سورية

المقداد: الحكومة السورية تمتلك اليد العليا في العملية السياسية … موسكو دعت الأمم المتحدة إلى تصحيح مسألة عدم توجيه دعوة إلى «منصة موسكو» وأكدت ضرورة «التمثيل المتكافئ» للمعارضة السورية في جنيف

| وكالات

مع اقتراب موعد انطلاق محادثات «جنيف 4» في العاصمة السويسرية اعتبرت دمشق أنها «أصبحت تمتلك اليد العليا في العملية السياسية»، بعد تحرير مدينة حلب الذي شكل انتصارا تاريخيا كبيرا وغير المعادلات الدولية في سورية، في حين دعت موسكو الأمم المتحدة إلى «تصحيح مسألة عدم توجيه دعوة إلى «منصة موسكو» لحضور الجولة الجديدة، ورأت أن التأخير في عملية التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية لا يفيد أحداً.
ويفترض بحسب الدعوات التي وجهها المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا للمشاركة في الجولة الرابعة من محادثات جنيف أن تصل الوفود السورية إلى المدينة السويسرية اعتبارا من يوم أمس لبدء محادثات تشاورية معه، تسبق انطلاق المحادثات الرسمية، في 23 من الشهر الجاري.
ولن يصل وفد الجمهورية العربية السورية إلى جنيف إلا قبل ساعات من الموعد المحدد نظراً لعدم وجود أي حاجة للتباحث مع دي ميستورا بشكل مسبق، ليكون «جنيف 4» بذلك فرصة دي ميستورا الأخيرة، حيث تنتهي ولايته في الثامن من آذار القادم ما لم يمدد له.
وفي حديث لوكالة «مهر» الإيرانية في دمشق أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أمس، أن «تحرير مدينة حلب شكل انتصارا تاريخيا كبيرا وغير المعادلات الدولية في سورية»، مشيرا إلى أن «الحكومة السورية أصبحت تمتلك اليد العليا في العملية السياسية».
وقال المقداد: إن «تحرير حلب من سيطرة المجموعات الإرهابية أفسد جميع برامج أعداء سورية ومن الطبيعي أن هذا التحرير قد غير المعادلات في سورية والمنطقة والعالم وهذا ما أكدته المحادثات الأخيرة في استانا».
وأضاف: إن «الانتصار الكبير في حلب سوف ينعكس حتما على الساحة الدبلوماسية والسياسية»، مشيرا إلى أن هذا الانتصار غير الوضع في سورية نحو الأفضل وهو مقدمة للانتصارات المقبلة فيها وليس المقصود بالانتصارات العسكرية فقط بل يتعداه إلى الانتصارات السياسية والدبلوماسية التي تتحقق كل يوم.
وشدد المقداد على ضرورة مواجهة الفكر التكفيري الذي هو أساس الإرهاب في المنطقة بكل قوة، وقال: «إننا نحتاج إلى مواقف موحدة في مواجهة التدخل الاستعماري وهذا الاتحاد يصبح إلزاميا في مواجهة المؤامرات التي تشهدها المنطقة»، مؤكدا أن سورية رفعت على الدوام شعارات الدفاع عن فلسطين ويمكن القول إن أحد أسباب الهجوم على الشعب السوري من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هو دعم سورية للقضية الفلسطينية وتمسكها بها.
وحول المحادثات السورية الأخيرة التي عقدت في أستانا قال المقداد: إن «الأولوية السورية الآن تكمن في القضاء على الإرهاب الذي تدعمه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبعض دول المنطقة ونركز جهودنا الدبلوماسية في الوقت الراهن لتحقيق هذا الهدف»، معتبرا أنه يجب على الدول المتورطة في الأزمة في سورية أن توقف تدخلها في الشؤون الداخلية لسورية وأن تتعاون معها لمكافحة الإرهاب.
ونوه المقداد بالدور الإيراني الفاعل في الدفاع عن الشعب السوري، وقال: «لا شك أن هناك علاقات متينة بين إيران وسورية وتجمعهما أهداف مشتركة واستراتيجية حيث يجمع البلدين حلف في الحرب على الإرهاب التي تدور رحاها اليوم في سورية»، مؤكدا كذلك أن سورية تدافع عن استقلالها وكرامتها ولن تتراجع أمام الإرهاب وداعميه.
وبعد أن وجه دي ميستورا تحذيرا للمعارضات بقيامه بتشكيل وفد واحد للمعارضات إذا لم تقم هي بذلك، وجه في الثالث عشر من شباط الجاري رسالة دعوة إلى كل من الحكومة السورية و»الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة للمشاركة في «جنيف 4» بدءاً من 20 الشهر لانطلاق المفاوضات في 23 الشهر، بعد أن أعلنت الأخيرة عن تشكيل «وفد المعارضة» عقب اجتماع لها في الرياض في الحادي عشر من الجاري، الأمر الذي اعترضت عليه منصتا موسكو والقاهرة بسبب عدم تضمينهما في الوفد.
وأطاحت دعوة وجهها المبعوث الأممي أول من أمس إلى «منصة القاهرة» كوفد «مستقل»، بآمال «العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض، بأن تكون ممثلاً وحيداً للمعارضات السورية في محادثات «جنيف 4» المقررة في 23 الجاري، وهو الأمر الذي كان سيتكرر أيضاً مع دعوة مماثلة لـ«منصة موسكو» لو لم تعلن «تجميد مشاركتها»، في مؤشر يذهب باتجاه إصرار المبعوث الأممي على تشكيل الوفد الواحد للمعارضات بنفسه، وذلك في الفترة الممتدة ما بين الإثنين وحتى الخميس المقبل موعد المحادثات السورية السورية.
على خط مواز، وحسب وكالة «سانا» للأنباء، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي عقب لقائه وزير خارجية بوركينا فاسو، تأكيده ضرورة التمثيل المتكافئ لجميع مجموعات «المعارضة السورية» خلال محادثات «جنيف4 ».
وقال: «إن مزيدا من التأخير في التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية لا يمكن أن يفيد أي طرف»، منوها باجتماعي أستانا الأول والثاني وتمهيدهما الطريق أمام عقد جولة جديدة من الحوار السوري السوري في جنيف.
وأشار لافروف، إلى أن روسيا لفتت انتباه دي ميستورا إلى ضرورة الامتناع عن اتخاذ «نهج انتقائي» فيما يتعلق بتشكيل «وفد المعارضة» الذي سيشارك في محادثات جنيف، داعياً الأمم المتحدة إلى «تصحيح مسألة عدم توجيه دعوة إلى «منصة موسكو» لحضور الجولة المقبلة من هذه المحادثات.
من جهة أخرى، أعرب لافروف عن أمل روسيا بمشاركة فريق وزارة الخارجية الأميركية الجديد في عملية التوصل إلى حل للأزمة في سورية.
واعتبر وزير الخارجية الروسي وفق الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن تصريحات مبعوث الولايات المتحدة لدى قوات التحالف الدولي بريت ماكغورك حول استحالة التعاون مع روسيا في سورية، لا تعكس موقف الإدارة الأميركية الحالية.
وقال لافروف في معرض تعليقه على تصريحات ماكغورك، الذي تم تعيينه في منصب مبعوث الولايات المتحدة لدى قوات التحالف الدولي من الرئيس السابق باراك أوباما: «إن موقف الإدارة السابقة، وموقف البنتاغون إبان حقبة الإدارة السابقة. وآمل في أن ذلك ليس إلا «قصورا ذاتيا» متبقيا من المقاربات القديمة، لأن السيد ماكغورك هو ممثل الإدارة السابقة».
وذكر لافروف أن تصريحات ماكغورك جاءت قبل يومين خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن. ولفت الانتباه، إلى أن المسؤول الأميركي أشاد بالجهود التي تتخذ في أستانا الكازاخستانية لتسوية الأزمة السورية، لكنه لسبب ما نفى وجود إمكانية للتنسيق العملي بين روسيا والولايات المتحدة في سورية.
وأضاف إنه التقى مؤخرا مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون في بون الألمانية، وبحث معه التعاون في محاربة الإرهاب، التي تعدها إدارة دونالد ترامب من أولوياتها. وأعرب عن أمله في أن تعتمد الجهود الروسية الأميركية المشتركة على مصالح المجتمع الدولي والمصالح الأميركية بقدر أكبر بالمقارنة مع خطوات الإدارة السابقة برئاسة أوباما. وأعاد إلى الأذهان أن إدارة أوباما بذلت جهودا كبيرة لكي تمنع تطبيق الاتفاقات التي وضعها وزير الخارجية جون كيري مع الجانب الروسي من أجل وقف الحرب في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن