رياضة

التاريخ لا يشفع لأحد!

| غانم محمد

غالباً ما نتّهم كرة القدم بقلّة الوفاء ومع هذا تزيد متابعتنا لها كلما أمعنا في تناقضاتها وقسوتها، والنجم الذي هتفنا له بالأمس قد يتحوّل اليوم إلى (ملطشة) وإلى محطّ سخط وشتيمة، فيُنسَف كل ما أنجزه بلحظة ويقول رأس المال كلمته من دون أن يمنحه ولو فرصة الدفاع عن نفسه.
المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري مدرب ليستر سيتي الذي قاده للفوز ببطولة البريميرليغ وانتزاع هذا اللقب من بين أنياب فرق الدوري الإنكليزي صاحبة الباع الطويل وتصدّر مجموعته في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم (دور المجموعات) كان ضحية رأس المال التايلاندي الذي يملك فريق ليستر سيتي بعد النتائج السيئة التي يحققها هذا الموسم من دون أن يستطيع مالكو النادي الإنكليزي الوقوف بوجه اللاعبين الذين تعمّدوا حسب التقارير (تطفيش) هذا المدرب وإبعاده عن النادي وكان لهم ما أرادوا.
للأسف هذه هي كرة القدم، وأكثر من يتعرّض فيها للظلم هم المدربون، أما عند التتويج أو الفوز فالكلّ يعلن عن مشاركته ويعبّر عن دوره بهذا الإنجاز، وإذا ما أردنا إسقاط هذا الأمر محلياً فإن حالات كثيرة مشابهة على صعيد المنتخبات الوطنية وعلى صعيد الأندية لا مجال لذكرها، لكن لا بدّ من الهدوء في مثل هذه القرارات وعدم الانصياع دائماً للنتائج، والأصحّ أن تُقرأ أسباب هذه النتائج من جميع النواحي وبدقة وهدوء، ويجب أن يمتلك أي قرار كروي عوامل الإقناع به ومن باب الإشارة فإنه في الدوري المحلي ولأسباب مختلفة تمت إقالة أو استقالة 9 مدربين مع أننا ما زلنا في البداية، وهذا يرجعنا بدوره إلى كفاءة من يتخذّ القرار وإلى الشروط التي يبدأ بها أي مدرب عمله مع هذا النادي أو ذاك، إذ إن معظم المدربين يوقعون عقوداً مع فرق الأندية من دون دراسة واقع هذه الفرق، ومن ثم من دون اتفاق على السقف الأعلى للنتائج وبعد هزيمتين أو ثلاث تعلو أصوات المحتجّين فلا تجد الإدارات بدّاً من الانصياع لهذه الجماهير ويكون المدرب هو الضحية.. وبالعودة إلى المدرب رانييري الذي بدأ مشواره مع ليستر سيتي في تموز 2015 وحقق بطولة الدوري وبلغ ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا فإن كلّ ذلك لم يشفع له مع أن ما حقّقه ربما لم يخطر على بال أحد من إدارة النادي ولا من جمهوره ولكنه الطمع ربما.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن