سورية

موسكو تنتظر مقترحات من واشنطن بشأن التعاون العسكري في سورية

| الوطن- وكالات

وسط ظلال قاتمة أحاطت بالعلاقات الروسية الأميركية، أعلنت الدبلوماسية الروسية أن موسكو في انتظار اقتراحات أميركية بشأن التعاون العسكري في سورية.
وألقت استقالة مايكل فلين من منصبه مستشاراً للأمن القومي للرئيس الأميركي، على خلفية اتصالاته مع السفير الروسي بواشنطن قبل تولي دونالد ترامب السلطة، بظلالها على التقارب الروسي الأميركي وخصوصاً أن خليفة فلين، الجنرال هربرت ريموند ماكماستر من المناهضين لتمدد روسيا وإيران في أوروبا والشرق الأوسط.
وتقلصت الآمال بعقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب في الفترة القريبة القادمة. وكانت موسكو وواشنطن توحيان بأن الزعيمين سيعقدان لقاء قمة قبل الموعد المقرر لاجتماع مجموعة العشرين في الصيف المقبل، والذي يحضره الزعيمان بطبيعة الحال.
إلا أن المسؤول في الكرملين يوري يوشاكوف أكد أن روسيا والولايات المتحدة لا تجريان حالياً محادثات بشأن مواعيد محتملة لأول اجتماع بين زعيمي الدولتين، وأضاف في إفادة صحفية، حسب وكالة «رويترز» للأنباء: «لم يتم بحث مواعيد محددة لمثل هذا الاجتماع على الإطلاق»، كاشفاً أن الرئيس السلوفيني بوروت باهور أشار إلى استعداده لاستضافة الاجتماع الثنائي إلا أن روسيا والولايات المتحدة لم تناقشا هذا الاحتمال.
ولفت يوشاكوف إلى أن بوتين يعتزم المشاركة في اجتماع لقادة مجموعة العشرين التي تستضيفها ألمانيا خلال شهر تموز المقبل.
وبدوره، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تنتظر من واشنطن تقديم اقتراحات بشأن تعاون محتمل في سورية، وبين أنه بحث مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون مسألة إقامة مناطق آمنة في سورية.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأرميني إدوارد نالبانديان، قال لافروف: إن بلاده تنتظر من الإدارة الأميركية توضيحات إضافية في هذا المجال، لافتاً إلى أن موسكو تنطلق من أن مبادرة واشنطن حول إقامة مثل هذه المناطق الآمنة: «يجب أن تأخذ بالحسبان المعطيات الواقعية على الأرض السورية، التي توجد فيها جهات كثيرة»، وأكد ضرورة التنسيق مع الحكومة السورية بهذا الشأن.
وشدد الوزير، بحسب موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني على أن بلاده تعتبر أن هدف «المناطق الآمنة» يتمثل في حماية المواطنين الذين نزحوا من بيوتهم.
وبعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أنها لا تخطط لزيادة التعاون مع نظيرتها الروسية في سورية، رداً على دعوى صدرت عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أعرب لافروف عن أمله في أن تكون الولايات المتحدة وفقاً لما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمتحدث باسم البيت الأبيض، مهتمة بالتعاون في تسوية الأزمة السورية، مبيناً أن ذلك يشمل مكافحة «داعش» و«جبهة النصرة» بلا هوادة.
من جهة أخرى، حذرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من دولة ثانية للإرهابيين في سورية بعد دولة داعش في شرق البلاد.
وعبرت زاخاروفا خلال مؤتمرها الصحفي، وفق «روسيا اليوم»، عن قلق روسيا الشديد من خطط هيئة «تحرير الشام» لإقامة «دولة إسلامية» في جنوب ريف إدلب وشمال ريف حماة، في إشارة إلى ما أعلنه هذا التنظيم الجديد الذي شكلته «جبهة النصرة» مؤخراً. ومضت زاخاروفا منبهةً إلى أن هذه الدولة المخطط إقامتها تحت «عباءة الإسلام»، «لا علاقة لها بالإسلام الحقيقي»، وحذرت إلى أنها ستتحول إلى «معقل جديد لمروجي الإرهاب والعنف»، بعد دولة داعش في الرقة.
وفي هذا السياق، اعتبرت أن الوضع الميداني في سورية «ما زال صعباً للغاية، خصوصاً في أرياف حلب وحمص ودرعا»، حيث لا تتوقف المجموعات المسلحة المنضوية تحت لواء هيئة «تحرير الشام» عن مهاجمة مواقع الجيش السوري في أحياء المدينة.
ومن جهة أخرى، كشفت زاخاروفا أن العسكريين الروس في سورية جمعوا كميات هائلة من الأدلة حول عمليات القتل والتعذيب التي ارتكبها الإرهابيون.
وأوضحت أن خبراء إزالة الألغام الروس الذين عملوا في حلب السورية، وثقوا العثور على مقابر جماعية فيها جثث لعسكريين سوريين، وعناصر من القوات الرديفة، ومدنيين من السكان المحليين، وتحمل العديد من تلك الجثث آثار التعذيب، كما تمت تصفية الكثيرين بطلقات نارية في الرأس. وأشارت إلى العثور على جثث رجال بملابس مدنية في قبو منزل بحي الكلاسة، وذلك أثناء تطهير المنطقة من المتفجرات.
وأضافت الدبلوماسية: إن الخبراء الروس وثقوا أيضاً تفخيخ بوابات مبان سكنية ومنشآت حيوية في الأحياء التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن