سورية

في «جنيف 4» وفد حكومي رسمي متسلح بموقف قوي.. و«معارضات» «خسرت هامش المناورة.. وتغييب المعارضة الداخلية

| الوطن – وكالات

تنطلق اليوم جولة جديدة من المحادثات السورية السورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة، والحكومة السورية في موقف أقوى مما كانت عليه في المحادثات السابقة، على حين تبدو «المعارضات» في موقف أضعف نتيجة التطورات الميدانية والهزائم التي منيت بها الميليشيات المسلحة.
فقد وصل وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، أمس، إلى المدينة السويسرية للمشاركة في الحوار السوري السوري، وعضوية مستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس، والسفير السوري في جنيف حسام الدين ألا، وعضوي مجلس الشعب أحمد الكزبري وعمر أوسي، وكذلك أمجد عيسى وأمل يازجي وجميلة شربجي وحيدر علي أحمد وأسامة علي، والعقيد سامر بريدي.
ومن طرف المعارضات يشارك في هذه الجولة ثلاثة وفود وجه لها المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا دعوات منفصلة وهي: وفد شكلته «الهيئة العليا للمفاوضات» من 22 عضواً يضم سياسيين وآخرين عن الميليشيات المسلحة، ووفد من «منصة موسكو» مؤلف من خمسة أعضاء، ووفد من «منصة القاهرة»، على حين تم تغييب «منصة معارضة الداخل – مسار حميميم» لعدم توجيه دعوة لها.
وسبق هذه الجولة من محادثات جنيف ثلاث جولات الأخيرة منها توقفت في الـ27 من نيسان من العام الماضي، جمد خلالها وفد «معارضة الرياض» مشاركته فيها.
وقال مايكل كونتت مدير مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية أمس الأول: إن «الدعوات وكذلك جدول الأعمال الموضوعي الثابت مبنية على النطاق الواسع لقرارات مجلس الأمن وخاصة 2254 الذي يعد الموجه الأساسي لنا في هذه العملية».
وتسعى الأمم المتحدة هذه المرة إلى جلوس الطرفين إلى طاولة واحدة، بحسب ما نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء عن مصادر دبلوماسية قريبة من المحادثات، بعد أن كانت في الجولات السابقة غير مباشرة حيث كان وفدا التفاوض يتوجهان إجمالاً إلى الوسيط الدولي، ولا يتحادثان مباشرة.
ويفترض تشكيل مجموعات عمل لبحث الموضوعات الثلاثة الواردة في خريطة طريق للحل تضمنها القرار 2254 الصادر في آخر 2015.
وذكر دي ميستورا مؤخراً بأن خريطة الطريق تنص على «حكومة ذات مصداقية تضم جميع الأطراف، ودستور جديد يضعه السوريون لا أطراف خارجية، وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة، يشارك فيها اللاجئون السوريون».
ومنذ يومين أبدى دي ميستورا تحفظاً حيال آفاق نجاح محادثات «جنيف 4». وقال في كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن: لا يمكنني أن أقول لكم إن كانت ستنجح، ولكن علينا أن نعمل على أن تكون هناك قوة دفع حتى إذا لم يكن من الممكن أن يصمد وقف إطلاق النار طويلاً، إن لم يكن هناك حل سياسي.
تأتي جولة «جنيف 4» وسط تطورات ميدانية ودبلوماسية أهمها التقدم الذي يحققه الجيش العربي السوري على حساب الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية في مقابل الخسائر التي منيت بها تلك التنظيمات والميليشيات، فضلاً عن وصول الجمهوري دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأميركية.
وتستأنف هذه المحادثات وسط ظروف ميدانية مختلفة عن الوضع في نيسان 2016، مع استعادة قوات الجيش العربي السوري مدينة حلب بكاملها بعدما ظلت أحياؤها الشرقية لسنوات معقلاً بارزاً للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة.
كما تأتي هذه الجولة من المحادثات بعد التحاق العديد من القرى والبلدات والمناطق بركب المصالحة الوطنية.
وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد مؤخراً، أن «الحكومة السورية أصبحت تمتلك اليد العليا في العملية السياسية».
في المقابل تعود المعارضات إلى جنيف هذه المرة بموقف أضعف، وفق ما قال الباحث في مؤسسة «سنتشري» للأبحاث أرون لوند، الذي اعتبر أن الاقتتال الداخلي بين الميليشيات المسلحة «يقلص من مصداقية وفد المعارضة» كما أنه «يصرف النظر عن جوهر المحادثات»، على حين رأى مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس كريم بيطار، أن المعارضة «خسرت هامش المناورة لديها» في المحادثات. وهذه الجولة تأتي في ظل التقارب الجديد بين تركيا الداعمة للمعارضة والميليشيات المسلحة وروسيا، أبرز داعمي الحكومة السورية، فضلاً عن وصول الجمهوري دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأميركية.
ويبقى المجهول الأكبر موقف الولايات المتحدة من الشق السياسي في الملف السوري، ذلك أنه لم يصدر عن الرئيس ترامب الذي طلب من البنتاغون خططاً جديدة قبل نهاية شباط لمكافحة تنظيم داعش، أي مؤشر حتى الساعة إلى المشاركة في جهود حل الأزمة السورية.
واكتفى الموفد الأميركي الخاص للتحالف الدولي بريت ماكغورك في ميونيخ بالقول: «سنكون في غاية الأنانية في ما يتعلق بحماية مصالحنا والعمل من أجلها»، مذكراً أن أولوية بلاده هي «تدمير داعش».
واستبقت هذه الجولة من محادثات جنيف جولتان من المحادثات السورية في أستانا برعاية روسيا وإيران، وتركيا. وكان على جدول أعمالها بند رئيسي يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار الساري منذ نهاية كانون الأول الماضي في سورية رغم تعرضه لانتهاكات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن