الخبر الرئيسي

تفجيرات حمص الإرهابية ترخي بظلالها على جنيف.. ودمشق تريد حواراً مع شركاء وطنيين يدينون الإرهاب .. الجعفري: نريد وفداً موحداً للمعارضة في محادثات جنيف.. ومن يرفض الإدانة فسنعتبره شريكاً في الإرهاب

انتهى اليوم الثالث من محادثات جنيف باجتماع مطول بين وفد الجمهورية العربية السورية والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تمحور حول نقطة واحدة وهي التفجيرات الإرهابية الانتحارية التي وقعت صباح أمس في حمص وأودت بحياة عشرات الشهداء في فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة وسط المدينة، وفِي ختام الاجتماع أجاب رئيس الوفد السوري ومندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري على أسئلة الصحفيين مؤكداً أنه طالب دي ميستورا بالتوجه مباشرة إلى رعاة الإرهاب والطلب منهم وقف دعمهم للإرهابيين من دون أن يكتفي ببيان، إذ يجب أن نعالج جذور المشكلة وليس نتائجها.
وقال الجعفري: انتهيت من جلسة استمرت ساعتين ونصف الساعة مع دي ميستورا، وتركز الحديث حول نقطة واحدة فقط وهي وضع مكافحة الإرهاب كأولوية وطالبنا دي ميستورا أن يصدر بياناً يدين فيه التفجيرات الإرهابية الانتحارية التي قامت بها جبهة النصرة وشركاؤها في حمص، وأضاف: طلبنا من المبعوث الأممي أن ينقل أيضاً مطلب إصدار بيانات واضحة لا لبس فيها من كل المنصات المشاركة في مؤتمر جنيف تدين ما حصل في حمص، وأي طرف يرفض إدانة ما جرى في حمص فسنعتبره شريكاً في الإرهاب، وفي وقت لاحق تلقت «الوطن» بياناً صحفياً صادراً عن رئيس وفد منصة موسكو حمزة منذر أدان بأشد العبارات جرائم (أمس) في مدينة حمص، كما نقلت قناة «الميادين» عن منسق منصة القاهرة جهاد مقدسي إدانة التفجيرات الإرهابية، معتبراً أنه «لا يمكن لأي عاقل ألا يدين هجمات النصرة»، على حين أعلن عضو منصة الرياض وقائد جبهة حمص سابقاً العقيد الفار فاتح حسون أن «التفجيرات قام بها النظام» متجنباً الإدانة رغم تلقيه أكثر من سؤال في مؤتمر صحفي للمنصة مساء أمس، بينما قال رئيس منصة الرياض نصر الحريري في المؤتمر ذاته: إننا ندين الأعمال الإرهابية في أي مكان داخل وخارج سورية إن كانت تندرج تحت عنوان العمليات التي تنفذها تنظيمات إرهابية، وسمى تنظيمي داعش والنصرة من بينها، لكنه لم يشر إلى «هيئة تحرير الشام» التي أسستها النصرة وتبنت التفجيرات.
وشدد الجعفري على أن ما حصل في حمص «لن يمر مرور الكرام»، معتبراً أنها رسالة إرهابية إلى محادثات جنيف ورسالة موجهة للمبعوث الأممي والأمم المتحدة وما يسمى المجتمع الدولي ولكل المشاركين في جنيف، وما حصل ألقى بظلاله على جنيف، وتابع: ما حصل ليس فقط عملاً إرهابياً عسكرياً إنما أيضاً عمل إرهابي سياسي وهذا هو السبب الرئيسي الذي يحدونا لوضع بند مكافحة الإرهاب كأولوية على جدول أعمال جنيف.
وبعدما أكد الجعفري أن دماء السوريين غالية ومن يسفك دماء السوريين فسيدفع الثمن غالياً، قال: لقد أوضحنا بكلام لا غموض فيه أننا جاهزون لمواصلة المحادثات حتى الفجر على أساس أن تصدر منصات المعارضات ودي ميستورا إدانة للعمل الإرهابي، وبطبيعة الحال إصدار بيانات لن يعيد الضحايا إلى الحياة لكن الإدانة ستشكل امتحاناً للمنصات المشاركة في محادثات جنيف بصفة معارضة معتدلة لنعرف إن كانت هذه المنصات ضد الإرهاب أم شريكة في الإرهاب.
وأضاف: قلنا لدي ميستورا أن نبحث عن أرضية مشتركة، وقلنا له كيف يمكن أن يتحدث مع أي شخص من دون أن يكون مديناً للإرهاب، وقلنا: إن هدف النصرة هو نسف مباحثات جنيف ونحنا لن نقع في هذا الفخ، ولهذا نحن نحرص على أن يكون لدينا شركاء ينبذون الإرهاب كما يفعل الشعب السوري.
وأعاد الجعفري التأكيد: شرحنا لدي ميستورا، للمرة المئة، أنه لا ينبغي التعامل مع النصرة أو داعش أو كل التنظيمات المرتبطة بهما التي تغير أسماءها كالحرباء كل يوم، فمكافحة الإرهاب تمر أولاً عبر إدانة رعاة الإرهاب بدلاً مع دعوتهم للجلوس أمس في أول صف في الجلسة الافتتاحية.
وأكد الجعفري أن الوفد باق في جنيف وأن موعد الجلسة المقبلة حددها دي ميستورا بنفسه يوم الثلاثاء المقبل، مجدداً التأكيد أن الشرط الوحيد للجلوس مع المعارضة مباشرة شرط واحد هو «أن نجد المعارضة في وفد واحد يتفاوض مع وفد الجمهورية العربية السورية كشريك وطني حقيقي، وفد معارض يدين الإرهاب، ولا يبرر الإرهاب بأي شكل من الأشكال ولا يعمل لصالح أجندة خارجية».
ولا تزال مباحثات جنيف من دون أي نتائج تذكر ومن دون أي وضوح في الرؤية، ولا تزال محاولات دي ميستورا مستمرة لتكريس وفد الرياض وفداً وحيداً محاوراً لوفد الجمهورية العربية السورية مستخدماً أساليب المراوغة والضبابية في التعاطي مع مسألة وفود المعارضات، دون أن يتخذ قراره ويمارس صلاحياته بتشكيل وفد يمثل كل المنصات وفقاً لما هو منصوص عليه في القرار 2254 الذي يقول إنه يستند عليه في مفاوضات جنيف 4.
ولا يزال وفد سورية يجهل من هم محاوروه من طرف المعارضات ومن يمثلون، فبعد الجلسة الافتتاحية الاستعراضية التي نظمها دي ميستورا للإيحاء بأن هناك وفدين متقابلين، لا تزال الخلافات سيدة الموقف ما بين المعارضات التي لم تجد أي أرضية يمكن التوافق عليها لتندمج مع بعضها البعض، مع وجود رغبة سعودية واضحة بعدم إفساح المجال أمام أي من المنصات لتكون شريكة في الوفد الواحد إلا في حال تخلت عن مبادئها واعتمدت مبادئ مؤتمر الرياض!
ويحاول أعضاء وفد الرياض فرض نفسهم كوفد وحيد وينتقدون كل من يتحدث عن شكل الوفد والمنصات المتبقية والمستبعدة، معتبرين ذلك «تفصيلاً» لا يقدم ولا يؤخر في حين أنه جوهر القرار 2254.
وحاول دي ميستورا الالتفاف على عقدة الوفد الواحد من خلال اقتراح ورقة قدمها لوفد الجمهورية العربية السورية ولوفد الرياض تتعلق بشكل المفاوضات دون أن تتحدث عن المفاوضين واقترح من خلالها تقسيم الوفد إلى 3 ورشات عمل تتناول العناوين الثلاثة الأبرز للقرار 2254 وهي: الحكومة والدستور والانتخابات، دون أن يذكر دي ميستورا من سيتحاور مع من في ورشات العمل هذه وكيف تتشكل وعددها، واستبق تفجيرات حمص مطالباً بوضع موضوع مكافحة الإرهاب ووقف إطلاق النار جانباً وتركه من اختصاص محادثات أستانا دون التطرق إليه في جنيف، إلا أن تفجيرات حمص أتت لتؤكد أن المسار السياسي يتم تعطيله في كل مرة من خلال عمليات إرهابية تضرب سورية والسوريين وتوجه رسائل واضحة للمجتمعين أن لا حل في سورية إلا من خلال الحل العسكري وهو ما سبق أن أكدت عليه السعودية وقطر والدول الداعمة للإرهاب في أكثر من مناسبة، وعانى منه السوريون في كل مرة انعقد مؤتمر في حنيف.
وفِي أول تعليق لدي ميستورا على التفجيرات، قال: إنه في كل مرة نحاول التقدم في جنيف هناك من يحاول تخريب ذلك دون أن يدين صراحة التفجيرات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن