شؤون محلية

صح النوم

| هني الحمدان

هكذا هي الأيام تتقلب في فلك الشهور، وعداد السنوات يقصف الأعمار، والكل في غفلة، ليس هناك لحظات للتوقف والتفكير فيما يحدث من مآس وويلات، الكل منشغل يبحث عن لقمة العيش المرة.
لا شيء جديداً يبعث الأمل بغد يسر القلب ويفرج الأسارير، فالبارحة كاليوم وغدا لا يحمل أي تغيير، فقط أعباء وحسرات وأوجاع، ألهبتنا الأسعار وأغرقتنا الاحتياجات المعيشية بدوامة تأمينها وتوفيرها أمام قلة الحيلة وقلة المادة…. أمد اللـه بعمر حكومتنا وأجهزتها المعنية التي تترصد حركات حياتنا، تبحث وتفتش عن مطارح ضريبية جديدة لتزيد معاناة العباد بؤساً إضافياً، والجميل تطلق الوعود حول مدى حبها وتفانيها وإخلاصها المطلق خدمة للمواطن البائس..!
عندما تقف وتنتظر الساعات الطوال للظفر بتعبئة ليترات من مادة البنزين ترى العجب العجاب، ترى وجوهاً تحكي عشرات القصص من المعاناة اليومية وضياع ساعات بالطوابير، عندما تشاهد باصات النقل الداخلي محشورة بالعباد تتذكر سنوات مضت تفقدك أي أمل بالخروج من أزمة النقل مستعصية الحل، تشاهد حالات التعارك والتسابق للصعود إلى الباصات والسرافيس، فواتير غاز ومحروقات وكهرباء غائبة ومياه بالآلاف، ولا أحد يشعر بالجحيم الذي يعيش فيه الناس، طوابير أمام الأفران ولا تخلو من مناوشات وسحب سكاكين ولكمات بين الحين والحين…! محاولات التحايل على الحياة لم تعد تجدي نفعا، كلما حاولنا الابتعاد عن كل ما يوتر حياتنا تأتيك أخبار الميزانية العاصفة فسرعان ما تذهب الأحلام وتخبو تمنيات النفس بشراء مستلزمات طبخة واحدة «محرزة»، أعباء وأعباء وفواتير وضرائب وطوابير على كل شيء…! قد يقول قائل: إن حجم التحديات كبير وثقيل على الحكومة التي تبحث جاهدة عن إيجاد حلول وبدائل… لكن ألم تجد بعد بدائل تخفيفية تريح من هول المعاناة اليومية لمواطن صامد بوجه ضربات متلاحقة..؟! اليوم تتذكر بعض الجهات المعنية أهمية الوقوف على ضبط وتوزيع مواد المشتقات النفطية ووصولها للمواطن بأريحية ومنع أي عمليات احتكار أو وصولها إلى السوق السوداء…! نقول صح النوم… لماذا اجتمعتم وقررتم..؟ لقد ملأت المحروقات السوق السوداء وذهبت من محطات وقودكم لمصلحة الحيتان وبقي المواطن منتظراً في طابور الذل والهوان…!

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن