سورية

رفضت تصنيف حزب اللـه والحرس الثوري الإيراني على لائحة التنظيمات الإرهابية … وزير الدفاع الروسي: عمليتنا في سورية قطعت الباب على «الثورات الملونة»

| وكالات

أعلنت موسكو أمس أن استخدامها للقوة العسكرية ضد الإرهابيين بسورية أدى إلى إيقاف سلسلة «الثورات الملونة» في الشرق الأوسط وإفريقيا، والتي تعتبر بمنزلة وسيلة للغرب لنشر «الديمقراطية»، على حين أكدت الدبلوماسية الروسية أن عناصر حزب اللـه اللبناني والقوات الموالية لإيران ستنسحب من سورية بعد انتهاء الحرب هناك.
واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن محاولات الغرب إبطاء تشكيل نظام عالمي جديد عادل سيقود إلى الفوضى. وفي محاضرة ألقاها بمعهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية، نبه إلى أن «العلاقات بين الدول تصبح أكثر توتراً»، وشدد على أن «القوة العسكرية أصبحت أداة رئيسية لحل المشاكل الدولية».
وأشاد بعملية بلاده في سورية، معتبراً أنها ساعدت على حل مهمة جيوسياسية تتمثل في قطع سلسلة «الثورات الملونة» في الشرق الأوسط وإفريقيا. وأضاف: «نحن لا نقتل الإرهابيين في أراضي سورية ونحرر هذه الدولة منهم فحسب، بل نمنع الإرهابيين من التوغل إلى بلادنا»، حسبما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.
وأوضح شويغو، وفقاً لموقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن الغرب اعتمد أسلوب «الثورات الملونة» وسيلة لنشر الديمقراطية، والتي يزعم أنها تقوم على إسقاط «الأنظمة غير الديمقراطية» من دون استخدام العنف. لكن الوزير الروسي استدرك مبيناً أن «تحليل الأحداث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يظهر، أن القوة العسكرية جزء لا يتجزأ من «الثورات الملونة»، ومضى مضيفاً: إن «عامل القوة العسكرية حاضر خلال جميع مراحل تصعيد «الثورات» والنزاعات الداخلية التي تؤدي إليها تلك الثورات».
وشرح أسلوب العمل الغربي وفق «الثورات الملونة»، حيث إن تحالفاً من الدول الساعية لإسقاط نظام لا يروق لها في دولة معينة، يبدأ بالضغط على هذا النظام بصورة علنية، لمنعه من استخدام الأجهزة المعنية باستعادة القانون والنظام في أراضي الدولة. وأضاف: «بعد إطلاق المعارضة عمليات عسكرية ضد الحكومة، يبدأ التحالف المذكور بتقديم الدعم العسكري والاقتصادي للمتمردين». وأوضح أن إثارة مثل هذه الأحداث يتيح سحق دول إقليمية لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية معينة، بأقل الخسائر وباستخدام محدود للقوات العسكرية للدول التي تقف وراء تلك الأحداث، وربط استخدام «الثورات الملونة» كوسيلة جيوسياسية بفعاليتها فيما يخص تحقيق أهداف سياسية.
وأشار إلى أن حالة الدول التي شهدت «ثورات ملونة» لا تختلف كثيراً عن الدول التي تعرضت لعدوان عسكري «بالمعنى التقليدي للكلمة». واستطرد: «إذا نظرنا إلى حالة الدول التي انتصرت فيها الثورات الملونة، فمن المستحيل أن تقول إنها، بعد تغيير النظام السياسي، أصبحت تسير في طريق الازدهار والاستقرار بالإضافة إلى تعزز الأمن الإقليمي».
كما نبه وزير الدفاع الروسي إلى أن «الثورات الملونة» تؤدي إلى عواقب عسكرية وسياسية واقتصادية سلبية في مختلف مناطق العالم، حيث تسببت بتغيرات كبيرة في السياسة الدولية وتوازن القوى في العالم والأقاليم، مبيناً أن «يوغوسلافيا، جورجيا، العراق، ليبيا، أوكرانيا، سورية تمثل قائمة غير كاملة للدول التي اُختبر فيها سيناريو الثورات الملونة». وحذر من خطر توسع النطاق الجغرافي لـ«الثورات الملونة».
ولفت إلى أن التشكيلات المسلحة غير الشرعية في الشرق الأوسط، وخصوصاً في سورية تتزود بالأسلحة والذخيرة من الخارج دون انقطاع. وتابع أنه حسب تقييمات وزارة الدفاع الروسية، فقد استولت تلك التشكيلات خلال النزاعات المسلحة في سورية، العراق، اليمن، ليبيا، على قرابة 2450 صاروخاً مضاداً للطائرات محمولاً على الكتف، و1750 صاروخاً مضاد دروع، و650 راجمة صواريخ، وأكثر من 24 ألف لغم من مختلف الأنواع، وما يربو عن 600 طن من المتفجرات.
وشدد الوزير الروسي على أن الطريق الوحيد للتصدي لانتشار هذا الشر، هو التعاون الوثيق للمجتمع الدولي، مشيراً في هذا الصدد إلى النتائج التي حققتها عملية أستانا. وقال: «كما تعرفون، جرت في مدنية أستانا الكازاخستانية أواخر شهر كانون الثاني الماضي، مفاوضات حول سورية بمبادرة رئيسنا»، وأشار إلى أن روسيا تعتبر أن صيغة أستانا قد تصبح «آلية فعالة لتسوية الأزمة السياسية الداخلية» في سورية.
في غضون ذلك، رفض نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون مكافحة الإرهاب أوليغ سيرومولوتوف مطالب إسرائيل تصنيف الحرس الثوري الإيراني وحزب اللـه اللبناني على لوائح التنظيمات الإرهابية.
وأوضح سيرومولوتوف، الذي يزور إسرائيل في مقابلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست»، مواقف بلاده بالقول: «بالنسبة لنا، حزب اللـه جزء من السياسة اللبنانية، ويدعمه قسم كبير من سكان لبنان، وله ممثلون في البرلمان»، كما أشار إلى أن «الحرس الثوري الإيراني» يمثل جزءاً من المنظومة العسكرية في إيران، وأضاف: «لهذا السبب لا يمكن إدراجهما على قائمة الإرهابيين الدوليين». وأصر على ضرورة وضع قائمة موحدة للإرهابيين وإنشاء آلية للرقابة على تنقلاتهم، إضافة إلى تسهيل إجراءات ترحيلهم من بلد لآخر.
من جهة أخرى، أكد المسؤول الروسي الرفيع ثبات موقف بلاده فيما يخص استحالة تسوية الأزمة السورية بالأساليب العسكرية فقط، وأوضح أن إحدى الخطوات الرئيسية في هذا السياق تتعلق بعزل الإرهابيين عن المعارضة في سورية. وأضاف: «الحكومة السورية طلبت من إيران وحزب اللـه المساعدة في الحرب بسورية، وبعد انتهاء الحرب سيغادر هؤلاء سورية مع باقي التشكيلات المسلحة»، وتابع قائلاً: «أتفهم مخاوف إسرائيل من وجود حزب اللـه والحرس الثوري الإيراني في سورية. من الطبيعي أنكم تخشون من بقاء هؤلاء في سورية بعد الحرب». وسبق لمستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني أمير حسين عبد اللهيان أن أكد تطابق وجهات النظر بين طهران وموسكو حيال القضية السورية، وأن لا خلافات بين الجانبين بخصوص المسائل السياسية أو الأمنية أو العسكرية أو دور حزب اللـه في سورية، مشيراً إلى أن الدولتين تتحركان في هذه الدولة وفق «خطة عمل مشتركة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن