمن في أن المجموعات المعارضة السورية التي كانت تسيطر على مساحة كبيرة من الأراضي السورية مستبعدة من الحوار، ومن مناقشة العملية السورية، سواء في لوزان أم في جنيف أو غيرهما من المدن التي شهدت محادثات حول سورية».
وأشار إلى أن النجاحات التي تم تحقيقها بفضل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان «واستطعنا أن نشكل محادثات أستانا التي تقوم بالعمل المباشر مع من يسيطر على الأرض في سورية، ويتحمل المسؤولية عن الناس المسالمين والمدنيين في هذه المناطق».
من جانبه، قال وفد الإرهابيين الذي شارك في اجتماع أستانا في بيان: «إن روسيا فشلت فيما التزمت به من وعود لوقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين وفك الحصار»، حسب الموقع. وزعم البيان أن القصف على مناطق تمركز التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي تخرق نظام الهدنة في حي الوعر بحمص وحي القابون بدمشق وإدلب ودرعا من قبل قوات الجيش العربي السوري يمثل تقويضاً لمساعي وقف إطلاق النار.
وأضاف: إن «الخروقات تقوّض مشروع وقف إطلاق النار، وتجهز على فرص الحل السياسي، وتعطي الحق للفصائل الثورية بالرد المفتوح على كل اعتداء يجري من قبل النظام وحلفائه على الشعب السوري».
بدوره قال ما يسمى المستشار القانوني لميليشيا «الجيش الحر»، أسامة أبو زيد، في تصريح نقلته وكالة «سمارت» للأنباء المعارضة، أمس: «إن اتفاق وقف إطلاق النار في سورية انتهى تقريباً، لأنه لم يغير من الواقع الذي عملنا لأجله». وأضاف أبو زيد، أنهم أمهلوا روسيا وقتاً طويلاً، كان آخرها المتعلقة بتثبيت وقف إطلاق النار، و«عندما لم يكن الرد جدياً كان لابد من هذا الموقف»، وتابع: «سنرد ولن نبقى متفرجين». وأشار أبو زيد إلى أنهم تواصلوا مع الجانب التركي بشأن البيان الصادر عن وفد الإرهابيين، مشيراً إلى أنهم كانوا «متفهمين وداعمين لموقفنا»، بينما لم يتلقوا أي رد من الروس حتى الآن.
وعن حضورهم مؤتمر «جنيف 4»، قال أبو زيد: «إن الفصائل العسكرية لا تحضر جنيف، إنما ساهمت في تشكيل الوفد ليكون وفداً للكل»، والهيئة العليا للمفاوضات هي من تقرر ذلك»، زاعماً أنه ليس لروسيا مصلحة في جنيف لأنه برعاية المجتمع الدولي.
بموازاة ذلك، نقلت «سمارت» عما سمته مصدراً عسكرياً من ميليشيا «الجبهة الجنوبية»، رفض الكشف عن هويته، قوله: إن المشاورات ما تزال قائمة بخصوص مشاركتها في «جنيف4»، موضحاً أن أعضاء وفد المعارضة لم يبدؤوا بالوصول بعد إلى المدينة السويسرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن